لم تكن مجرد كلمات لكنها رسومات على لوحة الأنبا ميخائيل التي تركها بعد نياحته.. لكي يعبر فيها كل من رآه وتعامل معه أو قرأ كتاباً له أو استمع إلى عظاته أو سمع عن مواقفه الوطنية والروحية..
كل واحد من هؤلاء عبر بطريقته عن هذا الشخص الذى ترك أثراً لن ينساه التاريخ.. ومازالت لوحته تستقبل من يرسم عليها.. “أنبا ميخائيل في عيون الآخرين” ففى هذا التقرير بعض النماذج لقيادات رأت الأنبا ميخائيل وتكلمت عنه.
فقال عنه البابا تواضروس الثاني:
عاش الأنبا ميخائيل عمراً طويلاً أنعم بها الرب عليه وعاش نيافته طوال حياته حياة النسك والزهد، ومن فضائله التي تعلمنا منها – محبته للنظام والتدقيق في كل شئ – وهذا ما نلمسه في كل كنائس إيبارشية أسيوط المباركة، و كان نيافته صوتاً للحق سواء داخل الكنيسة أو على المستوى المجتمعي.
وقال عنه الأنبا يؤأنس – الأسقف المساعد لإيبارشية أسيوط
الأنبا ميخائيل في وقت الخمسينيات كان أصغر المجمع المقدس سناً وقت أزمة البابا يوساب الثاني، فقد كان عمره وقتها نحو 34 عاماً وكان حديث السيامة ولكنه كان قوياً في الحق ..واضحا جداً..محافظاً على كرامة الكنيسة وقوانينها، قالت عنه الصحف وقتها “هو دينامو المجمع المقدس ومحرك الأحداث”.. وأن شبابه اعطاه هيبة الشيخوخة ورزانتها.. رغم أن أنبا ميخائيل تمت سيامته علي يد البابا يوساب إلا أنه وضع حق الله فوق أي شئ، واستطاع مع أخوته المطارنة والأساقفة أن يتخذوا قراراً لم يحدث فيما قبل وإن كان قانونياً.. وكان الهدف هو الكنيسة وسمعتها فقد طغي ملك وتجبر وأساء لسيده البطريرك ولم يسمع لأحد ولم يردعه أحد وجاء في البيان الذي اذاعه المجمع المقدس
وقال القس الدكتور صفوت البياضى – رئيس الطائفة الإنجيلية
إن الأنبا ميخائيل هو هرم من الأهرامات المصرية، وكان قبل الجميع ويجمع بين كل الناس وليس فقط في الكنيسة ولكن في كل المجتمع، فالكل يحبه ويحترمه..
وقال عنه الأنبا يوليوس أسقف كنائس مصر القديمة
أننا كأبناء للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فخورين بشفيع في سماء المنتصرين جاهد رهبانياً و رعوياً، تمسك بالمبادئ السامية التي لأبائنا الأولين ولم يحيد عنها، علمنا صداقة القديسين بعلاقته الحميمة بأم النور، أعطانا نموذج للروحاني المدقق الذي يبعد عن كل مديح.
وقال الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية:
لم أكن أعرف الأنبا ميخائيل معرفة شخصية لكني سمعت له أكثر من محاضرة وكنت أنتظر سماعها، فكان شخصاً عميقاً يفسر الكتاب المقدس تفسيراً عميقاً وآبائياً
ووصف القس سامح موريس راعى كنيسة قصر الدوبارة
الأنبا ميخائيل بأنه هدية من الله للكنيسة.. ولعب دوراً ليس في أسيوط فقط ولكن له أدواره المعروفة طوال تاريخه، مثل دوره مع الأنبا مقار ومساندته للأب متى المسكين ومناداته بالوحدة بين الكنائس وتشجيعه لأسيوط في المحن التي مر بها، والعظات التاريخية التي شجع فيها الناس فى نهاية الأيام قبل ثورة 30 يونيو، فقال قبلها أن هناك بداية جديدة وتاريخ آخر.. وكم وجدنا ان هذه الكلمات تحققت..
وقال كمال زاخر الكاتب والمفكر
إن الأنبا ميخائيل يمثل جيلا من الآباء المرتبطين بالتراث الكنسي والذين يعيشون مع ما يقولونه وليس عنده إزدواجية.. وعاش حتى آخر لحظة راهب بمعنى الكلمة كما نقرأ عن الرهبنة الأولى،فكان قليل الأكل لدرجة تصل لحد الكفاف، وعلى المستوى الشخصي كان يغسل ملابسه دون أن يلجأ لمساعدة أحد، وكان عازفاً عن الإحتفالات خارج الكنيسة الطقسية مثل القداس، العشية الإجتماعات الروحية.
وأضاف زاخر: كان الأسقف الذى يحترم موقعه وكان كل محافظين أسيوط يحترمونه ويتعاملون معه بحذر وإحترام وهالة، كما أنه كان جاداً ولم يكن تصادمياً ودائما عظاته “بعيدا عن الله لم تجد سلاماً،وأسيوط كانت مليئة بالآيات والمعجزات فى عهده..
ومن أهل أسيوط قال راضى إسحق مدير عام سابق بمجلس الدولة
جيراننا المسلمون كانوا يقدمون لنا التعزية في نياحة الأنبا ميخائيل فكان الجميع يحبه، إن مواقف الأنبا ميخائيل لم ولن تنسى فهو أسد الصعيد – كما كان يلقب، وكما كنا نراه أيضا في قوته وصرامته وهيبته التي تمتزج بالتواضع والمحبة. كنت أحضر بعض القداسات معه وفي مرة كنت أقف لآخذ البركة منه فوجدت مجموعة من الخدام يقفون في إنتظاره وكانت لديهم مشكلة في كنيستهم، فطلب منهم أن يحلوها بحكمة وقوة ومحبة ولا يتنازلوا عن حقوقهم طالما في صالح الخدمة وطالما لا تؤذى أحداً، فصرف الخدام وهم مراضين
وأضاف إسحق: كنت أحضر عددا من عظاته فكانت كلماته بسيطة ذات صلابة وقوة وتوصل المعنى والهدف وكان دائما يدعو للسلام..
وأيضا قالت السيدة روجينا صابر من أبناء الأنبا ميخائيل بأسيوط
تقابلت مع سيدنا أكثر من مرة وتحدثت معه في مرة كنت أمر بظروف صعبة وقت رحيل زوجي، فكانت كلماته كلها تعزية وحكى لى عن أمور وكأنه يرى المستقبل مفتوح أمامه فعلمت
كم كان هذا الشخص قديساً على الأرض
وقالت ن . ع إحدى بنات الأنبا ميخائيل وكانت تخدم معه
عندما فقدت والدي ذهبت له لطلب الصلاة من أجل أسرتي ومن أجلي، فقال لي أن والدي كان مدخن سجائر لفترة كبيرة وكان عنده مرض السرطان وفاجأنى أنه يعلم ذلك من غير أن يقول له أحدا. وقال لي انه إستراح من أتعابه.
وأضافت :كان صارما فى الخدمة لا يتهاون ولكنه كان يهتم بالجميع ويحنو علينا وعودنا أن الخادم لابد وأن يخدم دون تهاون أو رخاوة ..