ينظم المعهد السويدي بالإسكندرية هذا الأسبوع بالتعاون مع مركز الموارد للمساواة بين الجنسين (أبعاد) ومقره لبنان، ومنظمة آكت مصر، زيارة دراسية إلى السويد بهدف دراسة الطرق التي وضعها المجتمع السويدي لمقاومة العنف ضد المرأة والعنف القائم على أساس النوع، وكيفية دعم الضحايا وإعادة تأهيلهم وكذلك إعادة تأهيل مرتكبي هذه الأفعال.
ويتضمن المشاركون في هذه الزيارة من مصر ولبنان والمغرب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وضابطات شرطة وقضاة، ويشمل البرنامج الذي يستمر من 22 وحتى 26 سبتمبر الجاري زيارات لملاجئ ضحايا العنف من السيدات، ومراكز الشرطة ومراكز الاستشارات النفسية للرجال والسيدات، وجلسة عمل حول نماذج وطرق إنشاء مراكز تأهيل الرجال ذوي السلوك العنيف.
وخلال هذه الزيارة للسويد سيتعرف المشاركون على كيفية إدارة الملاجئ لضحايا العنف وكيفية إشراك المؤسسات الرسمية في العمل مع هؤلاء الضحايا.
يذكر أن العنف ضد المرأة يعد مشكلة متأصلة ومنتشرة في أغلب الثقافات والمجتمعات، ويؤثر بشكل واضح على الحياة اليومية للمرأة والرجل والأطفال، ولذلك بدأ المعهد السويدي بالإسكندرية منذ عام 2013 في العمل على مشروع بالتعاون مع مركز أبعاد، حول “الرجولة وإنهاء العنف القائم على النوع”.
بالإضافة إلى ذلك، قام المعهد في مايو 2014 بالتعاون مع عدة منظمات غير حكومية بتنظيم مبادرة ضد التحرش الجنسي استمرت لمدة عشرة أيام. وقد تضمنت مبادرة “أوقف التحرش” ورش عمل وندوات ومناظرات وأنشطة أخرى، وتعد الزيارة إلى السويد هذا الأسبوع استكمالًا لأنشطة المعهد السابقة. إذ تتمتع السويد بنظام اجتماعي متطور وراسخ، ورغم أن المجتمع السويدي مازال يواجه ظاهرة العنف ضد المرأة، إلا إنه عمل بقوة على مواجهة هذه المشكلة من خلال التشريعات الكافية، وإيواء الضحايا، وإعادة تأهيل الناجيات من العنف والمعتدين ، ومساعدة الضحايا على بدء حياة جديدة في حالة الحاجة لذلك.
ويعد النموذج السويدي للتعامل مع العنف ضد المرأة حلًا متطورًا، حيث أوجد المجتمع نهجًا شاملًا ولغة محددة للحديث عن العنف ضد المرأة، وستوفر هذه الزيارة الدراسية إلى السويد منصة قيمة لتبادل الخبرات ودراسة كيف تعمل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية معًا للتخفيف من معاناة النساء اللاتي تعرضن للعنف.
كما سيتبادل المشاركون الأفكار حول الهياكل المجتمعية والدعم اللازمين لمساعدة الضحايا والمعتدين بشكل شامل وبنّاء. وستؤدي هذه الجولة الدراسية أيضًا إلى بناء شبكة للتواصل بين العاملين في هذا المجال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمهيدًا لإستمرار التحاور وتبادل الخبرات.