بعد الحادث الغاشم واللاإنساني الذي تم يوم الأحد 15 فبراير 2015، وراح ضحيته 21 من شباب مصر الأقباط .. في أبشع صور الإرهاب.. من أناس أشرار ليس لديهم ضمير ولاهوية.. ولكن الله سيعاقبهم بما يراه.. والكنيسة الأرثوذوكسية تعتبر أي شهيد يمر من الباب الضيق يتساوى مع القديسين في ملكوت الله.. لأنهم حفظوا الإيمان .. وكل ما عانوه لا يقاس بالمجد الذي سينالوه.
ومصر لن تتأخر عن مكافحة الإرهاب .. ولن تترك هؤلاء الأشرار يفعلون هذا الشر والعذابات بأبنائها.. فضربت ضربتها حفاظاً على جميع أولادها.
وتلك الدماء المصرية التي سفكت على أرض ليبيا.. هي دماء أبناء مارمرقس الرسول (من أصل ليبي) كاروز الديار المصرية الذي عذب وسالت دماءه لتمسكه بالإيمان وتأسيس كنيسة الأسكندرية.
وشجرة الكنيسة القبطية تروى بدم الشهداء دائماً وعلى مر العصور.. فتذكرنا ما حدث للشهداء الواحد والعشرين لكي تبقى كلمة الله تقرأ في الكنائس.. وتعلم بالحب والسلام والخير للإنسانية.
احفظ يارب مصر.. من كل شر وتدمير الذي يؤثر على نفسية مخلوقات الله.. فالدم الذي يسفك في أي مكان وزمان يدل على القسوة والعنف والدمار الذي نشاهده ونعايشه هذه الأيام..ونجده أيضاً في اللون الأحمر في كثير من لوحات سفك الدماء والقتل والعذابات.. فاللون المرسوم يتحول إلى أحاسيس ومشاعر.. كالحياة والموت.. والبهجة والحزن.. العاطفة والحكمة.
وما حدث للشهداء يدل على مدى العذاب الذي تحملوه.. مثلما آلام الرب يسوع على خشبة الصليب .. وبعدها الرسل والشهداء .. وما سفك من دمائهم لكي تزدهر الكنيسة .. وينالون الحياة الأبدية.. لتخاطب أعماق الإنسان .. وتمس أوتار الوجدان .. وفقاً للتعاليم الدينية للكنيسة الأرثوذكسية.
وأبناء مصر من جيش وشرطة ومؤسسات وطنية.. مستعدون أن يضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة وآفاق المستقبل لمصر التي تستحق كل خير وحق وجمال .. وذلك يتحقق لأطياف الشعب المصري المؤمنة بالإصطفاف الوطني بين جميع القوى المدنية من أبنائها للقضاء على الإرهاب بكل صوره.. في أي مكان وبأسرع وقت .. وبناء مصر الحديثة التي نريدها جميعاً.