الاسر تطالب الامم المتحدة بإعادة المخطوفين وعدم التضحية بالابرياء
تستمر أسر الاقباط المخطوفين في بذل جهودهم من أجل الضغط الرسمى والدولى لإنقاذ ذويهم ، وجاء أكثر من 130 قبطيا من محافظات المنيا واسيوط والاسكندرية اليوم للقاهرة ورغم فقرهم الشديد تحملوا عناء السفر وأنفاق المصروفات من أجل ذويهم رغم محدودية دخلهم وتوقف أعمالهم منذ خطف ذويهم دون وجود مصدر للدخل ، حيث بدأت لقاءات الاسر بالخارجية المصرية صباح اليوم بلقاء ياسر رضا مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير والسفير بدر عبد العاطى والسفير محمد ابوبكر سفير مصر بليبيا وبحضور المهندس مجدى ملك القيادى بسمالوط واسحق حنا عضو جمعية التنوير .
وأبدت الأسر إستيائها الشديد لضعف التحرك الرسمى من اجل كشف مصير ذويهم رغم مرور اسبوعين على عملية خطفهم ، وروى عدد من العائدين من ليبيا كيفية عملية الخطف وأسماء بعض السائقين المتورطين فى عملية تسليم ذويهم ، وأنهار بعضهم فى البكاء نتيجة سوء حالتهم وصرخ أحدهم ” أحنا عايزين ولادنا حتى لو ميتين ونقوم بدفنهم أحسن من العذاب اللى عايشينه ” .
أستعرض مساعد الوزير خلال اللقاء آخر الاتصالات التي تمت في إطار خلية الأزمة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية ، بما في ذلك الاتصالات الجارية مع الحكومة الليبية والأجهزة الأمنية هناك وزعماء وقادة القبائل والعشائر الليبية المؤثرة ، فضلاً عن اللقاءات مع شخصيات ليبية مستقلة ومنظمات المجتمع المدني في إطار لجنة التواصل المجتمعي في ليبيا بهدف متابعة أوضاع المختطفين والجهود المبذولة لتأمين أرواحهم.
وجدد ياسر رضا التأكيد على أن وزارة الخارجية وأجهزة الدولة تبذل قصارى الجهد للعمل على التعامل مع هذه الأزمة رغم التعقيدات القائمة وذلك إنطلاقاً من مسئولة الدولة تجاه أبنائها، وأن هذه الجهود لن تتوقف ولن يهدأ بال أي مسئول رسمي حتى يتم العمل على التعامل معها.
وذكر المتحدث بأسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطى أن رضا أستمع خلال الاجتماع إلى أهالي المختطفين وما يجيش داخلهم من مشاعر الحزن والأسى على أختطاف ذويهم، حيث أكد على أن حزن وغضب كل مسئول مصري لا يقل عن غضب وحزن أهالي المختطفين، وأنه على الرغم من الظروف شديدة التعقيد في ليبيا لعدم وجود تواجد مصري على الأرض في ليبيا وتدهور الأوضاع الأمنية بها، إلا أن خلية الأزمة لن تتوقف عن مواصلة عملها وإجراء إتصالاتها لحين أستجلاء هذه القضية التى تحظى بأهتمام بالغ من جانب الدولة المصرية بكافة أجهزتها، مشدداً على تكاتف الشعب المصري ووحدته فى وجه ما يحاك له من مؤامرات تستهدف أمنه ووحدته واستقراره.
وناشد رضا أهالي المختطفين بالتحلي بالصبر في هذه المرحلة الصعبة ونصح أقاربهم أو ذويهم المتواجدين في مناطق التوتر باللجوء إلى مناطق أكثر أمناً بالداخل الليبي أو العودة إلى أرض الوطن وذلك من خلال التنسيق الجاري الذي تقوم به الأجهزة المعنية، فضلاً عن منع أقاربهم أو ذويهم من السفر مطلقاً إلى ليبيا في ظل الظروف الراهنة.
وعقب الانتهاء من لقاء الخارجية نظمت الاسر وقفة إحتجاجية أمام مكتب الامم المتحدة بالقاهرة رافعين لافتات وصور المخطوفين ، وشاركهم بعض الشباب من القاهرة .
وذهب وفد مكون من ستة مواطنين للقاء خولة مطر مدير المركز الاعلامى للامم المتحدة وأستمعت لأسر المخطوفين ولمأساتهم ، وأكدت أن مكتب الامن بالامم المتحدة يعلم بالوقفة منذ الامس ، وأنها تشعر بمأساة الاسر الفقراء الذين خاطروا بحايتهم من أجل لقمة العيش وأكدت أنها سوف تقوم بترجمة المذكرة التى تقدمت بها الاسر وتقديمها الى الامين العام للامم المتحدة ورفع مطالبهم التى تركزت فى ضرورة قيام الامم المتحدة بدورها الدولى فى تطبيق المواثيق الدولية بالتنسيق مع السلطتين المصرية والليبية من اجل الافراج عن المخطوفين ، ومساعدة العالقين الاقباط بمدينة سرت فى العودة لبلادهم .
وتحدث بباوى صموئيل شقيق أحد المخطوفين مشيراً أن الامم المتحدة لا تقوم بدورها الدولى ولم تصدر أى تصريح او بيان بخصوص أزمة الاقباط المختطفين ، وطالب بتفعيل دور المنظمة فى القيام بالتفاوض مع الطرف الليبى لا سيما أن الدول الغربية على علم بجميع الاطراف ومنها بعض الدول التى تمد هذه الاطراف بالسلاح .
وطالب بضرورة وقف التضحية بالابرياء وسط هذا الصراع السياسى القائم بين الدول والقيام بحماية المواطنين طبقا للمواثيق الدولية .