تتعامد الشمس صباح غد الأحد فى الساعة السادسة و20 دقيقة على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبد أبوسمبل فى ظاهرة فلكية نادرة تحدث وتستغرق حوالى 20 دقيقة داخل قدس الأقداس بالمعبد مركزة على رمسيس كاملا والكتف الأيسر للإله أمون، والكتف الأيمن للإله رع حور.
ويعد معبد أبوسمبل من أهم المعابد التي شيدت بربطها بظاهرة فلكية حيث تتعامد فيها الشمس يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.
وعلى مدى اكثر من 3000عام أي منذ عام 1240قبل الميلاد وحتى عام 1964م عندما جرى نقل معبد ابو سمبل من موقعة التاريخى الى موقعة الحالى، الذى يبعد 120مترا فقط وعلى ارتفاع 60 متر عما كان عليه بعد تقطيعه الى مكعبات، ثم تركيبه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة. أصبحت تتكرر ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس في معبد أبو سمبل بانتظام وفي نفس الساعة والدقيقة مرتين في السنة.
وكان لـ”وطنى” لقاء مع عالم المصريات سامى حرك والذى قال ان ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس كانت تحدث يوم 21 اكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964 وبعد نقل المعبد لموقعة الحالى اصبحت الحادثة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير وذلك لتغير خطوط العرض والطول.
ويمكن مشاهدة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل في المرة الاولى يوم 22 فبراير في الساعة السادسة وخمس وعشرون دقيقة احتفالا بميلاد رمسيس الثانى اما المرة الثانية من كل سنة فتصادف يوم 22 أكتوبرالساعة الخامسة وخمسة وخمسين دقيقة صباحاً؛ احتفالا بذكرى تتويجه وتوليه عرش مصر؛ حيث يتسلل شعاع الشمس عبر ممر طويل ليقطع مسافة 200 متر ليصل الى قدس الاقداس ويقطع 60 مترا أخرى ليتعامد على وجة الملك ويملأه نوراً. وتعكس تلك اللحظة لمن عاشها شعورا بالرهبة والسحر والغموض من جمال شعاع الشمس الذى سرعان ما يتحول الى بقعة من الضوء تضئ وجة الفرعون رمسيس الثاني ومعه تمثالين آخرين وهما تمثال رع حور اخت اله الشمس، وتمثال أمون إله طيبة، أما التمثال الرابع والموجود بجانبهما فهو للإله بتاح رب منف وراعى الفن والفنانين وإله العالم السفلي فلا تصل اليه أشعة الشمس، هكذا قدر له ان يعيش في ظلام دامس مثلما هي حالته في العالم المعتم السفلي.
ومن المعروف أنه فى عام 1244 قبل الميلاد أسس الملك “رمسيس الثاني” في أقصى جنوب مصر معبده المسمى “معبد رمسيس محبوب آمون” بهدف نشر الأمان في الجنوب قريباً من حدود مصر وكذلك لبعث هيبة الدولة المصرية لدى جيرانها.
حيث يعد معبد ابو سمبل اكبر معبد منحوت فى الصخر على مستوى العالم وهو تحفة معمارية وهندسية غاية فى الدقة للفنان المصرى القديم يصعب تكرارها وللمعبد واجهة ضخمة تضم اربعة تماثيل لرمسيس منحوتة فى الصخر وتماثيل اخرى يجلس اثنان منها على كل جانب بالمدخل، وتمثال الملك رمسيس مرتديا التاج المزدوج لمصر وبين ارجل كل تمثال نجد تماثيل للملكة نفرتارى والاطفال الملكيين تمثال لالة الشمس (رع حور ماخيس) الذى له رأس الصقر وقد توصل علماء الفلك الى أنه بالرغم من مرور آلاف السنين على بناء المعبد، الا أن المواعيد التى حددها علماء الفلك القدماء لم تتغير، موضحين ان سر تلك الظاهرة يكمن فى نتيجة الحركة الحقيقية لدوران الارض فى مدار شبه دائرى حول الشمس، وتتبعه حركة ظاهرية تسمى بدائرة البروج السماوية، وهى دائرة تميل بمقدار 23.5 درجة ويطلق عليها الفلكيون دائرة الاستواء السماوى
تعامد الشمس حقيقة علمية من اكتشاف قدماء المصريون
ويستند «تعامد الشمس» إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.
واستند قدماء المصريين في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما.
و«تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر فبراير والثاني والعشرين من شهر اكتوبر، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 فبراير و22 اكتوبر من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة.
وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافا صغيرًا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.
ويشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».وكانت هذة الكلمات اول من سجلت لهذة الظاهرة الفريدة.
وتخليدا لهذا الحدث الفريد قررت الحكومة المصرية وضع صورة معبد ابوسمبل على عملتها ووضعت الصورة على الجنية المصرى وحمل الجنيه الصادر في 28 ديسمبر 1968، صورة مسجد قايتباي الأثري، والظهر جزء من معبد أبو سمبل، ومنذ 15 مايو 1975 وحتى اليوم ظل تصميم الجنيه ثابتًا يحمل صورة مسجد قايتباي على الوجه وجزءمن معبد أبو سمبل على الظهر.