لاجارد تحذر من موجة جديدة لتباطؤ منطقة اليورو
حذرت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي من أن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط وتفشي فيروس إيبولا المميت في غرب إفريقيا تمثل مخاطر حقيقية على الاقتصاد العالمي
وقالت لاجارد إن هذه المخاطر الجيوسياسية من المنظور الاقتصادي تمثل بالفعل معاناة إنسانية ضخمة
وأضافت: أن الصراع في شرق أوكرانيا والذي أدى إلى تدهور حاد لاقتصادي أوكرانيا وروسيا يمكن أن يؤدي إلى اضطراب أسعار السلع وأسواق المال
وقالت لاجارد إذا لم يتم احتواء “فيروس إيبولا” وإذا لم يقم كل اللاعبين الذين يتحدثون عنه بعمل جاد لوقفه فإنه يمكن أن يتحول إلى شيء يسبب قلقاً حقيقياً …يأتي ذلك فيما تنتظر الأمم المتحدة تبرعات حكومات دول العالم لجمع مليار دولار من أجل علاج وعزل المرضى ووقف انتشار المرض في غرب إفريقيا التي لقي فيها حوالي 3300 شخص حتفهم بالمرض بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقدم صندوق النقد 130 مليون دولار كمساعدة مالية عاجلة لغينيا وليبيريا وسيراليون التي تضررت بشدة من انتشار الفيروس ،ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي تقديراته ربع السنوية بشأن النمو الاقتصادي العالمي الثلاثاء المقبل
وذكرت لاجارد أن السياسة النقدية قدمت دعما مهما للطلب أثناء الازمة, أما الان فهي تحتاج إلى مزيد من الدعم من السياسات الاخرى، وعلى وجه التحديد:
أولا-السياسات المالية العامة الداعمة للنمو وفرص العمل، كالتي تعالج التهرب الضريبي وتعزز كفاءة الانفاق العام وتخفض الضرائب على الاجور
ثانيا- الاصلا حات الهيكلية الرامية إلى رفع الانتاجية وزيادة المنافسة وتوظيف العمالة عن طريق برامج التدريب
ثالثا- تشجيع النساء على الانضمام إلى سوق العمل وفتح أسواق المنتجات والخدمات واصلاح دعم الطاقة
رابعا- دعم الاستثمار العام الكفء في مجال البنية التحتية، وهو ما يمكن أن يشكل زخما قويا للنمو والوظائف
وأضافت: في كثير من الاقتصادات المتقدمة، لن تستطيع هذه السياسات أن تحقق الكثير ما لم يتحسن تدفق الائتمان إلى الاقتصاد
وقالت: “نحن بحاجة إلى نظم للإعسار تستطيع مساعدة البنوك والقطاع الخاص على التعامل مع أعباء مديونيتها بشكل فعال لتحرير الميزانيات العمومية بما يكفل عودة تدفق الائتمان ويسهل دوران عجلة الاقتصاد
كما قالت لاجارد الاقتصاد العالمي أضعف مما كان عليه منذ 6 أشهر فقط، آفاق النمو المحتمل تنخفض وكان خبراء صندوق النقد قد خفضوا توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي للعام الحالي إلى 4. 3% بانخفاض قدره 3. 0 نقطة %في يوليو الماضي عن تقديرات أبريل الماضي وتتحمل الاقتصادات المتقدمة الجزء الأكبر من سبب خفض معدل النمو المتوقع ولكن الصندوق يتوقع تباطؤ النمو في الاقتصادات الصاعدة والنامية ,وتمثل الاقتصادات الصاعدة والنامية أكثر 80% من نمو الاقتصاد العالمي منذ 2008 بحسب لاجارد مضيفة أن هذه الاقتصادات وبخاصة الصين ستظل تغذي النمو العالمي، ولكن بوتيرة أبطأ من ذي قبل
كما حذرت كريستين لاجارد من موجة تباطؤ جديدة وبخاصة وأن الدول المتقدمة تواجه خطر النمو البطيء لفترة طويلة ,كما أن معدل التضخم المنخفض ومعدل البطالة المرتفع الذي تعاني منه منطقة اليورو بشكل خاص يمكن أن تغذي دورة جديدة من الضعف الاقتصادي
وقالت لاجارد إن الاقتصاد العالمي يمكن أن يسير بخطى مضطربة في ظل نمو باهت دون المستوى، أو أن يتجه إلى مسار أفضل حيث تؤدي السياسات الجريئة إلى تعجيل معدل النمو، وزيادة فرص العمل، وتحقق زخم جدي
جدير بالذكر جاءت تصريحات لاجارد مع بدء الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين هذا الأسبوع, ويحضر اجتماعات الصندوق والبنك الدولي السنوية لعام 2014 كبار المسؤولين من188 بلدا عضوا وتحت المظلة الا وسع للجلسات الرسمية، سيتم تنظيم عدد من الاجتماعات مع مجموعات رسمية مختلفة، منها مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات المتقدمة واقتصادات السوق الصاعدة، ووزراء مالية رابطة الكومنولث، و مجموعة السبعة