الانبا بيمن : العمل فى المرحلة الاولى لإعادة بناء الكنائس يسير بمعدلات جيدة ..وتنتظر البدء فى المرحلتين الثانية والثالثة
الانبا مكاريوس : نتواصل مع الجهات الأمنية لاعادة فتح الكنائس المغلقة
جاءت أعياد الميلاد وحرص المسيحيون على حضور القداسات والصلوات ..ولكن هناك كثيرون لم يجدوا كنيسة بقريتهم أو بالقرب منها للصلاة فيها، وذلك بالرغم من وجود كنائس مجاورة لهم لكنها مغلقة تحت حجة الدواع الأمنية. وتكبد هؤلاء مشقة التنقل لمسافات طويلة، ومنهم من قام بالصلاة داخل حطام الكنائس التي تعرضت للحرق والاتلاف فى أعقاب أحداث فض إعتصامى رابعة والنهضة …
وداخل هذه الصورة المعتمة كانت هناك بارقة أمل فى محافظة المنيا تحديدا فى ايبراشية سمالوط، إعيد خلال شهر ديسمبر الماضى فتح كنيسة الانبا كاراس والبابا كيرلس بالمدينة وكنيسة مارمينا بنزلة يعقوب البحرية، وذلك بعد قرار اغلاقهما لدواعى أمنية عدة أشهر … وبذلك أصبح هناك ثلاث كنائس ومبنى خدمات أخر فى إيبراشية سمالوط وحدها تنتظر قرارات إعادة فتحها واقامة الصلوات والقداسات والشعائر الدينية بها مرة أخرى . و هى : كنيسة القديس تكلاهيمانوت بقرية داود يوسف، وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بقرية محمد صميده، وكنيسة بعزبة الياس حنا، ومبنى خدمات جمعية كوم اللوفى .
هذه القرارات فتحت مجالا للتساؤل: الم يأت الوقت لاعادة فتح الكنائس المغلقة لدواعى امنية ?!!!، وكذلك االإسراع في إعادة بناء وإعمار الكنائس التى أضيرت فى أعقاب احداث فض اعتصامى رابعة والنهضة ..؟!! …وهو ما يطرح تساؤلا أخر حول إمكانية قدرة المسئولين على الوفاء بالتعديلات الدستورية والتي تلزم أول مجلس نواب بإقرار قانون لتنظيم بناء الكنائس.
نطرح فى هذا العدد ملف الكنائس بمحافظة المنيا خاصة وأنها كانت أكثر المحافظات التى تعرضت للاعتداءات ، حيث أن الكنائس التى أضيرت خلال أغسطس 2013 وصلت الى 16 كنيسة ، وكانت نسبة الكنائس والمؤسسات التى تضررت بعد فض اعتصام رابعة 65 % من مجموع ماحدث على مستوى الجمهورية، الإضافة الى وجود العديد من الكنائس المغلقة بها لدواعى أمنية والتى لم يتم فتحها بعد ..
تحدثنا الى نيافة الانبا مكاريوس أسقف ايبراشية المنيا وتوابعها ،فقال: بداية فإننا فى فترة رأس السنة والاعياد شهدنا تشديدات امنية حول الكنائس فى اثناء الصلوات والقداسات، بالفعل كان هناك تكثيف امنى غير مسبوق امام الكنائس فى فترة الاعياد .”
وفيما يتعلق بالكنائس المغلقة – لدواعى امنية – فى ايبراشية المنيا قال نيافة الانبا مكاريوس :” نتواصل مع الجهات الامنية فى محاولات لاعادة فتح هذه الكنائس المغلقة للصلاة ، فعلى مستوى ايبراشية المنيا فقط هناك 150 قرية لا يوجد بهم كنائس للصلاة …؟!! والامر كذلك فى باقى ايبراشيات محافظة المنيا و محافظات الصعيد بشكل عام .
وأضاف الانبا مكاريوس قائلا :” الكنائس الارثوذكسية التى أضيرت فى اعقاب احداث فض إعتصام رابعة وتم البدء فى العمل بإعادة اعمارها هى كنيسة الامير تادرس بالمنيا فقط ونصلى فيها مؤقتا لكنها لم تنته التشطيبات بها بعد وجارى اعادة اعمارها .
أما الكنيسة الثانية فى ايبراشية المنيا وهى كنيسة الانبا موسى وهى التى تم حرقها فى أعقاب احداث فض اعتصامى رابعه والنهضة و هى حتى الان كما هى ولم يتم حتى البدء فى إعادة بناء ويتم الصلاة فيها كما هى ، والأقباط يصلون القداسات وصلوات الاعياد فى وسط حطام الكنيسة فى كل الظروف بالرغم من برودة الجو و الأمطار أوالحرارة الشديدة ، فالأقباط أدركوا ان كله للخير وأن الله هو مدبر المسكونة وسيد التاريخ .”
وأشار نيافة الانبا مكاريوس الى انه :”كان من المفترض أن تنتهى المرحلة الاولى خلال النصف الأول من العام الجارى لكن لم تنته بعد، كما تبدأ المرحلة الثانية والتى كان من المقرر أن يبدأ العمل فيها اول يوليو الماضى ولكنها لم تبدأ من الأساس حتى الان .”
إستطرد الانبا مكاريوس قائلا : نحن كأقباط نأمل أننا نشعر بتغيير بعد الثورة ، ولدينا عشم كبير أن الأيام القادمة تكون أفضل . وأن الامن الوطنى يصحح أخطاء أمن الدولة السابقة على مستوى كل شىء ،ومنها ملف الكنائس . هذه هى مشاعر كافة الاساقفة فى صعيد مصر فنحن نريد أن نشعر أن التوجهات اختلفت بشكل عام ..
،بالإضافة الى أن هناك بعض الأماكن فى المنيا التى نطالب الدولة بان يتم تخصيصها للصلاة وهناك بالفعل بعض الاجراءات فى هذا المجال بدأت وننتظر ان تستكمل باذن الله .
حول مراحل إعمار واعادة بناء الكنائس التى اضيرت ابان فض اعتصامى رابعة والنهضة وما تم بها حتى الان تحدثنا الى نيافة الانبا بيمن – اسقف نقادة وقوص – قال ومسئول لجنة إدارة الأزمات بالكنيسة : “الكنائس التى أضيرت بشكل مباشر والظروف الامنية سمحت البدء فى اعادة اعمارها هى 10 مواقع تضم 24 مبنى ، تتضمن 10 كنائس ،و 14 مبنى ما بين مدارس ومبانى خدمات .فيما يتعلق بقرارات اعادة الاعمار والبناء فكانت كالتالى :
المرحلة الاولى تبدأ 1 يونية 2014 وتنتهى 30 يونية 2015 ويشمل ذلك الانتهاء بالتشطيبات والفرش وكل شىء . وبالفعل هناك مبانى تم انجازها جزئيا والبدء فى اعادة اعمارها .
المرحلة الثانية كان من المفترض أن تبدأ فى 1 يوليو 2014 لكن لم يتم البدء فيها حتى الان من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى تشرف على اعمال البناء واعادة الاعمار وربما كانت هناك مشروعات اكثر الحاحا عليهم البدء فى تنفيذها فى نفس التوقيت .
وأضاف نيافة الانبا بيمن :”تم ضم المرحلتين الثانية والثالثة معا وسيبدا العمل فيهما معا فى ذات التوقيت باذن الله .ومن المقرر بشكل مبدئى ان يتم افتتاح الكنائس لبتى اضيرت فى 30 يونية 2015 .
وأشار نيافة الانبا بيمن الى أن العمل فى المرحلة الاولى يسير بمعدلات جيدة ،والقائمين على العمل جادين جدا فى العمل والمتابعة .واننا ممنونين جدا للقوات المسلحة ونتمنى أن تبدا المرحلة الثانية قريبا وتنتهى سريعا .
دلجا لم يبدأ العمل بعد
القس ويصا صبحى – وكيل مطرانية دير مواس – قال :” دلجا كما هى بدون اى تطورات ولم يبدأ العمل فيها بعد . والاعياد والصلوات كانت عادية دون معطلات ، وفى دلجا سيتم اقامة قداس العيد والصلوات فى كنيسة الانبا ابرام التى تم حرقها بالكامل فى 14 أغسطس 2013 بعد احداث فض اعتصام رابعه والنهضة ، وهى حاليا يقام فيها القداسات . واتمنى أن تكون الفترة القادمة أفضل، وتكون الامور اكثر استقرارا بالنسبة لمسالة الكنائس واعادة بناء وترميم الكنائس التى تهدمت وتم احراقها
تأجيل العمل يؤثر سلبا على الاقباط
القس يوسف أيوب – راعى الكنيسة الكاثوليكية بدلجا – قال :” الوضع كما هو بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية فى دلجا ،الحالة يرثى لها وكذلك الثلاث كنائس ومن بينهم الكنيسة الاثرية فى دلجا كما هى . ونتواصل بشكل يومى مع الشركة المنفذة – محرم باخوم – وعملنا رسومات للكنيسة الكاثوليكية لاعادة بنائها وترميمها حوالى 10 مرات وفى كل مرة تطلب منا الشركة المنفذة تعديلات نقوم بها ونعيد اليها الرسومات فتطلب تعديلات جديدة ..وهكذا ..فهناك مماطلة واضحة وبطء فى التنفيذ ، فالقوات المسلحة تنتظر الرسومات وتعليمات الشركة المنفذة للبدء فى العمل ،الذى كان من المفترض أن يكون بدأ فى 1 يوليو 2014 وحتى الان لم يبدأ ..؟!! حيث ان دلجا كانت موضوعة فى المرحلة الثانية لاعادة اعمار الكنائس التى تضررت وتعرضت لأعمال عنف وهدم وحرق .
وأضاف القس يوسف أيوب : “هذا التأخير فى التنفيذ جعل الناس هنا تشعر بأذى نفسى كبير بسبب التباطىء الشديد فى اعادة الامور الى وضعها مرة أخرى ..
الأكيد اننا لانستطيع ان نتهم احد بالتباطؤ ولكن نحن امام حقيقة ثابتة الا وهى ان الكنائس تم تدميرها وكان من المفترض اعادة بنائها والترميم منذ شهر يوليو الماضى لكن هذا لم يحدث .. واذا كان هناك بعض الأسباب من قبل حول أن الوقت غير ملائم والأحوال الأمنية فى البلد تمنع فهذا السبب الان غير موجود فالأمور أكثر استقرارا ومن المفترض اعادة البناء فى هذه الاماكن ، خاصة وأن هناك كنائس تحتاج لفترات عمل طويلة ،تصل من وجهه نظرى الى ما يقرب من ثلاثة اعوام فلماذا اذا التاخير ..؟!! فلو بدانا غدا سناخذ سنوات اخرى من العمل . “
القس داود ناشد – وكيل مطرانية سمالوط وتوابعها ،قال:” الامور تتجه الى الافضل وبشكل ايجابى نسبيا ، ففى خلال شهرين بالنسبة لايبراشية سمالوط هناك كنيستين كانا مغلقين لدواعى امنية وتم اعادة فتحهما للصلاة مرة اخرى ،الأولى هى كنيسة مارمينا بعزبة يعقوب البحرية ، والثانية كنيسة الانبا كاراس والبابا كيرلس تم اعادة فتحها ولقد وعدتنا الجهات الامنية فى الفترة المقبلة بمزيد من العمل على اعادة فتح الكنائس المغلقة بالاضافة الى البدء فى هدم واعادة بناء بعض الكنائس والمبانى التى تحتاج لذلك وهم : كنيسة السيدة العذراء بالجلاء ، ومبنى خدمات زقلمة ، وكنيسة السيدة العذراء مريم بعزبة نخلة حسن باشا بسمالوط .
وسياتى دور باقى الكنائس المغلقة باصدار قرارات باعادة فتحها مرة اخرى ،بعد دراسة الجوانب الامنية وهو امر مهم للغاية قبل اصدار قرارات فتح الكنائس فمن المهم ان نطمئن الى عدم حدوث مشكلات بعد اعادة فتح الكنيسة وعودة الصلاة بها”
تعقيبا على ملف الكنائس المغلقة تحدثنا الى الدكتور يسرى العزباوى – الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،فقال : ربما الفاعليات التى شهدتها مصر بعد 30 يونية كانت ضاغطة بشكل كبير ، وكان هناك تنكيل من قبل التيار الاسلامى بالكنائس والكلام الذى اشيع أن المسيحيين هم الذين خرجوا فى 30 يونية واطاحوا بالمعزول مرسى واعوانه . الامر الثانى انشغال مصر بعد 30 يونية بعده ملفات على راسها محاربة الإرهاب فاعيات مختلفة : فض اعتصام رابعه – لجنة الخمسين – الاستفتاء على الدستور .”
وأكد العزباوى على:” انه امر جيد جدا أن الدستور الحالى نص لاول مرة على أن البرلمان القادم ملزم بعمل قانون دور العبادة الموحد وهذا فى حد ذاته يعد امرا جيدا ، لكن من وجهه نظرى هذا ليس مبرر للتاخير وعدم إتخاذ اجراءات وقرارات حاسمة حتى الان فى ملف الكنائس الموجودة بالفعل على ارض الواقع ولكنها ممنوعه من اقامة الصلوات بها او يتم الصلاة فيها وسط الحطام .
و فى رايى أن المنيا من أكثر المحافظات الموجود بها مشكلات فى هذه القضية بسبب وجود المتشددين من تيار الاسلام السياسى بها اكثر من باقى محافظات مصر .”
وأكد العزباوى على:” ان الامر الأكثر أهمية هو ضرورة أن يصاحب هذه الثورة عملية وعى ، لان الوعى حتى الان موجود لدى بعض من النخبة الدينية فقط سواء فى الازهر او الكنيسة ، وامر جيد وجود البابا تواضروس الثانى فى هذا التوقيت واحتوائه للاحداث المتعاقبة على الكنيسة .لكن يجب ان يكون هناك وعى اكبر لدى عامة الشعب .”
ونوه العزباوى قائلا :” أؤكد مرة أخرى كل هذا ليس مبررا لمسألة اغلاق بعض الكنائس حتى الان – بحجة الدواعى الامنية – لكنها تحتاج المزيد من الجهد لاعادة فتح الكنائس المغلقة للصلاة ،والسعى لبناء كنائس جديدة او اعادة بناء الكنائس التى اضيرت . “
عزت إبراهيم مدير مركز الكلمة لحقوق الانسان فرع المنيا واسيوط ،قال :”
هناك العديد من الكنائس التى أضيرت فى اعقاب أحداث فض إعتصامى رابعة والنهضة لم يتم البدء حتى الان فى اعادة اعمارهم حتى الان ومنها كنائس دلجا بمركز دير مواس بمحافظة المنيا ، وفى رأيى ان هذا الامر يعد تمييزا ضد الأخر ، وللأسف الدولة لاتزال تخشى بعض المتشددين والمتطرفين ،ولكن يجب أن ينتهى هذا الوضع وأن يبدأ دور الدولة بيد من حديد .”
الغلق لدواعى أمنية مؤشر سلبى
العقيد خالد عكاشة – الخبير الامنى ،قال:” لمواجهه هذا الملف خاصة ما يتعلق باعادة فتح الكنائس المغلقة يجب ان يكون هناك خطط أمنية للتدخل بشكل سريع ، فإستمرار غلق بعض الكنائس تحت مسمى – للدواعى الامنية – يعطى إنطباعا سلبيا بالجهد الامنى المبذول فى هذه الأماكن ، حيث أن كلمة الغلق لدواعى أمنية معناها اننى كجهاز أمنى غير قادر على تأمين المكان فى هذا الوقت .”
وأضاف عكاشة قائلا :”هذا الامر له جانب سياسى مهم يجب ان يكون حاضر فى الاذهان .. فالانطباع السياسى على هذا الامر يقول اننى لا أستطيع الحفاظ على الامن بشكل صحيح فى البلاد أو ان أقوم بتأمين دور العبادة ،لذلك فمن المفترض اانى كجهات امنية بالدولة ان أدفع الكلفة لاعادة فتح الكنائس المغلقة حتى لو كان ذلك كلفته غالية ويحتاج الدفع بمزيد من الجهد وقوات الامن فى هذه الاماكلن ،لانه فى المقابل سأكسب الكثير باننى عبرت الفترة السيئة الماضية وعبرت فترة كانت فيها الاوضاع مضطربة الى وضع امنى أفضل وأكثر إستقرارا . فمن المفترض ان يكون الأمن وسيادة القانون هو العنوان لهذه المرحلة ،فهناك تحدى يجب ان يجتازة الامن .”
واستطرد عكاشة قائلا :” إن القائمين على الدولة والجهات الامنية رصيدها السياسى سيكون كبير جدا اذا قاموا بدورهم فى اعادة فتح الكنائس المغلقة والحث على استكمال بناء الكنائس التى اضيرت ،ونحن فى احتياج اليه كدولة وجهات امنية ،فنحن فى احتياج لان نقول انه لايوجد لدى اماكن مغلقة لدواعى أمنية ،ومهم انى أقول انى موجود فى كل مكان وأستطيع ان اقوم بدورى فى التأمين .الان الامر متعلق بأماكن دينية وأماكن عبادة اذا قامت الجهات الامنية بدورها بشكل جيد فان الرسالة ستصل بشكل أفضل وأسرع بان الامن متواجد ويستطيع الحماية .فهذا يعد هدف مهم ويجب ان يكون على رأس أجندة القائمين على الدولة أن أفرض الهدوء والامن وسيادة القانون . “
و شدد عكاشة على أن هناك ضرورة ان يتم التعامل مع هذا الملف وبشكل عاجل من قبل كل من وزير الداخلية والمحافظين فهم المعنيين بالأساس بالتدخل لحل هذه الازمة. ويجب على كل محافظة ومديرية موجود بها كنائس مغلقة أن تقوم بعمل دراسة لهذا الامر وان يتم وضع سقف زمنى للتدخل للعلاج و حل الازمة بعد فحص المشكلة، فعلى سبيل المثال أن يقال أن الكنائس المغلقة على مستوى محافظة معينة سيتم اعادة فتحها مرة اخرى في غضون ستة اشهر و أن يكون ذلك حسب جدول زمنى يشمل خطوات متتالية للحل مما يعطى مؤشرا بان هناك جدية وايجابية في التعامل مع هذا الملف وان هناك تحرك فعلى وليست مجرد وعود بالحل والخروج من الأزمة.