عن ساعة الصفر فى حرب السادس من أكتوبر أوضح العقيد متقاعد “أسامة على صادق” فى حديث خاص لموقع وطنى أن التعليمات التى جاءته للتحرك كانت فى تمام الساعة الثانية و 5 دقائق حيث تحددت لحظة عبور قاذفات القنابل المصرية من السلاح الجوى و بالفعل قام مع الجنود بحمل القوارب إلى المياه و وتم القفز بداخلها والتجديف بسرعة حتى و صلوا إلى الضفة الشرقية للقناة وتسلقوا الساتر الترابى و بدأوا السير فى إتجاه التبة الموعودة ، و هنا بدأ قصف شديد من مدفعية العدو على القوات .
موضحا أنه بدأ يرى الشهداء و المصابون يسقطون الواحد تلو الآخر عند الاشتباك مع العدو الذى ظهرت شراسته فور إدراكه أن وحدة العقيد أسامة هى التى تسببت فى سقوط النقط الحصينة للعدو و كبدتهم خسائر فادحة و لذا أرادوا الانتقام ، و فجأة انطلقت قذيفة من دبابة إسرائيلية و أصابت رأسه و هنا أيقن أنه أصبح شهيدا ، ولكن شاءت الإرادة الإلهية له النجاة حيث تم نقله بواسطة إسعاف الشرطة العسكرية إلى مستشفى المعادى و بعد خمسة أيام متواصلة من العلاج تحسنت حالته و علم أن هناك سبعة شظايا اخترقت رأسه استطاع الأطباء أن يخرجوا ثلاثة فقط منها ومازال هناك أربعة شظايا بداخل رأسه حتى يومنا هذا .
مشيرا إلى أنه تخرج من الكلية الحربية فى عام 1966 وتم توزيع فرقته على التشكيلات العسكرية المختلفة و كان من ضمن ضباط سلاح المشاة و هو أكبر سلاح فى الجيوش بصفة عامة و جيوش الدول ذات المساحات الواسعة و الأراضى الصحراوية بصفة خاصة ، و قد الحق على الفرقة الثالثة مشاة فى منطقة وصلة الهايكستب و التى تمتد حتى طريق السويس الصحراوى الذى كان يقف آخر العمران به ، وفى عام 1984 قررا إنهاء خدمته العسكرية لأنه انتابه شعور بأنه لن يستطيع أن يقدم لبلاده فى هذا المكان المشرف لكل مصرى وطنى أكثر مما قدم و يكفيه ما قدمه لبلاده الحبيبة فى حرب 1967 و 1973 و ما تخللهما من حرب الاستنزاف من دماء كثيرة نزفت من جسده من أجل حماية تراب هذا الوطن الغالى .