نظم المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة مؤتمر صحفي أمس”21 يناير” بمقر المركز والذى ناقش المشاورات الإقليمية للإعداد للقمة العالمية للعمل الانساني، والتي ستعقد بمدينة اسطنبول بتركيا في مايو عام 2016، وهي مبادرة أطلقها بان كي مون الأمين العالم للأمم المتحدة ، وتهدف إلي بناء شركات جديدة وإيجاد أفضل الطرق لتلبية إحتياحات الملايين من المتضررين من النزاعات والكوراث الإنسانية لعقود قادمة، ويشارك في القمة حكومات ومنظمات إنسانية، والمجتمعات المتضررة من الأزمات المتزايدة التي تشهدها المنطقه حاليا.
وقالت نهال سعيد، إستشاري بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أوتشا” OCHA بالقاهرة: أن هناك تغييراً في المشهد الإنساني بشكل كبير ، فقد حدثت تغيرات إقتصادية وأيضاً ديمغرافية عالمية، مثل التحضر والتقدم الهائل في التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه تواجه الإنسانية تحديات أخري كاتغير المناخي، وزيادة النمو السكاني السريع، ويجب عمل مشاورات لمراجعة أجندة العمل الإنساني والإستفادة من التطورات التكنولوجية، وإستخدامها لمواكبة العمل الانساني لهذه التغيرات التي طرأت علي الساحة .
وأشارت نهال إلي أنه تجري مشاورات مكثفة لجميع وجهات النظر، ووضع أولويات التواصل مع كل الاطراف المتصلة والمتداخلة والاشخاص المستفدين من العمل الانساني من أجل وضع رؤية شاملة من جميع المساهمين حول ما الذي ينبغي القيام به لجعل العمل الإنساني مناسباً للمستقبل.
وأوضحت نهال إلي أن هناك عدة أطراف ستشارك في المشاورات ، وهم الأفراد والمجتمعات المتضررة من الكوارث والنزاعات، ومنظماتهم المحلية،إلي جانب الحكومات الوطنيه والمنظمات الإقليمية، بالإضافة إلي المنظمات التنموية ولإنسانية “المنظمات غير الحكومية مثل منظمة الأمم المتحدة وحركة الصليب/ الهلال الاحمر” إلي جانب منظمات المجتمع المدني والشركات والمؤسسات العسكرية والمعاهد الأكاديمية.
وأشارت نهال بأنه تجري حاليا بعض المشاورات التحضيريه للإعداد القمة التي تعقد في اسطنبول،و تم عمل العديد من المشاورات الاقليمية وذلك في إطارثماني مشاورات إقليمية علي مستوي. العالم وأيضا تم عقد ثلاث مشاورات في نهاية العام الماضي، منها مشاوراة في وسط وغرب أفريقيا ، إضافة إلي مشاوراة شمال شرق أسيا وجنوب أسيا بالإضافة إلي مشاوراة شرق وجنوب أفريقيا التي تمت في أكتوبر الماضي إلي جانب عمل مشاوراة في مجموعة أوروبا الشرقية والغربية والمجر، التي تعقد في فودفست من 3 إلي 4 فبراير2015 و هناك مشاوراة اقليمية ستعقد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة من 3 إلي 5 مارس بالعاصمة الأردنية ” عمان ” إضافة إلي مشاوراة لمنطقة أمريكا اللاتينية و البحر الكاريبي في مايو المقبل بجواتيمالا .
وأوضحت نهال بأن تم طرح مشاورات عبر الإنترنت لمشاركة أكبر قدر من الاشخاص الذين يصعب الوصول إليهم، والتي بدأت من يوم 19 يناير وتستمر حتى منتصف شهر فبراير ، وسيتم بحث القضايا ذات الأولوية في مناطقهم، وسيتم وضع أربعة محاور رئيسية كأطر شاملة لتوجيه المحادثات، والتوصيات من خلال التحاور مع الحكومات ، وتحديد القضايا، والأفكار الشاملة، وهي فعالية العمل الإنساني، والحد من مواطن الضعف وإدارة المخاطر، والتحول من خلال الإبتكار، وتلبية إحتياجات المجتمعات أثناء النزاعات .
إلي جانب تأسيس المجموعة التوجيهية الإقليمية، و التي تعمل في 13 دولة حتي الآن ، وتضم دول الخليج العربي وشمال أفريقيا ، و تشارك فيها منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، فضلا عن عقد مشاورات وطنية لمنظمات المجتمع المدني في كل من البحرين والسعودية والأردن وتونس واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين وسوريا، فضلا عن المشاورات الإقليمية مع حركات الهلال والصليب الأحمر في المنطقة .
كما تم تنظيم مائدة مستديرة رفيعة المستوي في الكويت، ومشاورات واسعة مع الشركاء المعنيين، ودارت حلقات نقاشية مع المجتمعات و الفئات المتضررة من أجل تلبية الإحتياجات. وتم عمل مشاوراة مع اللاجئيين السوريين والفلسطنيين في مصر و اللاجئيين في لبنان، إلي جانب ذلك يتم التحضير لعمل مشاورات في المغرب واليمن والعراق مع مختلف الفئات المتضررة.
وأشارت نهال إلي أن أهم المحاور التي تركز عليها القمة هي توفير الحماية ووصول المساعدات والإستجابة للأزمات الممتدة والهجرة والتمويل الإنساني والتأهب والصمود والتنسيق الإنساني وإشراك الفئات المتضررة والمتأثرة من النزاعات والكوارث وتعزيز دور الإعلام والشباب والمؤسسات الإقليمية .
إلي جانب تحضير للمشاورات للمجتمع المدني في الفترة من 25 إلي 27 يناير الجاري في المغرب من أجل رفع توصيات المجتمع المدني للقمة الإقليمية التي ستحدث في مارس . وتم تحديد عدة محاور تتضمن أهم القضايا وهي حماية المدنيين، والتي دعت اليها حركات الهلال والصليب الاحمر، وهي الفئات المتضرره والمتأثره بمناطق و دوائر الصراع والنزاعات ، ولابد من مشاركة أطراف النزاع إلي جانب الإلتزام بالعمل الإنساني تجاه حماية المدنيين. وأيضا وصول المساعدات للأشخاص المستفيدين من العمل الإنساني. وهناك عقابات بروقراطية تمنع وصول القائمين علي العمل الانساني لمناطق النزاع لتوصيل المساعدات وهي تحد من فاعلية العمل الانساني .
وأشارت نهال إلي أنه يجب سد الفجوة التي نتجت عن الصراعات الممتده والمتداخله مع تزايد الهجره داخل منطقة الصراع نتيجة النزاعات المسلحه التي تعاني المنطقة حاليا و التي تؤثر علي الأفراد والمدنيين ، فلابد سد الفجوه مابين النظرية والتطبيق الفعلي للوصول إلي التوصيات النهائية للقمة العالمية للعمل الإنساني لعام 2016 .
وبسؤال وطنى لـ أ. نهال سعيد، الإستشاري بمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ، عن ماهي التوصيات و العقبات في المشاوراة ودور مصر في المشاركة؟
ـ قالت نهال أنه تم عمل مشاورات في مصر في 16 نوفمبر الماضي بجامعة الدول العربية وتم التحدث أيضا مع منظمات المجتمع المدني ، وكانت هناك عقبات يتم مواجهتها في العمل الانساني، وكانت من اهمها عملية التنسيق مابين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية في مجال العمل الإنسانى، وعدم وجود التمويل المناسب لمواجهة الأزمات الإنسانية لمعالجة العديد من القضايا، سواء كان برامج اللاجئين، أو المصريين في في العمل الإنساني. ودور الإعلام .
ووأضافت نهال : أن مصر ستشارك في مشاورات القمة في اسطنبول في مارس القادم. وإلي جانب منظمات المجتمع المدني، تم دعوة الخارجية المصرية للمشاركة أيضا، كما تم دعوة إدارة الكوارث في بعض الدول وإدارة الشئون الإجتماعية.