احتفلت “مستشفى بروك” لعلاج الحيوان بمرور 80 عاماً على إنشائها فى مصرإذ تُعد جمعية مستشفى بروك الخيري لعلاج الحيوان إحدى جمعيات الرفق بالحيوان التي تُكرس جُهدها لتحسين الظروف المعيشية والصحية للحيوانات العاملة مثل الخيل والبغال والحمير ( حيوانات الجر) , وترجع البدايات الأولى لإنشاء المستشفى إلى عام 1930 عندما سافرت “دورثى بروك” زوجة الجنرال “بروك” بالجيش البريطاني إلى القاهرة ، حيث أحزنها بشدة مشاهدة الخيول العاملة بالشوارع والتي كانت عبارة عن هياكل عُظمية يكسوها الجلد ، وقد فزعت عندما علمت أن هذه الخيول الهزيلة كانت في يوم من الأيام خيول سلاح الفرسان بالقوات البريطانية والأسترالية والأمريكية ، إذ أن كل منها قد خدم فيالحرب العالمية الأولى ، وعندما أنتهت الحرب في1918 تم بيع هذه الخيول لتبدأ حياتها الشاقة في شوارع مصر .
ولم يمح من ذاكرة دورثى بروك مشهد هذه الخيول الذي يُثير الشفقة ، حيث كتبت عند عودتها لإنجلترا خطاباً لصحيفة “المورنينج بُوست” morning post والتي أصبحت فيما بعد ال”ديلى تيليجراف Daily Telegraph ” تعرض من خلالها الوضع الحرج لتلك الخيول، وقد تحرك الكثير من قراء الصحيفة ليرسلوا إليها ما يُعادل 20،000 جنيه إسترليني للمساعدة في إنهاء معاناة هذه الخيول التي كانت في يوم من الأيام مصدراً للفخر والحياة .. وخلال الثلاث سنوات الأولى قامت دورثى بروك بتكوين لجنة واشترت 5000 حُصاناً من هذ الخيول ، وكان مُعظمهم طاعناً في السن وفي المراحل الأخيرة من الُعمر وقد أشرف على الموت في انتظار رصاصة الرحمة ، وبفضل تعاطفها، وتمسكها بمبادئها فإن هذه الخيول قد أنهت حياتها بشكل أفضل مما كان مُنتظر لهم وكانت تعلم “بروك” جيداً بأن عملهم لم ينتهِ وهي تعمل في شوارع القاهرة ، وفي عام 1934 أنشأت دوروثى بروك المستشفى التذكاري لخيول الحرب في القاهرة ، مع وعد منها بتقديم الرعاية البيطرية لكافة الخيول العاملة في العاصمة ، في هذا الوقت ولدت جمعية مستشفى بروك الخيري لعلاج الحيوانات في مصر .
80 عاماً مضت
وفيما يتعلق باليوم الاحتفالي الذي نظمه المستشفى والذي بدأ بزيارة نظمتها إدارة المستشفى لمقابرالكومنولث للمحاربين القدماء التي دُفنت فيها ” دوروثى بروك” بجوار زوجها ، حيث شارك فيها أغلب الأطباء والعاملين بالمستشفى ، حيث قاموا بوضع باقات الورد على مدفنها ، وقد شاركهم محرر “وطني ” كاتب هذه السطور هذا اليوم الاحتفالى منذ بدايته ، وبعد انتهاء الزيارة اصطحبني الدكتور صلاح وهيب كبير الأطباء سابقاً بمستشفى “بروك” والذى أجرينا معه حواراً مُستفيضاً منذ عدة سنوات عندما تسلم جائزة أحسن طبيب مُلهم في مجموعة مستشفيات “بروك” بقصر “سان جيمس” بإنجلترا – في جولة حُرة للتعرف على وحدات العناية الطبية للحيوانات بالمستشفى ، وهنا أحب أن أوصف للقارىء العزيز مدى التجهيزات المتوفرة لخدمة الحيوانات بالمستشفى بالمجان التام ، فالمستشفى يتكون من أكثر من مبنى مُتجاورين ، حيث تمتاز هذه المبانى بالطابع المعمارى الذى تنبعث منه رأئحة العراقة والأصالة ، أما من الداخل فتجد المعدات وكل التجهيزات الطبية المستخدمة كذلك المساحات الواسعة والمناسبة لتلك الحيوانات أثناء تلقيها العلاج .. وأثناء الجولة بأروقة المستشفى كان أصحاب الحيوانات المصابة والتي تحتاج لعلاج ورعاية طبية يتوافدون مُصطحبين حيواناتهم للمستشفى للعلاج والرعاية ، حيث أن ما يحتاج من تلك الحيوانات إلى عناية خاصة فهذا تتيحه المستشفى ، إذ أنه باستطاعة أصحاب تلك الحيوانات تركها لتلقي العلاج الكامل والمجاني لفترات قد تصل إلى شهر ، وبالمناسبة فإن إقامة هذه الحيوانات بالمستشفى تكون كاملة تشمل العلاج والطعام والمبيت بالمجان ، فلو أن الحصان مثلاً يُعاني من الهزلان والضعف أو عدم القدرة على المشي فيوجد المكان المخصص والمفترش بالرمال لراحة الحصان . أما إذا كان مُصاباً بجروح ، ثم يكون له المخصص للعناية به والمجهز لتطهير هذه الجروح بالمياه الدافئة ، حيث تتوافر السخانات الكهربائية .
بينما إذ كان الحصان يُعانى اضطراباً ما وله تشنجات تجعله عنيفاً مع كل من يقترب منه ، فهذا الحصان له عنابر منُفردة .. وفى كل الحالات يجد الحصان أو البغل أو الحمار المتابعة الدورية والإشراف الطبي الكامل ، كما أن المستشفى به طاقم من العاملين المُدربين بشكل جيد ، أيضاً يوجد بالمستشفى وحدة مجهزة لتركيب حدوات الحصان ، و توجد أيضاً عناية بأسنان الحيوانات وبردها إن احتاجت إلى ذلك .
مواقف وذكريات بالمستشفى
وبعد انتهاء الجولة بأقسام المستشفى المختلفة ، كنا على موعد جمع كل الأطباء والعاملين بالمستشفى ، القدامى منهم والذين مازلوا يُمارسون العمل ، كذلك الذين يعملون بأفرع المستشفى المنتشرة في عدة محافظات ، كما حضر هذا اللقاء كل من “ريتشارد سيرايت” و” سارة سيرايت ” أحفاد “دوروثى بروك” وكل من السيد شريف فوده رئيس مجلس إدارة جمعية مستشفى بروك ، والسيد محمد فوده نائب رئيس الجمعية .. وقد تخلل هذا اللقاء عرضاً وافياً لتاريخ المستشفى ، مصحوباً بعرض مجموعة من الصور النادرة التى تبرز المراحل التى مرت بها المستشفى ولقطات تحكي مواقف للأطباء أثناء اجرائهم الكشوف المختلفة على الحيوانات .
وبسؤال الدكتور صلاح وهيب كبيرالأطباء سابقاً بمستشفى “بروك” عن المواقف الطريفة التى حدثت أثناء خدمته لأكثر من ثلاثين عاماً بالمستشفى فقال لنا : لا أنسى بعد خروج إحدى الدواب (الحمير) مع صاحبه بعد إتمام شفائه فُوجئنا بالحيوان بعد ساعة من خروجه عائداً مرة أخرى إلى المستشفى دون صاحبه ، وبعد مُدة حضر صاحبه لاهثاً يسأل عن حماره الذى هرب منه ، فوجده بالمستشفى .. وهذا يدل على أن الحيوان أحب أن يعود مرة أخرى حيث إحساسه بالرفق والراحة و العلاج . وأضاف : كما أننى لا أنسى أثناء رعياتنا لمنطقة الزبالين بالمقطم كان الأطفال الصغار يقودون عربات القمامة في الخامسة صباحاً ، وكان يغلبهم النوم أثناء سيرهم بالحمار .. وصدقني أن الحيوان بيبقى عارف سكته من وإلى أي مكان ، إلى أن يستيقظ صاحبه .
ومن المواقف الأخرى ، حضور حالة قطع بلسان حصان نتيجة وجود أجسام حادة في “العليقة ” مثل قطعة زجاج أدت إلى قطع شبه كامل باللسان ، وكان يتطلب إجراء عملية جراحية ، ولكن صاحب الحالة صمم أن نقوم بلصقها بأي مادة لاصقة بطريقة بسيطة ، وحدثت مُشادة بيني وبين صاحب الحالة ، لإقناعه بعدم جدوى فكرته ، إلى أن تم إقناعه بإجراء العملية .
وما هي نصيحتك لأصحاب الدواب ؟ قال : أولاً التحصين ضد مرض التيتانوس ، كذلك مُقاومة الطُفيليات الداخلية بالأدوات اللازمة ، والاهتمام بعلاج الجروح وخصوصاً “السرجية ” المُتسببة عن سوء حالة “السرج ” ، كذلك “الرقبية ” ، وأنا أفضل الطقم المُستخدم في الوجه البحري ، وطبعاً يلزم تليين عجل الكارو باستمرار ، خصوصاً الاهتمام بالحوافر لأنها مثل الحذاء بالنسبة للإنسان .
أما عن أسباب اكتشافه المبكر لأنفلونزا الخيول فأوضح د. صلاح وهيب أن لمستشفى “بروك” الخيري السبق في اكتشاف هذا المرض في مصر بعد استيراد خيول سباق من الخارج ، حيث شاهدت وأنا في زيارة لي لاسطبلات الخيل الملكية بإنجلترا حالات انفلونزا الخيول ، وعند قُدوم المرض إلى مصر كان من السهولة عليَّ جداً اكتشافه ، حيث كان بنفس أعراض انفلونزا الإنسان في شكل رشح وكحة وحرارة مرتفعة ، تؤدي إلى التهاب رئوي .. وأخيراً نُفوق الحيوان .
وماذا عن جهاز الأشعة الذي ذكرته لنا من قبل وهل له من أهمية في العلاج ؟ فأجاب د. صلاح : إن حيوانات الجر تتطلب أربع قوائم سليمة ، وأهمية جهاز الأشعة ، التأكد من إصابة أي من القوائم أو الضُلوع أو الحوض بكسر أو شرخ .. فحيوانات الجر غير مُجدٍ لها تركيب شرائح لالتئام الكسور ، لأنها ليست حيوانات استعرا ض، لكنها حيوانات جر وعمل شاق ، فغالباً في قوائم الحيوان ينتهي به إلى وضع نهاية رحيمة للحيوان ويُعوض صاحبه بجزء يسير من المال من جانب المستشفى، إلى أن يتيسر له استئجار حيوان جديد لتكملة مشوار الحياة الشاقة . وبسؤاله عن وجود خطة لإنشاء أفرع جديدة بالمستشفى على مستوى الجمهورية ، أوضح كبيرالأطباء سابقاً بمستشفى “بروك” أنه يفضل اختيار أماكن تجمع الحيوانات ، فمثلاً اختيارنا للإسكندرية كان لوجود الحيوانات بكثافة في منطقة الميناء لتوزيع البضائع على المناطق المُختلفة ، وكان اختيارنا للأقصر لوجود عربات الحنطور بكثافة لنقل السائحين للأماكن السياحية المختلفة .. وهكذا . وفي الثمانينات كانت لنا عيادات مُتنقلة تنقل الحيوانات من مواقع الإصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج داخلياً ، ولكن الآن تطورنا وأصبحنا ننطلق بعربات ذات جراً رُباعياً (4×4) ، ونقوم بعلاج وتوعية أصحاب الحيوانات في مكان تجمعها ، مثل الهرم ومصانع الطوب بحلوان ، كما أنه يوجد بالسيارة طبيب وفني حداوي وفني سروج.. لعلاج أي مُشكلة علاجية تُقابلنا .
وهل لأحفاد مسز “بروك” ريتشارد سيرايت و سارة سيرايت دوراً حالياً في الجمعية ؟ قال د.”صلاح ” : هم كانوا من النشطاء في التصوير لنقل صورة مُعاناه الحيوانات ، وهذا كان له دور كبير في جمع التبرعات وإرسالها إلى الجمعية بمصر ، في صورة سيارات نقل خيول وأجهزة أشعة ومولد كهرباء وأدوية . وهل توجد مُشكلة في أختيار الُعمال المساعدين بالمستشفى ؟ رد قائلاً : نعم توجد مشكلة في ذلك ، حيث لا يوجد معهد خاص بالطب البيطري مثلما يوجد بالخارج ، ولذا يُفضل اختيار العاملين الحاصلين على دبلوم زراعي وطالبت من الدكتور صلاح إيضاح ما هي حقوق الحيوان ؟ فقال : إن أبسط حق للحيوان أن يكون له حق فى 10% أو أكثر من الدخل اليومي لصاحب الحيوان ، في صورة عليقي مُتوازنة تحتوى على فول وتبن وبرسيم وشعير ، وهذا يُساعده على القيام بأعمال الجر . كذلك عدم استخدام العنف والضرب القاسي على الحيوان ، وعدم جر حُمولات ثقيلة حتى أنه في حالة تزحلقه لا يُصاب بجروح خطيرة مثل كسر القوائم أو كسر العظام ، وغيرها من حالات الإصابة للحيوان .
” جمعية مستشفى بروك ” مصرية صميمة
وفي حديث مع الدكتور ناصر حسني مدير عام المستشفى أوضح لي أن حيوانات الجر كانت هي القوة المحركة للآلات والمحركات العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى ، وعندما جاءت “دوروثى بروك ” إلى القاهرة وشاهدت مُعاناة الخيول في أعمال الجر الشاقة بعد بيعها للمصريين، قامت بإعادة بعض تلك الخيول مرة أخرى لإنجلترا بعد أن قامت بتكوين لجنة لشراء نحو 5000 حُصاناً ، ثم أخذت على عاتقها رعاية هذه الحيوانات في مصر من مُنطلق الرحمة والرفق بالحيوان ، منوهاً أن المستشفى تحتفظ بنفس الموقع الذي أنشئت فيه منذ 80 عاماً ، ويرى دكتور ناصر أن الرفق بالحيوان كمخلوق له حقوق تنبع من كون الإنسان كائناً عاقلاً وذلك يُحتم عليه أن يكون مسئولاً عن هذه الحيوانات غير العاقلة . مُشيراً إلى أنه رغم ظروف حرب 1956 والتي كانت انجلترا طرفاً فيها ضد مصر ، إلا أن العُقلاء وقتها من الطرفين كانت لهم رؤية ثاقبة، حيث تم الاتفاق على كون ” جمعية مستشفى بروك ” جمعية مصرية صميمة تحتفظ بتمويلها من انجلترا وباسمها الأصلي، على أن يصير مجلس إدارتها مصريين . مُضيفاً أن قناة البي بي سي عندما عرضت فيلماً تسجيلياً عن “مستشفى بروك” عام 1981 كان له أبلغ الاثر في تهافت البريطانين للتبرع بأموال كثيرة للمستشفى . كما أوضح د.ناصر أن المستشفى كان لها تعاون مع العديد من مراكز الأبحاث وكليات الطب البيطري، جنباً إلى جنب العشرات من المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية ، كما أرجع النجاح الذي حققته المستشفى إلى إيمان الأطباء والعاملين بأهمية الرسالة التي يؤدونها بإرادة خالصة .
حيوانات مصدراً وحيداً للدخل
والجدير بالذكر أنه منذ سنوات تم فتح مكتب جديد لجمعية بروك الخيرية بأمسترام بهولندا برئاسة مسز “جوين” ، وقامت بتصوير فيلم عن مُعاناة الحيوانات في مصر وعليه جُمعت تبرعات ، وحالياً يقوم مكتب هولندا بدعم الجمعية في مصر مادياً .
وقال الدكتور عماد نعوم نائب المدير العام ومدير الخدمات الطبية والرفق بالحيوان : إن رسالة المستشفى تخفيف الآم هذه الحيوانات التي هي المصدر الوحيد للدخل بالنسبة للكثير من البسطاء ، فعندما يكون الحيوان في صحة جيدة ، سيكون عمله أكثر ، وبالتالي مستوى للدخل أفضل لصاحبه ، ومن هنا تتبنى المستشفى مسألة الاهتمام بشكل كبيراً بنشر الوعي للفئات المتعاملة مع الحيوانات من مبدأ الوقاية خير من العلاج (فعلاج جرح أو إصلاح حدوة أو برد أسنان أو عدوى عيون .. تُجنب تطور الحالة المرضية إلى أسوأ ) ومنها الأطفال الذين نذهب إليهم في المدارس ، حيث يتحدث معهم الأطباء عن مبادىء الرفق بالحيوانات ، كما أننا نتعاون مع الكثير من الجمعيات فيما يتعلق بتقديم بعض الخدمات لأصحاب الحيوانات ومن خلال فروع “بروك” المنتشرة في محافظات القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان وإدفو ومرسى مطروح والمنصورة، هذا بالإضافة إلى 11 فرعاً لمستشفى بروك حول العالم . منوهاً أن المستشفى تُعد من أكبر المؤسسات المعنية بالتعامل مع الخيول فى مصر ، وأن عدد المستفيدين من الخدمات التى تؤديها “بروك” الخيري لعلاج الحيوانات منذ عام 1934 حتى عام 2013 وصل إلى نحو 39 مليون شخص من مختلف محافظات مصر . مؤكداً أن اهتمام المستشفى ينصب حول تقديم العلاج البيطري المجاني سواء من خلال العيادات الثابتة أو المتنقلة والعمل على تقييم نتائج هذه الرعاية التي تقدم للحيوانات ومحاولة تغيير سلوك أصحاب الحيوانات تجاه حيواناتهم ، وتقديم النصح حول كيفية الحفاظ على سلامة وصحة الحيوان .
استغلال الحيوانات بصورة سيئة
والجدير بالذكر فإنه طبقاً لتقريرالهيئة العامة للخدمات البيطرية عام 2008 فإن نحو 1,202,000 من الحيوانات العاملة فى مصر تنتشر بأنحاء الجمهورية ، حيث يقوم معظمهم بنطاق واسع من الأعمال في ظروف قاسية للغاية تعرضهم لمخاطر كبيرة إلى جانب افتقارهم للرعاية والمعاملة الجيدة . معظم هذه الحيوانات يتم استخدامها في نقل الركاب مثل عربات “الحنطور”, وبعضهم يقوم بنقل الأحمال الثقيلة كما هو الحال في نقل القمامة من المنازل والعمل بمصانع الطوب الأحمر بحلوان . حيث العديد من المشكلات الرئيسية التي تواجه هذه الحيوانات والتي تتمثل فى زيادة الأحمال,والضرب, والجفاف, والإجهاد , وضربات الشمس, والعرج , ومشاكل الحوافر, وأمراض أخرى معدية مثل الأنفلونزا والأمراض الجلدية .إذ أن أصحاب تلك الحيوانات العاملة لا يملكون شيئاً سواها، فأسرة بأكملها قد يقتصر دخلها علي إنتاج حصان أو حمار واحد . الأمر الذي قد يدفعهم كثيراً إلى استغلال حيواناتهم بصورة سيئة تسبب لهم المعاناة والألم. فالعمل تحت هذه الظروف لتوفير لقمة العيش غالباً ما يدمر صحة الحيوانات و يؤثر على قدرتهم الإنتاجية. ويُعتبر من أهم أدوات العمل بمستشفى “بروك” هي العيادات الثابتة والمتنقلة للجمعية , فأطباء الجمعية البيطريين يقومون بالترتيب لعقد لقاءات مع أفراد المجتمع , و عقد فصول تعليمية , وعمل زيارات مدرسية لنشر رسائل الرفق بالحيوان البسيطة وتقديم النصح حول كيفية الحفاظ على سلامة وصحة الحيوان . وهو ما يحقق أهداف مستشفى بروك للرفق بالحيوان وأيضاً يحفظ مصدر الدخل الوحيد للفقراء من المستخدمين وأصحاب الحيوانات .
وطبقاً لبض التقديرات فإن هناك نحو227.000 حيوان يعيشون في المناطق التي تعمل بها المستشفى هم في حاجة للراحة والتغذية الجيدة إلى جانب الخدمات الصحية وبموجبه يأتي دور فرق العمل بالجمعية من رفع الوعي عن هذة الاحتياجات. والعمل على ضمان مستويات متميزة جداً من الرعاية الصحية والتوعية لضمان حصول الحيوانات على الغذاء والشراب والراحة الكافية .
من ناحية أخرى فإن أفرع مستشفى” بروك ” بدأ يتزايد ، ففي البداية كان الفرع الرئيسى بالقاهرة ، ثم جاء بعده فرع الإسكندرية ، ثم تم إنشاء عيادة الأقصر في عام 1966 فى قلب المدينة بالقرب من معبد الأقصر، وفي نوفمبر 2005 اضطرت عيادة الأقصر إلى ترك موقعها بموجب قرار من مجلس المدينة للتنقيب عن الآثار بهذا الموقع . وقد تم نقل العيادة للمقر الجديد بمنطقة “نجع الخطبة” والقريب جداً من مناطق تواجد الحيوانات العاملة . فى عام 1988إنشار فرع اسوان و بمقرها الحالي خلف مكتب مصر للطيران . حيث بدأت عملها بحظائرمستقلة للحيوانات المقيمة بالعيادة وعيادة متنقلة تم إعدادها للعمل بالأسواق وأماكن تجمع الحيوانات العاملة، وفي عام 1995 توسع مبنى العيادة ليشمل 7 حظائر مستقلة إضافية لإيواء الحيوانات إضافة إلى غرفة أشعة وغرفة تعقيم ومخزن للأدوية وعدد ثلاث عيادات متنقلة لزيارة نحو 22 موقع بمدينة أسوان وقراها ونجوعها . من ناحية أخرى بدأت جمعية مستشفى بروك الخيري خدماتها فى إدفو عام 1992, بعيادة ثابتة عبارة عن عدد 7 حظائر لإيواء الحيوانات المريضة وحظيرة رملية مفتوحة تسع لعدد 10 خيول تتلقى علاجها بالعيادة وعيادة واحدة متنقلة.
وفي عام 2001 فقد تم توسعة نطاق العمل بإضافة فريق عمل متنقل ، كما بدأ العمل بمرسى مطروح في مايو عام 2000, شاملاً عيادة ثابتة تتكون من 13حظيرة مستقلة لإيواء الحيوانات التى يتم علاجها بالمستشفى وحظيرة رملية مفتوحة بطول 250 م .
وأخيراً مستشفى بروك بمدينة المنصورة فى أكتوبرعام 2006 ، وهناك آلاف الحيوانات العاملة بقرى الدلتا التي تغطيها الجمعية من خلال فريق عملها بالمنصورة والذي يتكون من خمس عيادات متنقلة تعمل في عدد 52 موقعاً، وتقدم الجمعية الرعاية الطبية على أعلى مستوى للحيوانات العاملة بجانب رفع الوعي لدى أصحابها لتحسين رعاية حيواناتهم.