هذا العنوان ليس من عندى، إنما هو عنوان كتاب صغير الحجم كبير الفائدة كتبه رجل أعمال أمريكى هو السيد: ( وين كلايبوف) كان يملك سلسلة من صالونات تصفيف الشعر ومراكز تجميل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لديه بالطبع عدد غير قليل من الموظفين، إهتم الرجل بتدريب موظفيه على التعامل مع زبائنه حتى يحقق أكبر مكسب وفى نفس الوقت تنتشر شهرته وسمعته الممتازة، وقد اكتسب خبرة جيدة وناجحة من ذلك، وفى كتابة: كن لطيفا وإلا..! يقدم لنا خبرته هذه حتى يستفيد منها كل إنسان.
يقول المؤلف:
الحياة مليئة بالمشاكل والمصائب والأوجاع، ومنذ خروجك من بيتك فى الصباح تجد إزدحاما شديدا، اختناقات مرورية، ضغوطا فى العمل، صعوبات فى العودة الى المنزل، مشاكل عائلية مع زوجتك أو أولادك.. هكذا اذا فكرت كل صباح ستتحول حياتك لسلسة من المشاكل.
وستجد نفسك محاطا بها، وقد تفقدك التفكير الهادئ والشكوى من كل هذه المشاكل والمنغصات لن تجدى ولن تنفع. ماذا تفعل إذن؟
هنا يقدم لنا مؤلف الكتاب نصيحة عملية مفيدة فهو يقول: كن لطيفا فى كل علاقاتك وإبدأ بنفسك.
لا تندهش أو تمتعض لأنك لو طبقت نظريته فى أن تكون حسن المعاملة واللطف، ستشهد علاقاتك وعملك إزدهاراً غير مسبوق.. لكن قبل ان تبدأ فى محاولة أن تكون لطيفا مع الآخرين عليك أولا أن تكون لطيفا مع نفسك وتعزز تقديرك لذاتك لان فاقد الشئ لا يعطيه. ويقترح المؤلف السيد وين كلايبوف) أن تحب نفسك من جديد وتعيد إكتشافها وتضع برنامجاً للأمور التى تسعدك، بل وتبالغ فى تدليل نفسك أحياناً، حتى لو تطلب الأمر أن تقدم لنفسك الهدايا!.
ربما ترى- عزيزى القارئ- من الوهلة الأولى فى ذلك نرجسية شديدة وتشجيعا على الأنانية لكن المؤلف يقدم لك خبرة حياته من التعامل مع الناس وتدريب الموظفين، وهو يؤكد لك أن حب الذات وتدليلها أول خطوة لإكتشاف الشخص اللطيف بداخلك.
هنا يمكن أن يفرض سؤال نفسه علينا وهو: ماذا لو رغبت فى أن أكون لطيفا حسن المعاملة مبتسم وكان رئيسى متهجما غليظاً فظ الطباع؟!.
عليك بالتحلى بالصبر بل ونشر ثورة اللطف هذه بين زملائك مع الصبر، بحيث يصبح رئيسك محاصرا ويضطر الى ضبط طباعه السيئة والخجل منها الى حدما.
وربما يدرك يوما ما أنه المسئول الرئيسى عن نشر جو الود والحماس والتعاون فى مكان العمل،واذا كانت المدرسة القديمة فى الادارة والتعامل مع المرءوسين تلقن الرؤساء أنهم من يملى القرارات ومن يتحكم ومن يسيطر، فان المدرسة الحديثة ترى ضرورة أن يتولى الرئيس مهمة تدريب وتشجيع وتحفيز مرءوسيه، وأن يكون مصدرا لبث الإلهام والحماس فى نفوسهم مع إدراك أهمية أن يعهد إليهم ببعض الصلاحيات، فاذا لم يكن الرئيس لطيفا ولم يشعر الموظفون بالمتعة فى عملهم فان القدرة على الإبداع والإبتكار لن تظهر أو تكتشف بينهم، ويسير العمل بروح روتينية آلية وتغيب روح الحماس والإتقان.
ولترسيخ روح المعاملة الحسنة واللطف فى مكان العمل يدعو المؤلف الى التخلى عن محاولة مسك العصا من المنتصف، فلا توجد مناطق رمادية تسمح لك حينما ترغب فى ذلط وتجاه أشخاص بعينهم.
من الطبيعى أن يشكك البعض فى أهمية اللطف وربما يعتقد آخرون أن الشخص الطيب أو اللطيف هو شخص مهيض الجناح، أو ضعيف يستخف به الآخرون ويستغلونه ولكن من قال أن تحليك باللطف يشترط أن تتخلى عن قوة الشخصية والجرأة والعمل الجاد والحسم والإرادة النافذة؟!
كل ما عليك التخلى عنه هو نفاذ الصبر والعبوس والغرور وعدم التسامح.
ان الاتصاف باللطف وليس مجرد التظاهر به كفيل بأن يفتح لك الأبواب لتحصل على ما تريد وتجتذب الاهتمام ويترك إنطباعا فوريا دائما لدى الآخرين أعمق من آية سمة شخصية أو صفة جسدية.
ويختم مؤلف الكتاب (وين كلايبوف) كتابه: كن لطيفا وإلا.. بقوله:
كن لطيفا من أجل عالم ألطف..
يذكرنى هذا القول، وهذا الكتاب بشاعر المهجر الفليسوف: “إيليا أبوماضى” فى بيته الشهير:
كن جميلا ترى الوجود جميلا..
المهم أن تبدأ بنفسك، وتكتشف الانسان المحب الطموح، المتسامح، المعطاء، الخير داخلك، وساعتها ستكون ألطف مما تتصور.
عشاق الحياة يعرفون أهمية أن تكون متسامحا مع الآخرين، لطيفاً فى تعاملك معهم، محباً من كل قلبك للجميع.