السحابة السوداء تغطى سماء القاهرة كل يوم .. تتزايد معدلات الربو الشعبى بين الاطفال خاصة فى القرى القريبة من مناطق حرق القش و المخلفات الزراعية .. نوبات السعال و الاختناق تصيب كبار السن و الحوامل و المرضى بامراض صدرية مزمنة .. و لا احد يستطيع ايقاف السحابة فى كل عام الا ضمير الفلاحين ووعيهم .. انها الظاهرة التى تحدث في دلتا مصر و تشمل ايضا القاهرة تتزايد فى فصل الخريف حينما يقوم المزارعون بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، وبالإضافة للتلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع، تغطي مصر هذه السحابة السوداء منذ خريف عام 1999م و تزيد خلالهها نسبة التلوث 10 مرات عن المعدل الطبيعي.
فى هذا الاطار يقول الدكتور خالد فهمى وزير البيئة :” على الجميع التكاتف للحد من ظاهرة السحابة السوداء التى تتتزايد فى هذه الاسام نتيجة لحالة السكون الجوى مشيرا الى انه للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة فى هذا الشهر من كل عام بسبب التغيرات المناخية المصاحبة وتفعيلا لبروتوكول التعاون بين وزارتى الزراعة والبيئة يتم المرور على مواقع تجميع قش الارز و المخلفات الزراعية و متابعة تنفيذ الاتفاقيات مع المزراعين و مراقبة الالتزام بعدم حرق المخلفات خاصة و ان الشرقية بها مصنعين لتدوير المخلفات الزراعية موضحا ان زيارته اليوم للشرقية ستتضمن لقاء مع مؤسسات المجتمع المدنى و المحافظ و المزارعين للوقوف على سبل التوافق للحد من الظاهرة
أوضح فهمى أن العوامل المناخية وسوء الأحوال الجوية وراء ظهور تلك النوبات فى هذا الوقت من كل عام لذا يجب الحد من عمليات الحرق المكشوف للمخلفات التى تساعد على ظهور تلك النوبات وإزديادها .مشيرا الى ان مصادر تلوث الهواء فى القاهرة الكبرى، تتمثل فى أربعة مصادر أساسية هى: حرق المخلفات الزراعية، وعوادم المركبات، والمصادر الصناعية، وحرق المخلفات البلدية الصلبة، ويساهم كل مصدر بنسبة معينة، يتم التركيز فى قياس تلوث الهواء على تركيزات الجسيمات العالقة فى الجسيمات ذات حجم أقل من ١٠ ميكرون، حيث تعتبر من أهم الملوثات التى تسبب خطراً على الصحة العامة وهى السبب عند زيادة تركيزها عن حد معين فى الإحساس بنوبات تلوث الهواء الحادة. وتناول التقرير الأسس العلمية لحدوث الظاهرة مؤكدا أن نوبات تلوث الهواء الحادة تعتبر من الظواهر البيئية التى بدأت عام ١٩٩٩ وتكرار حدوثها سنويًا فى فصل الخريف على فترات متقطعة خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وهذه النوبات أو هذه الظاهرة تحدث نتيجة تراكم أحمال ملوثات الهواء الناتجة عن الأنشطة البشرية فوق إقليم القاهرة الكبرى،
و كان الدكتور خالد فهمى قد عرض فى وقت سابق تقريرا مفصلا عن الاسباب العلمية و الاعراض التى يشعر بها المواطنون لدى انتشار السحابة موضحا انه عادة ما يتم الإحساس بهذه النوبات بعد غروب الشمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى و لا يشعر بها الناس خلال النهار وهناك أسباب علمية محددة لحدوث هذه الظاهرة خلال فترات مختلفة من العام وزيادة الإحساس بها خلال شهور الخريف، كما تتفاوت شدة حدوث هذه الظاهرة من عام لآخر ومن فترة إلى أخرى.و من المتفق عليه علميًا أنه فى الظروف المناخية العادية ترتفع درجة حرارة الهواء قرب سطح الأرض أثناء النهار بفعل الحرارة المنبعثة من سطح الأرض نتيجة تسخينها بأشعة الشمس ويرتفع الهواء الساخن القريب من سطح الأرض إلى أعلى حاملاً كميات كبيرة من الملوثات المنبعثة نتيجة الأنشطة البشرية مما يؤدى إلى تشتت الملوثات بعيدًا عن سطح الأرض – حيث يصل إرتفاع طبقة الهواء التى يحدث بها تشتت للملوثات إلى أكثر من ٢٠٠٠ م ، وعندما تتعرض منطقة ما لحالة من الضغط الجوى المرتفع يبدأ الهواء فى الدوران فى دوامات عكسية ( أى يهبط الهواء من أعلى إلى أسفل ) وأثناء هبوط هذه الدوامات الهوائية ترتفع درجة حرارتها ذاتيًا نتيجة اقترابها من سطح الأرض.
وأضاف أنه عند غروب الشمس وعند تقابل الهواء الهابط من أعلى والهواء الصاعد من سطح الأرض تكون درجة الهواء الصاعد أقل من درجة حرارة الهواء الهابط من أعلى، ونتيجة تقابل تلك الكتل الهوائية تتكون طبقة تسمى بمنطقة الانعكاس الحرارى أو الانقلاب الحراري، ويترتب على ذلك عدم استمرار تصاعد الهواء إلى أعلى وتراكم الملوثات فى طبقة لا يتعدى ارتفاعها فى بعض الأحيان ٢٥ مترًا فوق سطح الأرض مما يؤدى لزيادة الإحساس بهذه الملوثات وحدوث نوبات تلوث الهواء الحادة ومما يزيد من حدة هذه النوبات سكون الهواء إذ تصل سرعة الرياح أحيانًا إلى صفر/ ثانية
من ناحية اخرى قام المهندس أحمد ابو السعود الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة بجولة تفقدية ايضا مفاجئة لمواقع تجميع وجمع ونقل قش الأرز بمدن المنصور وأجا وميت غمر بمحافظة الدقهلية الى جانب مدن المحلة وطنطا بمحافظة الغربية بالإضافة الى المرور على المواقع بمحافظة الشرقية وذلك للوقوف على آخر تطورات المنظومة والموقف التنفيذى لشركات الجمع بالقطاع الخاص ومنها شركتى إيكارو وmm group .
واوضح ابو السعود انه تم خلال الجولة تفقد مواقع حرق قش الأرز بتلك المناطق ومقابلة الأهالى من المزارعين حيث أبدوا تعاونا كبيرا فى عملية التخلص السليم والآمن للمخلفات الزراعية فى هذا الوقت من العام وأضاف أن هذه الجولة جاءت فى إطار حرص وزارة البيئة وجهازها التنفيذى على التأكد من إنتظام العمل بالمواقع وتفعيلا لبروتوكول التعاون بين وزارتى الزراعة والبيئة والخاص بتجميع 200 الف طن
الجدير بالذكر ان وزارة البيئة قدمت على موقعها الإلكترونى، بعض الإرشادات للحد من ظهور السحابة السوداء تتلخص فى رسائل قصيرةلكل فئة مثل :” إذا كنت صاحب سيارة فيجب عليك أن تجرى الاختبار الدورى لعادم سيارتك واستخدام وسائل النقل الجماعى، والإقلال بقدر الإمكان من استخدام السيارة، واشتراك عدة أفراد فى سيارة واحدة للذهاب إلى الأماكن نفسها. – . للمواطن العادى عليك تقليل تشغيل تكييفات الهواء، والحد من استخدام الكهرباء، لأن محطات الكهرباء تنتج عنها ملوثات للهواء، ومنع التدخين ومحاربته فى كل مكان. و إذا تصادف وكنت خارج المنزل وقت ظهور السحابة السوداء، يجب الإسراع إلى الأماكن المغلقة، والإقلال من مدة التواجد فى الأماكن المفتوحة بقدر المستطاع. كما يجب وضع منديل مبلل على الأنف، لتقلل من استنشاق الملوثات، مع نقل الانشطة الرياضية أو الترفيهية إلى الأماكن المغلقة