امتداد لرواية يوميات ضابط في بالأرياف , التي سجل الروائى الكبير حمدى البطران أحداثها ووقائعها عام 1998 . والتي تسببت في محاكمته , وإحالته لمجس تأديب الشرطة , والحكاية المعروفة التي انتهت بإنهاء خدمته من جهاز الشرطة . تدور روايته الجديدة ( كل شىء هادىء فى الجنوب )
عن ضابط كان مأمورا لمركز شرطة في الصعيد , هو أساسا غير صعيدي , ويعيش في القاهرة , ولم يعمل ف بالصعيد من قبل . لم ينجح في عمله كمأمور لمركز في الصعيد فنقلوه لمديرية الأمن في وظيفية بسيطة .
في طريقه للعودة إلي عمله بالقطار يتعرف الضابط علي طبيب قبطي , يعمل في الوحدة الصحية , في نفس المركز الذي كان الضباط مأمورا له .
الطبيب يعجب بشخصية الضابط في الفترة التي كان مأمورا وينتهز فرصة مجاورته له في الكرسي ليتبادلان الكلام والحوار , وتنشا صداقة بين الضباط والطبيب .
يذهب الضابط الي وظيفته الجديدة في مديرية الأمن , فيبحث عن مكتب , وعن كرسي , ولا يقتنع بها .
ويكتشف أن الوظيفة عبارة عن مكان يجلس فيه لانتظار مهمة يكلفه بها المدير ونائب المدير .
وتتوالي المهمات أو المأموريات التي يتم تكليف الضابط بها .
أولي تلك المهمات كانت عبارة عن معركة بين عائلتين في الصعيد , ويسقط فيها القتلى من الأطفال والشباب , ويرصد لنا الضابط بأسلوبه الأدبي ما يحدث في تلك المعارك ويقول :
– في أول خطوه وجدنا جثه لشاب في العشرين من عمره وبجواره بندقية آلية لف حولها ذراعه الأيمن , كانت الجثة بها إصابات بالرأس والكتف والصدر وبجوارها فوارغ طلقات أطلقها قبل أن يقتل . بجوار جثه الشاب وجدنا جثه لرجل في الخمسين وبجوارها بندقية من النوع القديم ” البلجيكي ” .
وكانت الطلقات لا تزال فى البندقية حيث فاجأه الرصاص قبل أن يتمكن من استعمال السلاح . اقتربنا من حظيرة ماشيه تبعد عن مكان الجثتين حوالي ثلاثين مترا , وشاهدنا بداخلها جثه لرجل كبير فى السن وجهها مشوه وبجوارها جثه لصبى فى العاشرة . كانت جثه الرجل كلها ثقوب من آثار الرصاص , وجثه الصبي مفتوحة الفم وقد أطلقت عليها دفعه كاملة من بندقية آلية فحفرت فى بطن الصبي حفره هائلة وأزالت أحشاءه تماما .كما لاحظنا أن جزءا من الكتف غير موجود , كما لو أن أحشاءه قضمها وحش هائل , وكان هذا من آثار دفعة أخرى من الرصاص. بجوار جثه الرجل والصبي وجدنا جثه لكلب أسود أصابته طلقه واحده في رأسه . ولسبب غامض أحسست أنني غير قادر على الاستمرار في فحص باقي الجثث , وتمنيت لو يسمح لي السيد الحكمدار أن أغادر هذا المكان , بل ومغادره الصعيد كله . ولكنني يجب أن أستمر . والحقيقة أنني عاجز عن الاستمرار في وصف ما أراه بالدقة التي تليق بكاتب , وبدأت أسمع صرخات النسوة على الجانب الآخر .
المأمورية الثانية هي الاعتداء علي دير للأقباط بمعرفة الجماعات المتطرفة .
والرابعة هي مقتل أحد رجال الشرطة من المخبرين السريين ,
وخلال ذلك تتوطد صلة الطبيب بالضابط ويشكو له عما يعانيه من عمله في كمفتش للصحة , وما يتعرض من تهديد من بعض الرجال الذين قتلوا أختهم بسبب علاقتها الغير شرعية , وقيامه بتوقيع الكشف الطبي عليها وتهديهم للطبيب بأن لو اثبت أنها مقتولة فسيقتلوه . ويطلب منه الضابط أن يخطر رئيس المباحث وبالفعل يقبض عليهم ويحاكموا .
تزداد ثقة مدير الأمن في الضابط فيجلسه معه ويحكي له عما يعانيه في حفظ الأمن في الصعيد .ويطلب منه إعداد تقرير ليرفعه للوزارة .
يكتشف الضابط أن صديقه الطبيب فنان تشكيلي متميز وينتمي إلي أسرة عريقة قبطية عريقة كانت تمارس السياسة , ووجدته كانت تخرج في مظاهرات مؤيدة لسعد زغلول في ثورة 1919
ويطلب الطبيب من الضابط أن يرسم له بورتريه ,
يحكي الضابط عما تعرض له شخصيا بسبب رؤيته للجثة ومناظر القتل وتفكير المستمر في العنف , بأنه لم تعد لع قابلية لممارسة الجنس مع زوجته , ويحس بعدم رغبته فيها .
ويحكي عما يشعر طريقة راقية , ويحاول أن يتحسس الإثارة في بعض علاقات عابرة , ولكن التفكير فيما يراه في الصعيد , وربما نوع من الخوف الداخلي .
ويهديه أحد عمد الصعيد تمثال اثري يقول له إنه اله الجنس , وما انه يضعه الضباط في جيبه , حتى يشعر برغبته تتحرك , ويتصادف أنه يصطحبه صديقه الطبيب إلي منزله , ويجلس معه وزوجته لتناول الغذاء حتى يشعر بتحرك رغبته التي كانت غائبة . ولكنه يكتم الأمر ويلوم نفسه علي التفكير في زوجة صديقه .
يستعد الضابط للعودة الي بيته في القاهرة في راحته الشهرية , بعد شعوره بتحسن رغبته الجنسية , ويذهب للاستئذان من مدير الأمن , فيصله نبأ مقتل صديقه الطبيب القبطي علي يد الجماعات الإسلامية , ويبلغ مدير الأمن الوزارة بمقتل الطبيب القبطي مبررا القتل بأنه بسبب علاقات الطبيب النسائية , والخلافات المعتادة بين أهل الصعيد .
ويختتم مدير الأمن تقريره عن الأمن , والذي سيرفعه للوزارة بتلك العبارة :
– أن كل شئ هادئ في الجنوب .
ومنها أتخذ كاتبنا عنوان روايته .