اكدت صحيفة الراية القطرية الصادرة اليوم المحسوبة على الديوان الأميري بالإمارة الخليجية ان من المُهم أن يدرك المجتمع الدولي أن الأزمة السوريّة بجوانبها المُختلفة قد أثبتت مدى فشله في إيجاد حل لها، وأن تداعيات الأوضاع في بلدة عين العرب والمناطق الأخرى بسوريا والعراق التي أصبحت تحت سيطرة تنظيم “داعش” ما هي إلا انعكاسٌ طبيعيٌ لهذا العجز الدولي الواضح في التعاطي الجادّ والفاعل مع الأزمة السوريّة التي استفحلت وأدّت إلى ظهور هذا التنظيم الذي فشل التحالف الدولي – رغم الغارات الجويّة المكثفة والاجتماعات التنسيقية – في هزيمته وإخراجه من البلدين.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان المطلوب وضع إستراتيجية واضحة أولاً لاستعادة الاستقرار بسوريا ومن ثم دحر داعش، وإن هذه الإستراتيجية مرهونة برحيل نظام بشار الأسد باعتبار أنه المُتسبّب الأساسي بالأزمة وتقديمه للمحاكمة.واضافت ان على الجميع أن يُدرك أن حل الأزمة وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي بسوريا والعراق واستئصال داعش من البلدين يقوم على ذهاب النظام السوري عن المشهد السياسي، وأن الحديث عن صفقة روسيّة عن بقائه عبر مؤتمر بموسكو ليس مقبولاً باعتبار أن المجتمع الدولي قد أقرّ بمقرّرات مؤتمري جنيف 1 وجنيف 2 كأساس لحل الأزمة، وأن ما تقوم به روسيا من جهود هدفها منافسة المجتمع الدولي وإلغاء جنيف 2 بخُطة تهدف لبقاء النظام ومؤسساته لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها بغض النظر عن الفاتورة الباهظة التي يدفعها الشعب السوري.
واوضحت ان المطلوب حاليًا كما أكد سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع وضع إستراتيجية واضحة لإعادة الاستقرار بسوريا والعراق تقوم على الجهد المشترك لدعم الجيش السوري الحر وتوحيد الجهود لإخراج المنطقة من أزمتها وإعادة بناء قدرات القوات العراقية ومنع تدفق المُقاتلين الأجانب وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم داعش وزيادة الدعم الإنساني والمالي لإغاثة النازحين واللاجئين السوريين.
ولفتت الى إن هذه المطلوبات لن تتحقق إلا بذهاب الأسد، ومن هنا فإن المجتمع الدولي مطالب بأن يُدرك أن أي جهد لمواجهة التنظيم بمعزل عن مواجهة نظام الأسد مثل الحرث في البحر، وأن طريق حل الأزمة السورية وتداعياتها واضح ويقوم على ذهاب نظام الأسد وتكوين حكومة انتقاليّة بقيادة الائتلاف الوطني للمعارضة وقوى الثورة السورية، وبالتالي يجب الحذر من الصفقة التي ترتب لها موسكو لبقاء النظام وإطالة أمد الأزمة.
وخلصت الراية الى إن الحرب على تنظيم داعش يجب ألا تصرف الأنظار عن القضية الأساسيّة بسوريا وهي قضية إنقاذ الشعب السوري الذي يُعاني ويلات الحرب والتشرّد والنزوح واللجوء والقتل خاصة أن عدم التعاطي الدولي الجادّ مع الأزمة السوريّة قد ساعد بشكل مباشر في تداعيات الوضع الحالي بسوريا والعراق ومكن هذا التنظيم من الانتشار وتهديد السلم العالمي، ولذلك فإن مواجهة التنظيم لا تنفصل عن الواقع بسوريا.