في الذكرى الثالثة لانتقال شهداء “مجزرة ماسبيرو” إلى السماء، والتي كانت بتاريخ الأحد 9 أكتوبر 2011، وراح ضحيتها أكثر من 25 شهيداً وأكثر من 150 مصاباً، والتي أيضاً (وكالعادة مع الأقباط) لم يتم محاكمة أي أحد من الجناة!! أو المسئولين!! ولا المحرضين كمثال السيدة (رشا مجدي) المذيعة الشهيرة!! بل على العكس تمت مكافأتها وتعيينها كمذيعة في التلفزيون المصري دون أي مراعاة لمشاعر الملايين من الأقباط المصريين!
أتوجه برسالة إلى شهدائنا الأبرار.. وأقول لهم
خرجتم بمظاهرة سلمية لا تحملون غير (الصليب) رمز السلام والحب الإلهي العظيم لكل البشر، ورمز النصرة على الظلم والظلام، وأيضاً رمز الألم الذي عانى ومازال يُعاني منه كل قبطي مصري على أرض الوطن.
خرجتم تنادون بالعدل والحق والمواطنة وتفعيل القانون ومحاسبة المقصرين والمتهاونين والظالمين والمعتدين .. وأنتم تصلون وتقولون (يارب ارحم) كيرياليسون
خرجتم بشبابكم وشاباتكم، بنسائكم وأطفالكم، بكبيركم وصغيركم، تهتفون لمصر وكرامة مصر وتطالبون بالعيش والحرية والكرامة لمصر وكل المصريين.
في لحظة غدر وخسة (بفعل فاعل) تُقتلون بالرصاص الحي، و تُدهسون وتسقطون وتفارقون هذه الحياة، وأرواحكم صاعدة في الفضاء، ودماؤكم على أرض الشقاء تصرخ من قسوة الظلم لرب السماء!
يؤسفني أن أبلغكم أن حقكم على الأرض خلاص ضاع؛ بل ولسخرية القدر تم استدعاؤكم واتهامكم أنكم أنتم الجناة!!
ولكن لا .. حقكم وإن ضاع على الأرض فلن يضيع أبداً يوم أن يُنصب الميزان، وتُفتح الأسفار ويقف الإنسان أمام العادل الديان!
ويؤسفني أيضاً أن أخبركم أن ما قمتم من أجله لم يغير شيئاً في عقول ولا قلوب المسئولين وعلى نفس المنوال سائرون!
أهنئكم على إكليل الشهادة الذي نلتموه واستحققتموه، وتركتم هذا العالم الفاني وأرض الفناء ونلتم نعيم السموات.
وأهنئكم أيضاً أنكم في لحظات معدودة سالت فيها دماؤكم وسبقتمونا إلى ملكوت السموات، وهذا أفضل جداً من الذين يتم حرق دمائهم يومياً طول الأوقات!
صلوا من أجلنا ومن أجل معاناة الأقباط في بلدهم، وأن يتوقف حرق ونزيف الدماء!
صلوا من أجل كنيستكم المجاهدة لتلحق بالكنيسة المنتصرة وبكم وكل الشهداء!
صلوا من أجل بلدكم “مصر” ومن أجل أن يعود الحق والعدل والسلام في كل الأرجاء!
وإن كان ضاع الحق والعدل في البلاد، فنحن استأنفنا الحكم إلى ملك السمواتً
كل التعازي لأهاليكم وأسركم، ولكل أهل شهيد ضاع حقه وذاق الظلم من الأقباط!
نطلب لكم الراحة والنياحة لأرواحكم الطاهرة، واذكرونا أمام ملك الملوك ورب القوات!
“إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا”(سفر الجامعة 5: 8)