تحت عنوان (أعياد الميلاد) أوضح قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته اﻻسبوعية أن فترة أعياد الميلاد تستمر 40 يوم بدءاً من عيد الميلاد إلى عيد دخول السيد المسيح للهيكل, كما رتبت الكنيسة ايضًا أن تكون هناك 40 يوماً بعد عيد القيامة كلها اعياد، بينما تشمل فترة أعياد الميلاد 5 أعياد متتالية ولها معانى فى حياتنا ويسبقهم بتسعة أشهر عيد البشارة وبعدهم بستة أشهر تقريباً عيد دخول المسيح أرض مصر.
وتساءل قداسته : ما هى هذه الاعياد؟ ،موضحاً أن عيد الميلاد الذى يوافق (7 يناير – 29 كيهك) يعنى البداية الجديدة ويأتى مع بداية السنة الميلادية ، ونعبر عن البداية فى صلواتنا عندما نقول فلنبدأ بدا حسنا…لأن البداية تعنى للانسان الامل والتفاؤل والرجاء وايضاَ روح الحماس والاستبشار بالخير، فالله فى محبته يعطينا باستمرار فرص البداية.
وأضاف قداسته “فى عيد الميلاد بشر الملاك الرعاة وقال لهم (ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب )، فرح عظيم لم يكن مثله ولم تختبره البشرية من قبل ، وهذا الفرح يكون لجميع الشعب .. فرح يحوى فى داخله النور والمجد، مع الميلاد عليك ان تبدأ بدءاً جديداً، ضع أمامك تعهداً أو وعداً جديداُ، لأن عيد الميلاد يرمز للبداية الجديدة المفرحة مليئة بالامل والعمل والاجتهاد”.
وتابع ” وثانى الاعياد هى عيد الختان الذى يوافق 14 يناير- 6 طوبه، والختان يعنى السمة الجديدة، فقد كان الختان علامة فى الجسد للذكور فقط من الشعب اليهودى وفيها سفك للدم والعهد الذى يتم بالدم هو عهد لا ينقض وكان هو العلامة المميزة للشعب اليهودى وفيه قطع جزء من الجسد ويرمز للختان الروحى، فالقلب المختون يعنى القلب المخصص أو المكرس، والختان يعنى انك تقيم عهداً جديداً مع مسيحك وتمتلك قلباً جديداُ، فنحن نصلى (انزع منى القلب الحجرى واعطينى قلباً جديداً لحميا يشعر ويتأثر ويكون حساس للخطية، فقلبى يصير مخصصاً لله، فهناك اصنام كثيرة يمكن ان تحتل القلب مثل التكنولوجيا أو العمل”.
ثم نأتى الى عيد الغطاس (19 يناير – 11 طوبه) ، وهو عيد نمارس فيه تذكار معموديتنا والمعمودية تعنى امتلاك الثوب الابيض ,وصارت رحلة الانسان ان يحفظ هذا الثوب ابيضاَ نقياً، ونكرر فى هذا العيد ( هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت) وتنقسم الى جزئين الاول (هذا هو ابنى الحبيب) ويرمز إلى سر المعمودية ، والثانى (الذى به سررت) ويرمز إلى سر التوبة والاعتراف الذى هو تجديد للمعمودية”.
وأوضح “المعمودية كانت أول الطريق ، بينما التوبة هى طول الطريق وهذه التوبة هى التى تحول كل الخطاة إلى ابرار، ونحن نسمى سر التوبة معمودية ثانية لان من علامات التوبة الحقيقية دموع التوبة وهى من الماء ايضاً، ولذلك عيد الغطاس الولادة السماوية الجديدة”.
وأضاف قداسته ” وهناك أيضاً عيد عرس قانا الجليل (21 يناير – 13 طوبه) ، وهذا العيد يرمز إلى الاسرة الجديدة، فقد حضر السيد المسيح العرس فى قانا الجليل التى لم تكن فيها اليهودية مثل أورشليم فتسمى قانا الجليل بـ (جليل الامم) لان فيها الامم وليس اليهود فقط وتتم المعجزة ولم يذكر اسم العريس او العروس فهو عرس مفتوح لكل البشرية، وفيه يصير للانسان الاسرة الجديدة أى الكنيسة ، فالانسان لا يستطيع ان يعيش بمفرده بل يحتاج إلى مجتمع .. فيصير الانسان عضوا فى اسرة جديدة فيها روح الله وحضور المسيح .. ولكل عضو دور ومسئوليه، فعيد عرس قانا الجليل عيد يجدد عضويتنا فى كنيستنا .. وهو ايضا عيد لكل أسرة” .
وختم قداسته بعيد دخول المسيح الهيكل ( 15 فبراير- 8 أمشير) ، ذاكراً تلك الآية ( أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ)، مضيفاً ” لان عينى قد ابصرت خلاصك نظر سمعان الشيخ خلاص المسيح على الصليب وهذا الخلاص لجميع الشعوب ، الفرح يكون نور للامم ومجد لليهود، وهذا العيد يمثل الابدية السعيدة، والهيكل يرمز إلى السماء (اذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس نحسب كاننا قيام فى السماء)،فاذا انشغل الانسان بالسماء تهون عليه كل مشاكل الارض، واذا صار الانسان فى حياته بحسب هذه الاعياد الخمسة ، يكون له هذا النصيب فى السماء”.