قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: أن تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين أمر مرفوض تمامًا من مصر وروسيا بل ومن الجميع، لأن المصريين لن يتركوا الأرض التي لهم عليها ذكريات وتاريخ، وكنائس وأديرة وآثار وأجداد مدفونين في باطنها
وأضاف البابا فى حواره لقناة روسيا اليوم :يحمي المسيحيين في ظل وجود الهجرة والتهجير الممنهج، هو الله في السماء والمسلمين المعتدلين في مصر، بل وفي كل بلد حيث أن هؤلاء المعتدلين لن يسمحوا بتهجير الكيان المسيحي من الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المسيحية موجودة في الشرق الأوسط من القرون الأولى وعلى سبيل المثال فإن المسيحية دخلت الى مصر منذ القرن الأول الميلادي.
ولفت البابا تواضروس الى أن المصريين الذين هاجروا أثناء الأحداث التي مرت بها مصر، بدأوا في العودة مجددًا بعد استقرار الأوضاع ووجود الدستور وتلك علامة صحية
وتابع : 30يونيو، كانت ثورة شعبية لرفض طريقة حكم مرفوضة من أغلب المصريين مسلمين ومسيحيين، الذي أعلنوا رفضهم للحكم الديني نهائيًا، وذلك بالرغم من أنهم شعب متدين جدًا، ويظهر ذلك في احتشاد المسيحيين بالكنائس يوم الأحد والمسلمين بالمساجد يوم الجمعة،و أن تلك الثورة ساندها وحماها الجيش المصري، الذي أعلن وقوفه بجانب الشعب المصري وإرادته الحرة
ومن ناحية أخرى قال البابا إن الكنيسة القبطية منذ أن تأست في مصر على يد مرقس الرسول، وهي مؤسسة روحية خالصة، مستقلة لم يتم احتلالها عبر التاريخ، ولم تسعى الى سلطة زمانية أو مكانية، وذلك أمر يشهد له التاريخ، وأشار أن الكنيسة المصرية دائمة السعي لأن تتحسن الأمور في مصر، وان تتحقق رفعة المجتمع،
وعن أقباط المهجر أوضح البابا تواضروس إن الأقباط المتواجدين خارج مصر، لديهم نوع من القلق، وذلك أمر طبيعي لان البعيد عن دائمًا منشغلًا بالأحداث، لاسيما وأن الإعلام الغربي يهول الأمور دائمًا والصورة الصغيرة والتي تكون أبطالها فردين أو ثلاثة يصورها على أنها في كل مصر، مشيرًا إلى انه تحدث في تلك النقطة عندما كان في النمسا وكندا والنرويج
كما لفت البابا تواضروس الثاني، في حواره لقناة روسيا اليوم أن للأقباط دورا هاما في مصر، فهم يؤمنون أن الله يحفظ مصر، وبناء على ذلك فهم يتعاملون بمنتهى المحبة الغير مشروطة، مع الجمهور كأفراد ومع المؤسسات وأيضا مع الحكومات، وعلى سبيل المثال وقت الحكم الإسلامي، كانت الكنيسة تتعامل معه بمنتهى المحبة حتى إن لم يرد بالمثل