أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أنه بحث مع رئيسي قبرص ورئيؤس وزراء اليونان خلال اجتماعه بهما، السبت، التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة فلسطين وسوريا والعراق، ومكافحة الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، فضلاً عن الوضع في ليبيا ودعم مؤسساتها الشرعية المنتخبة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه تم الاتفاق على استمرار التعاون والتنسيق لحماية المصالح المشتركة، والتأكيد على عزم الدول الثلاث على مواجهة الإرهاب بكل حزم، ودحر هذه الجماعات وكشف داعميها. كما أكد على العلاقات القوية التي تجمع مصر بالبلدين، وحرص مصر المتبادل على تعزيزها في مختلف المجالات، مؤكداً ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضايا القبرصية، ومقدراً الجهود التي تبذلها قبرص في إطار الاتحاد الأوروبي لنقل صورة واضحة وحقيقية عن تطورات الأوضاع في مصر. أكد السيسي أن حرية العبادة وحماية الأماكن الدينية حق تكفله مصر لكل المقيمين على أراضيها، ومن هنا تأتي الرعاية المصرية للجالية اليونانية وللممتلكات اليونانية في مصر، ومن بينها دير سانت كاترين.
وأضاف الرئيس أن مصر تبذل جهودا حثيثة لمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد المنطقة بأسرها، في سبيل تحقيق وكفالة حرية العقيدة والعبادة للجميع كأحد الأهداف الهامة، مشيدا بدور اليونان في إيضاح حقيقة المواقف المصرية إزاء مختلف القضايا الهامة، وفي مقدمتها الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب والجهود التي تبذلها مصر في هذا الصدد، معربا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون مع اليونان في المحافل الدولية، خاصة في إطار الاتحاد الأوروبي، لشرح المواقف المصرية.
وأولى السيسي اهتماما خاصا بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وفي ضوء سابق خبرة اليونان في مواجهة الأزمات الاقتصادية وسبل التغلب عليها، منوها إلى تطلع مصر لدعم الأصدقاء الأوروبيين لاقتصادها، ودعوتهم للمساهمة في الاستثمارات المباشرة والمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في فبراير المقبل.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس أهمية دعم التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، خاصة في دول المنطقة المتوسطية، وفي مقدمتها ليبيا، حيث توافقت الرؤى على ضرورة امتناع كل الأطراف الإقليمية عن تأجيج الصراع أو تمويل الإرهاب ودعم القوى المتطرفة، مشيرا إلى ضرورة مكافحة الإرهاب من منظور شامل، يضم الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، ولا يقتصر على المواجهات الأمنية والعسكرية فقط
صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس القبرصي أعرب عن امتنان بلاده لعقد هذه القمة التي تمثل انطلاقة جديدة لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، لاسيما في المحافل الدولية لصالح تحقيق الاستقرار والأمن في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، معتبراً أن بلاده ستكون سفيرا لمصر في إطار الاتحاد الأوروبي، ومنوها باجتماعات وزراء خارجية الدول الثلاث للتحضير لعقد هذه القمة، والذين أكدوا خلالها أن التعاون بين الدول الثلاث ليس موجهاً ضد أحد، ولكنه يستهدف تعزيز العلاقات ومصلحة الشعوب في كل من مصر وقبرص واليونان.
قال يوسف إن الرئيس القبرصي أكد دعم بلاده الكامل لمصر وجهودها، سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء على الصعيد الداخلي، أو لإرساء الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة، إضافة إلى جهودها لنزع السلاح النووي، وأعرب عن تطلع قبرص إلى تعزيز التعاون الوثيق القائم بين البلدين، ورغبتها في تكثيف التعاون والتنسيق في مجالات أخرى، مثل الطاقة والسياحة والبحث والإنقاذ. قال السفير علاء يوسف إن الرئيس القبرصي استهل اللقاء بالإعراب عن امتنان بلاده لعقد هذه القمة التي تمثل انطلاقة جديدة لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، ولا سيما في المحافل الدولية لصالح تحقيق الاستقرار والأمن في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، معتبرا أن بلاده ستكون “سفيرا” لمصر في الاتحاد الأوروبي.
من جانبه أكد رئيس قبرص أنه تمت مناقشة الوضع فى مصر بشكل خاص، قائلا:”شكرنا جهود الرئيس السيسى فى استكمال خارطة الطريق، وأن الانتخابات البرلمانية القادمة ستعزز مسيرة البلاد نحو الديمقراطية. وأضاف :”أعلنا كذلك عن تضامننا فى حرب مصر ضد الإرهاب، وسنبذل كل جهودنا لدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، وأن الأحداث الأخيرة فى منطقتنا تؤكد على ضرورة دعم الاستقرار فى مصر باعتبارها أكبر دولة عربية تأثيرا، وبالتالى استقرارها يصل فى صالح استقرارنا واستقرار المنطقة كلها”.
وفي ختام اللقاء، وجه الرئيس القبرصي الدعوة للرئيس السيسي لزيارة بلاده على رأس وفد مصري كبير لتنفيذ وتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين في مختلف المجالات.
اعرب رئيس الوزراء اليوناني عن سعادته بالتواجد في مصر، معربا عن عميق شكره وتقديره للتنسيق القائم بين البلدين في المحافل الدولية، وأكد حرص بلاده على دعم الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية، لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري، منوها إلى الجهود، التي تبذلها مصر للحفاظ على الممتلكات اليونانية في مصر، وما تحظى به الجالية اليونانية بالقاهرة من رعاية واهتمام بالغ.
أكد رئيس وزراء اليونان اهتمام بلاده بدعم التجارة والاستثمار في مصر، حيث تعد اليونان خامس أكبر مستثمر في مصر، منوها إلى المباحثات التي تم إجراؤها مع وزارة التجارة والصناعة في هذا الشأن، ودراسة ربط ميناء بيريه اليوناني بميناء الإسكندرية وقناة السويس، لتعزيز التجارة البينية وحركة الملاحة البحرية.
جدير بالذكر ان الرئيس عبد الفتاح السيسي،استقبل بمقر رئاسة الجمهورية، نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، والسيد أنتونيس ساماراس، رئيس وزراء اليونان بحضور وفدي البلدين. وشارك من الجانب المصري، كل من منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، و سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، والسفيرة هبة المراسي سفير مصر في قبرص.