بعد أشهر.مرت على تحذير رئيس أساقفة الكلدان في العراق والعالم مارلويس رفائيل ساكو الأول، من تدمير وإحراق المخطوطات والآثار النادرة في العراق، نظرا لحملة الاستئصال التي يشنها تنظيم الدولة “داعش” في شمال سوريا والعراق على الأقليات في المنطقة ومنهم المسيحيون.
ورغم أن أحدا لم يحرك ساكنا فقد قام مجموعة من الكهنة إلى المسارعة لإنقاذ ما تبقى في المنطقة من تراث مسيحي .استطاع بعض الاباء من إرسالية الدومينيكان أن يأخذوا بأمان العديد من التحف والمخطوطات الثمينة إلى إربيل في كردستان بعد أن بلغهم اقتراب الجهاديين فوضعوا المخطوطات في سيارات وأسرعوا في إبعادها.
ويقول ” لوران لوموان” راهب من إرسالية الدومينيكان يقيم في باريس كان في شمال العراق للمساعدة في الإشراف على عملية الإنقاذ وبعدها الترميم : “إننا نحاول إنقاذ التحف التراثية الثقافية لأن كل شيء في شمال العراق يبدو سائرا نحو الخراب؛ الناس طبعا وتراثنا الثقافي، فقد دمرت معظم هذه التحف منذ عقود.
ونقلت هذه المجموعة من التحف عدة مرات من مكانها، حيث كانت في بلدة كاراكوش التي يعيش فيها عدد كبير من المسيحيين. ولكن البلدة تعرضت لاجتياح الجهاديين . فكان لا بد من نقل هذه التحف إلى أربيل.
و هذه المخطوطات موجوده الان فى مكان آمن وبعيدة عن أي خطر ولكن الديانة المسيحية في المنطقة تتعرض لعملية إزالة من الخارطة ويجدر التذكير إلى أنه بعد أن ظل القداس يقام في الموصل طيلة 1600 سنة غاب هذا العام ولأول مرة على الإطلاق، لأن البلدة سقطت في بداية يونيو بأيدي مقاتلي تنظيم “الدولة”، حيث لم يقم يوم الأحد 15 يونيو القداس في المدينة.
يذكر أن إرسالية الدومينيكان لفرع من الروم الكاثوليك أسست قبل 800 سنة وقد استقرت بعد ذلك في شمال العراق وتجذرت بين الطوائف المسيحية التي كانت قائمة هناك.
ولعقود طويلة ظل الأب نجيب ميخائيل المنتمي إلى هذه الطائفة يعمل على جمع وصون المخطوطات الدينية الثمينة ومع بروز تنظيم الدولة أصبح سعيه هذا أهم من ذي قبل.
يذكر أن العديد من المخطوطات في حالة يرثى لها وهي في حاجة إلى الترميم بدقة إذ يجب العثور عليها وجمعها ثم ضم الأجزاء الممزقة لبعضها وترتيب الصفحات ولذا يهدف مشروع الكهنة إلى إعادة إحياء هذه المخطوطات من أجل نسخ مطابقة لجمعها كلها في معرض في المحفوظات الوطنية في فرنسا خلال شهر مايو المقبل.
وتضم المجموعة مخطوطات متنوعة يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين 14 و16، وقد تم العثور على تحف ثمينة جدا مثل مخطوط قد يرقى إلى عصر الفرنجة الكارولنجيين، كما تحوي هذه المجموعة أعمالا لم يوجد مثلها من قبل خصوصا عند الغرب وهناك مخطوطات تتناول القرآن والجوانب الروحانية والموسيقى والنحو.