توقع عمرو موسى – الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012 – أن تشهد العلاقات المصرية – الأمريكية تحسناً ملموساً خلال الفترة المقبلة في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
وأشار موسى إلى أن العلاقات بين البلدين باتت تسير الآن في إطار ما وصفه بـ «العلاقات المتوازنة»، بدلاً من “التبعية التي ولى زمانها”.
ويتوقع موسى أن يقرب ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة بين وجهات النظر المصرية والأمريكية، ويلطف كثيراً من مستوى العلاقات المشتركة التي شهدت تذبذباً على مدار أكثر من عام، خاصة مع وجود أهداف مشتركة بين البلدين وغيرهما في المنطقة والعالم.
تأتي تصريحات موسى قبل ساعات من مغادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القاهرة، متوجهاً إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال عمرو موسى – الدبلوماسي المصري المخضرم – إن مكافحة الإرهاب “ستدفع العلاقات المصرية – الأمريكية إلى الأمام”، لافتاً إلى أنه بات على واشنطن أن تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار معين تجاه القاهرة.
هذا ويحل موسى، ضيفاً على نيويورك أيضاً للمشاركة في الاجتماع السنوي لمعهد السلام الدولي، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وهي رحلة منفصلة عن زيارة الرئيس السيسى.
وأوضح موسى أن الاجتماع يعقد على هامش انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويشارك فيه عدد من ساسة العالم ورؤساء الوزراء السابقين ووزراء الخارجية والمفكرين، متضمناً عدداً من الوزراء الحاليين على مستوى العالم، لمناقشة القضايا الدولية الملحة على المستويات كافة وآثارها والتعامل معها، كما يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الأحداث التي ينظمها المعهد هذا العام بمناسبة مرور مائة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وقال موسى:”لم تعد العلاقة تدور في إطارها البسيط المكون من الحديث عن منح المعونة أو منعها، أو إرسال الطائرات الأباتشي من عدمه، بل أصبح الأمر أخطر من أن يترك لمثل هذه القرارات التي أدت إلى اضطراب العلاقة.. والآن، الولايات المتحدة – في اعتقادي – مهتمة بالأبعاد المختلفة للعلاقة مع مصر، وطبعاً مصر من جانبها مهتمة دائماً بالعلاقة مع الولايات المتحدة، والواضح أن النظرة الأمريكية إلى العلاقات مع مصر تغيرت بالقطع.. ورأت واشنطن أن المسألة ليست ببساطة مجرد أن تتحدث فقط عن الإسلام السياسي، أو المنح أو المنع، بل لا بد أن تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار معين تجاه مصر”.
المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تشكيل تحالف دولي في مواجهة تمدد تنظيم «داعش» في مناطق واسعة في العراق وسوريا، وسط تعقيدات إقليمية متزايدة، حيث تقول واشنطن إنه لا غنى عن القاهرة في الحرب على الإرهاب.