“جيم يونج كيم”: الفقر أخطبوط رهيب ينشر أذرعه المخيفة فى العالم …. وتعزيز الرخاء مفتاح التصدي لعدم المساواة
دعا رئيس مجموعة البنك الدولي “جيم يونج كيم” الى تحقيق النمو الاقتصادي الذي يخلق مجتمعاتٍ أكثر عدلا,وحدد كيم هدف المؤسسة المتعلق بتعزيز الرخاء المشترك باعتباره الطريقة التي تتبعها مجموعة البنك للتصدي للتحدي العالمي المتعلق بعدم المساواة.
وقال كيم: نعمل لضمان أن يؤدِي نمو الاقتصاد العالمي إلى تحسين معيشة كل أفراد المجتمع، لا أن يقتصر على قلة محظوظة من الناس ،موضحا انه لبلوغ هذه الغاية، تسعى مجموعة البنك الدولي إلى تحقيق أهداف مُعيَّنة تتصل بالدخل والأحوال الاجتماعية، فنحن نريد زيادة دخول أفقر 40 %من السكان في البلدان النامية، وتحسين سبل حصولهم على الاحتياجات الضرورية للحياة، ومنها الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم، وفرص العمل
وأوضح كيم، الذي كان يتحدث بجامعة هاورد بواشنطن بداية الاجتماعات السنوية للبنك الدولي/صندوق النقد الدولي، كيف قامت مجموعة البنك الدولي تحت قيادته بوضع الهدفين التوأمين: إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك بين أفقر 40 %من السكان في البلدان النامية وتعزيز الرخاء المشترك في مكافحة عدم المساواة، وكيفية تحقيقه
وأستشهد كيم بتقرير من “منظمة أوكسفام الدولية” جاء فيه أن أغنى 85 فرداً في العالم يملكون معا ثروةً تعادل ما يملكه أفقر 3.6 مليار نسمة
وقال كيم إن تعزيز الرخاء المشترك ضروري أيضاً لتحقيق العدالة قائلا:لك أن تتخيَّل هذا الأمر مجموعة من الناس أقل كثيراً من عدد الموجودين في هذه القاعة يملكون ثروة أكبر مما يملكه نصف سكان العالم إنها لوصمة في ضميرنا الجماعي أن تعيش هذه الأعداد الغفيرة من الأفارقة وكذلك الآسيويين وسكان أمريكا اللاتينية في فقر مدقع وحماية قدرة الفرد على أن يجني الثمار المالية للجد والاجتهاد والنجاح أمر في غاية الأهمية. إنه يخلق الحافز، ويدفع إلى الابتكار، ويتيح للناس مساعدة الآخرين. وفي الوقت نفسه، ماذا يعني أن تتركز كل هذه الثروة الهائلة في العالم في أيدي قلة من الناس؟
وأشار كيم إلى أن عدم المساواة في المجتمعات يمثل قضية أكبر من الدخل، وذكر أن أزمة الإيبولا تعتبر إخفاقا في تبادل المعرفة وتوفير البنية التحتية على نحو يتسم بالعدل والمساواة مع البلدان في أفريقيا وقال كيم، “لقد وضعنا للمرة الأولى في تاريخ مجموعة البنك الدولي هدفاً يتمثَّل في الحد من التفاوت وعدم المساواة في العالم. وكما يتضح من انتشار فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا، فإن أهمية هذا الهدف لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا ,موضحا ان إن جهود مكافحة هذا الوباء هي معركة على العديد من الجبهات- في طليعتها حياة البشر وصحتهم
ولكنها أيضا معركة ضد عدم المساواة والمعارف والبنية التحتية اللازمة لمعالجة المرضى واحتواء انتشار الفيروس موجودة في البلدان مرتفعة الدخل والبلدان متوسطة الدخل غير أننا على مدى سنوات طويلة فشلنا في تيسير الحصول عليهما لذوي الدخل المحدود في غينيا وليبريا وسيراليون ,ولذلك، فإن الآلاف من الناس في هذه البلدان يموتون الآن، لأنهم وُلِدوا في المكان الخطأ دون اختيار منهم
وذكر كيم أن زيادة الدخول الفردية على أهميتها ليست سوى جزء واحد من معادلة تعزيز الرخاء المشترك. “إننا نحتاج إلى النمو الاقتصادي لتوليد المنافع التي تخلق مجتمعاتٍ أكثر إنصافاً وعدلاً إلى جانب إحداث تغييرات في الدخل، يتركَّز تعزيز الرخاء المشترك أيضا على تحسين مستويات المساواة بين الجنسين وقدرة محدودي الدخل على الحصول على الغذاء والسكن والمياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل والتوظيف
وأشار كيم إلى أن الدكتور مارتين لوثر كنج ليس زعيما في مجال الحقوق المدنية فحسب، ولكنه أيضا زعيما في الحرب ضد الفقر في العالم ،ووصف الفقر بأنه “أخطبوط رهيب ينشر أذرعه المخيفة في النجوع والقرى في كل أنحاء عالمنا” وقال إنه رآه في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وكذلك في مسيسبي ونيو جيرسي ونيويورك وتحدَّث عن تحدي “تخليص أمتنا وعالمنا من الفقر