عقدت جمعيّــة الآثار القبطيّـــة محاضرة بعنوان: العلاقات بين اثنين من باباوات الكنيسة القبطيّة واثنين من بطاركة الكنيسة الاثيوبيّة بين القرنين العشرين والحادي والعشرين للدكتور البروفسير أشرف الكســندر صادق الاستاذ بجامعة لموج فرنسا
بدأت المحاضرة بترحيب من المهندس واصف بطرس غالى مدير جمعية الاثار القبطية بالدكتور اشرف اسكندر والسادة الحضور ودعى الاستاذ الباحث صبحى عبد الملاك لتقديم الدكتور اشرف الكسندر صادق والذى قال فى تقديمه أنه حاصل على الدكتوراة من جامعة السربون بباريس 1977م ودكتوراة من جامعة ليفربول 1980م وادارة ابحاث على مستوى اكاديمى من جامعة ليموج بفرنسا وبرفيسير المصريات والقبطيات واثار الكتاب المقدس و درَّس فى جامعات عديدة منذ 1981 وفى جامعة ليموج فرنسا منذ 1985
سبق أن عمل مفتشا للآثار فى مصر و بقى دائما على اتصال بالحقل الأثرى بها
نشر عدة بحوث فى مجالات الفيولوجيا ( فقه اللغة ) و تاريخ الديانات وللبروفيسور صادق أيضا محاضرات فى كليات مسيحية لاهوتية متنوعة
وهو يدرِّس اثار الكتاب المقدس و اللغة المصرية القديمة و الفن و الثقافة و التاريخ القبطى فى المعهد العالى للدراسات القبطية بالقاهرة، وفى الكليات الاكليريكية بدير المحرق و البلينا فى صعيد مصر و كروفلباخ بألمانيا
ويُدعى لإلقاء محاضرات فى كل أنحاء فرنسا و أوربا و مصر و شمال أفريقيا و استراليا
وهو أيضا يرتبط بمعاهد أكاديمية دولية متنوعة متخصصة فى علوم المصريات و القبطيات ،و حضر معظم المؤتمرات الدولية التى نظمتها منذ عام 1973
البروفيسور صادق أصبح منذ ما يزيد على 26 سنة “خبير محكم ” أمام المحاكم الفرنسية لتفسير و ترجمة الانجليزية والعربية للمتحدثين بها وهو ينظم رحلات ثقافية عديدة لمصر و أثيوبيا و يعمل مع مؤسسته لتطوير المناطق الفقيرة فى مصر وهو يرَّوِج للثقافة القبطية فى أوربا بدعوة الفنانين القبط فى مجالات الألحان و الأيقونات
اصدر بمعاونة السيدة زوجتة منذ عام 1976 مايقرب من 34 جزء من موسوعة مخصصة للثقافات المصرية Le Monde Copte
بدء الدكتور اشرف الكسندر محاضرته بالقاء نظرة عامة على اثيوبيا ومدنها وبساطة المعيشة فيها ومايميزها طول العام من هطول للامطار فاثيوبيا تمد مصر ب85%من المياة الاتية الينا والتى تمثل لها 8%فقط من مياهها كذلك تعرض لمايميزها من كنائس وطريقة بنائها الدائرية وطقوسها الدينية ومظاهر الاحتفالات الدينية بها مثل عيد الصليب والذى تتميز اثيوبيا بة حيث يتجمع فى هذا الاحتفال مايقرب من مليون ونصف من المواطنين اكليروس كهنة وشمامسة وشماسات وشعب وما يحملة هذا العيد من بهجة وفرحة تتمثل فى ارتداء الازياء ذات الالوان والنقوش الجميلة استعرضها الدكتور اشرف فى قطع من شرائح الاسليدز على جهاز البروجكتور كذلك استعرض صور مختلفة من الفنون القبطية تمثلها العديد من الايقونات والصور المصورة من داخل كنائس اثيوبيا للسيدة العذراء والسيد المسيح والملاك ميخائيل ورحلة العائلة المقدسة تحمل جميعها الطابع الاثيوبى من اتساع العين والبشرة السمراء والوجة المستدير وتعدد درجات الالوان كذلك عرض صور للملابس البيضاء والخاصة بالصلاة والمفروض ان يرتديها كل مصلى كذلك استعمالهم للالات الموسيقية فى طقوس العبادة مثل الطبلة والشخشيخة ومايتبعة من حرق لبعض الاغصان وفروع الشجر كبخور صاعدة الى الله اثناء الصلوات وايضا القى الضوء على العديد من الكنائس المنحوتة في الصخر في أثيوبيا و اكثرها شهرة هي الكنائس الإثني عشر في لاليبيلا شمال البلاد اكبرهم كنيسة سان جورج وهى قطعة فنية رائعة الجمال
ويوجد أيضا نمط آخر في هندسة الكنائس الأثيوبية هو البازيليك ومن أشهر كنائس البازيليك في أثيوبيا هي بازيليك (ستنا مريم من صهيون) في مدينة أكسوم ولكنهم فى الفترة الاخيرة منذ عشرون عام تقريبا بداو فى اقامة كنائس ذات اشكال مربعة ومستطيلة وشاهدنا اشكال القليات الخاصة بالرهبان والتى تشبة الاكواخ المعدة من البوص وجريد النخل ثم تكلم عن اثيوبيا ومصر وعلاقة الباباكيرلس السادس والبابا شنودة الثالث مع البطرك ثيوفيلوس والبطرك باولس فاثيوبيا مكونة من 14 اقليما كل اقليم له ملك والمهيمن على الاقاليم يدعى ملك الملوك وهو الامبراطورومنذ ان رسم البابا اثانسيوس الرسولى لفرومينتيوس «الأنبا سلامة» فى النصف الأول من القرن الرابع الميلادي في عام 330م. ومنذ ذلك الحين جرى التقليد أن يكون رأس الكنيسة الاثيوبية هو أسقفا مصريا يرسله بطرك الإسكندرية وبذلك تعتبر كنيسة الإسكندرية الكنيسة الأم لكنيسة إثيوبيا التي أصبحت بذلك جزءا من كرازة مار مرقس الرسول واستمرت كنيسة الإسكندرية في سيامة وارسال مطران كرسي إثيوبيا حتى عام 1959 حين توجت كنيسة الإسكندرية بيد قداسة البابا كيرلس السادس الأنبا «باسيليوس كاول» بطريرك إثيوبي للكنيسة الإثيوبية بعد مراحل من المفاوضات بين الكنيستين استمرت من عام 1941 الى عام 1959 وكان بطريرك الأسكندرية للأقباط الأرثوذوكس يلقب برئيس أساقفة الكنيسة الأثيوبيا و توفي البطريرك باسيليوس عام 1971 م وخلفه في ذلك العام ثيوفيلوس ، ومع سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسي عام 1974 م فصلت الكنيسة في إثيوبيا عن الدولة ،
وبدأت حكومة إثيوبيا الاشتراكية– الماركسية – بتأميم الأراضي بما في ذلك أراضي الكنيسة وشهدت اثيوبيا اوقات صعبة جدا على المسحيون فقتل عدد كبير من الاكليروس وكبار الاكليروس وحتى وزراء الإمبراطور هيلا سيلاسي لم يسلمو من القتل فقتل الكثير منهم لانهم مسيحيون وفي عام 1976 م اُعتقل البطريرك ثيوفيلوس من قبل السلطات العسكرية وتم إعدامه بسرية في وقت لاحق من ذلك العام فقام االنظام بأمر من الحكومة بانتخاب بطريركا جديدا لها وتم تتويج تيكلا هيمانوت على هذا المنصب ، ورفضت الكنيسة القبطية المصرية الاعتراف بانتخاب ذلك البطريرك على اعتبار أن المجمع المقدس للكنيسة الأثيوبية لم يقر بعزل البطريرك السابق ثيوفيلوس ، لآنه لم يكن يُعرف بعد للعلن بأنه تم إعدامه من قبل الحكومة فكان لايزال يُعتبر البطريرك الشرعي لإثيوبيا ،
وعلى إثر ذلك انقطعت وسائل الاتصال على الصعيد الرسمي بين الكنيستين المصرية والاثيوبية لم يتعامل البطريرك الجديد تيكلا هيمانوت مع الحكومة الإثيوبية بالسلاسة التي كانت تتوقعها منه ، لذلك عندما توفي هذا البطريرك عام 1988 م تم انتخاب مرقوريوس لهذا المنصب . في عام 1991 م ومع سقوط نظام مونجستو الديكتاتوري وقدوم الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية الإثيوبية للحكم ، عُزل البطريرك مرقوريوس بضغط من الشعب والحكومة وانتخبت الكنيسة باولس بطريركا جديدا لها ودعيت الكنيسة القبطية الارثوذكسية لحضور مراسم الرسامة لكن البابا شنودة رفض ذلك لانة لايصح ان تدعى الكنيسة كمتفرج او كمثل باقى الكنائس فنحن الكنيسة الام لدرجة ان الرئيس السادات اخذ موقف من البابا شنودة فكان يريد ان تصير العلاقات بيننا وبين اثيوبيا افضل خصوصا وان اثيوبيا كانت تتجة وبقوة ناحية الاتحاد السوفيتى والذى كان السادات يسعى لان يكون حليفهم الاول فى المنطقة ولكن مع الوقت تغير الموقف وعرف البابا شنودة ان دعوة الكنيسة لحضور حفل الرسامة كانت دعوة اخوة وليست امومة حيث قال لى البابا (احنا ماقدمناش خدمات كبيرة للناس دة فى هذة العصور الصعبة التى مرت بهم فبأ امارة اقدر اصر انى ابوهم ) وحدث تسامح فى ذلك وعفا اللة عما سلف خصوصا وان ابونا باولس كان مرسوم اسقف من قبل الكنيسة القبطية الارثوذكسية ويضيف الدكتور اشرف الكسندر ؤيقول لقد شرفت عام 1997 بان ارسلنى البابا شنودة الثالث بعد ان لمس فى الدبلوماسية الهادئة والحنكة وحسن التصرف فى ان اكون مبعوثا لتوطيد السلام بين الكنيستين القبطية والاثيوبية ولكى نضم اخواتنا مع بعض فى الكنائس الشرقية الغير خلقدونية (كنائس ماقبل خلقدونية) ولحل بعض الامور المتعلقة بالقطيعة التى حدثت بسبب بعض الرسامات وقد كان البابا شنودة يهتم كثير بالخدمة فى افريقيا وذهبت الى اثيوبيا وتقابلت مع البطريرك ابونا باولس والذى رحب بى كثيرا واثنى على الدور الذى اقوم بة فى تقريب وجهات النظر بين الكنيستان ومازال هذا الدور فقد اصبحت العلاقة علاقة صداقة كبير ة بينى وبين البطرك ابونا بولس لدرجة أنه قال لى فى احدى الزيارات(انت ممنوع مانعا باتا تدخل الاراضى الاثيوبية بدون ان تمر عليا ..مش هتخرج من اثيوبيا) وطبعا مكانتى العلمية والادبية كانت بتديلة ثقى فى التعامل معى كمبعوث لمسح الاخطاء واعطاء فكرة كبيرة عن محبة الاقباط للاثيوبين
واختتمت المحاضرة وفتح باب الاسئلة والنقاش والتعليقات واورد القس يوسف الحومى سؤال بخصوص ابونا البطريرك مرقوريوس المعزول والفرق بين المسميات كوش والحبشة واثيوبيا ثم قدم القس يسطس الاورشاليمى سؤال اخر عن علاقة الكنيسة المصرية بالحبشة وعلق الدكتور احمد عبد المجيد على المحاضرة بتعقيب بسيط اثنى علية الدكتور اشرف وفى النهاية شكر الدكتور اشرف المهندس واصف بطرس غالى رئيس الجمعية على الاستضافة واتاحة الوقت الكافى للمحاضرة واثنى على الدو الذى يقوم بة الاستاذ نبيل فاروق فى الاعداد للمحاضرة واخراج اليوم بهذة الصورة الجميلة وقام الجميع باخذ صورة جماعية مع الدكتور اشرف الكسندر ثم دعى الحضور لاخذ فنجان من الشاى مع بعض النواشف كشركة محبة (اغابى) بعد المحاضرة كانت فرصة للتعارف والحوارات بين الجميع
حضر المحاضرة العديد من الشخصيات والمهتمين بدور الكنيسة فى افريقيا وخصوصا اثيوبيا من هولاء الضيوف ابونا بولس مرقس وابونا يوسف الحومى وابونا يوسطس الاورشليمى وابونا وديع الفرنسيسكانى وابونا مقار فاروق و الاستاذ سامى صبري عميد معهد الدرسات القبطية ونائبة الدكتور عادل فخرى والدكتور لؤى محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية والدكتور عاطف عوض الباحث الاثري والمدرس بمعهد الدرسات القبطية والدكتور احمد عبد المجيد استاذ العلوم اللغوية باداب المنيا والدكتور كمال فريد والدكتور مجدى تادرس والدكتورة شزى احمد والدكتورة راندا بليغ والعديد من الحضور