اعلن اليوم نيافة الانبا انجيلوس اسقف كنائس شبرا الشمالية فى اجتماعه لاول مرة مع الخدام و الخادمات بكنيسة مارمرقس بشبرا بانه سيتم سيامة ثلاث خدام تم ترشيحهم من قبل رعاة الكنيسة وفقا لما نصت عليه اللائحة لينالوا شرف الكهنوت ليصبحوا رعاة للكنيسة , و ذلك نظرا لاحتياج الخدمة و اتساع شعبها و من ثم فاصبحت الحاجة ماسة لسيامة كهنة جدد لمهمة افتقاد الشعب فى ظل الشكاوى العديدة بشأن عدم الافتقاد ليس عن اهمال أو تقصير و انما للعدد الهائل من الشعب , مؤكدا ان سيتم تخصيص الكهنة الجدد لخدمة الافتقاد بجانب الاجتماعات و القداسات فقط لا غير لمدة خمس سنوات يظل هؤلاء الكهنة بعيدا عن خدمة الاعتراف للتفرغ لخدمة الافتقاد .
و ذكر نيافة الانبا انجيلوس اسماء و مؤهل و وظيفة كل من الخدام المرشحين و هم ايهاب نجيب حنا و ماجد محفوظ شحاته و ماهر منير و سأل الخدام و الخادمات على مدى الموافقة على هؤلاء المرشحين من عدمه , فأجاب الجميع بالتأييد و الموافقة . و اوضح نيافته انه فى حالة وجود أى اعتراضات بشأن احدهم , فعلى المتقدم بالشكوى تسجيل اعتراضه بالمستندات مع كتابة اسم المتقدم بالاعتراض ثلاثيا و رقم تليفونه لفحص تلك الطعون بدقه و الا اعتبر الاعتراض واهى و لم يكن .
هذا و اعطى نيافة الانبا انجيلوس كلمة منفعة لابنائه الخدام و الخادمات لاسيما و هم فى بداية سنة جديدة للخدمة كرسالة من أب روحى لابنائه , معطيا اياهم وصايا عشر للخادم و الخادمة الامينة ليقييم كل خادم نفسه هل تخدم بدافع محبة ربنا يسوع المسيح أم هناك دافع خفى ؟ . و لعل بدأ كلمته بقراءة جزء من الكتاب المقدس من انجيل معلمنا يوحنا 21 : 15 ليوضح كيف أكد السيد المسيح دعوة بطرس للخدمة حينما سأله ثلاث مرات ذات السؤال ” فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبنى أكثر من هؤلاء. قال له نعم يارب أنت تعلم أنى أحبك قال له ارع خرافى . قال له ايضا ثانية يا سمعان بن يونا أتحبنى قال له نعم يارب أنت تعلم أنى احبك قال له ارع غنمى . قال له ثالثة يا سمعان بن يونا أتحبنى . فحزن بطرس لانه قال له ثالثة أتحبنى فقال له يارب انت تعلم كل شىء انت تعرف انى احبك قال له يسوع ارع غنمى ” هنا نجد رسالة السيد المسيح لبطرس انه يرعى خرافه و غنمه بدافع الحنية و الشفقة و الرحمة نحو خراف المسيح و بالاخص الضعفاء و الصغار منهم .
ذكر الانبا انجيلوس ان الوصية الاولى لكل من الخدام ” تأكد من دعوتك ” أما الثانية ” تتلمذ باستمرار ” اعتبر نفسك دائما انك تلميذ , اوعى تفتكر انك مرشد روحى أ انك مسئول عن فصل خدمة فنحن جميعا تلاميذ فى حقل السيد المسيح حتى الاسقف و لعل الرسل كانوا تلاميذه ايضا للسيد المسيح فنبغى علينا ان نحتفظ بعقل و قلب التلميذ بحيث يقبل التعديل و التغيير و التوبيخ و التوجيه , فهذه التلمذة تجعلك فى نمو دائم .
الوصية الثالثة : ” جهاد ضد الذات و الانانية ” : المشكلة ان الخادم يصبح متغافل عن الاسباب التى تجعاه انانى و الخادم الامين هو من لا يخجل من كشف ذاته امام نفسه و لا يخجل من كشف خطيته ايضا فى المقابل نجد الخادم الغافل دائما يجدد مبرر له ليصبح بلا لوم رغم ان شخص السيد المسيح وحده هو الذى بلا لوم و بالتالى الخادم الامين لا يجد غضاضه انه يعترف بخطيته و يتوب .
و عن الوصية الرابعة فهى ممثلة فى ” البذل المستمر ” فالخدمة ليست مجرد اعطاء معلومة , فالقنوات الفضائية الدينية متاحة و تقدم جرعة دينية كبيرة الى جانب الانترنت ايضا الخدمة ليست هى عمل الرحمة فقط و انما هى رباط ابوى ما بين الخادم و المخدوم كما نرى فى رسائل بولس الرسول فى ( غلا 4 : 19 ) ” يا اولادى الذين أتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم ” ايضا فى الرسالة الاولى الى اهل تسالونيكى الاصحاح الثانى آية 7 ” بل كنا مترفقين فى وسطكم كما تربى المرضعة أولادها ” و فى الرسالة لاهل فيلبى آية 1 ” اذا يا اخوتى الاحباء و المشتاق اليهم يا سرورى و اكليلى أثبتوا هكذا فى الرب أيها الاحباء ” هنا البذل و الجهد و الالم و و لكى يبذل الخادم نفسه لابد ان يكون ممتلىء لنفسه اولا لكى يفيض على الاخرين .. يمتلىء كل يوم و كل لحظة حتى لا ” يفلس بسرعة “
الوصية الخامسة : ” الجرأة و المجاهرة ” حتى لا تصبح خدمة جبانة و غير مستعدة للخسارة لنجد من منا يهرب و يترك الخدمة اذا ما استفاد منها فى شىء فى نفس الوقت نجد الخدمة الناجحة دافعها الحب لتصبح خدمة شجاعة لا يهمها الخسارة لانها مكسب .. الخادم ينبغى عليه ان تكون لديه شجاعة و مجاهرة بفم مفتوح و ذذات تحمل لان المحبة الالهية تنسى الخادم نفسه و تجعل له الخسارة ربحا , لكن هناك مجاهرة كاذبة مصدرها ليس الحب و انما الذات , يطمح فى أخذ مكانة هنا علينا الحذر لان كثير من الخدام يرغبون فى اخذ مكانة و مركز و ليس رسالة و بالتالى فالمجاهرة المقصودة هى ما قاله الرسل ط لا يمكننا الا نتكلم الا بما سمعنا بالحق الالهى ” هنا المجاهرة تكون وديعة و سالمة كالمحبة ليس فيها غضب أو تقبيح , مجاهرة يسندها قلب متضع بعيون باكية .
و بالنسبة للوصية السادسة : ” عدم المحاباة ” كثيرا ما كثر الحديث على الصعيد السياسى كوته للمرأة و الاقباط كتمييز ايجابى , ايضا نجد فى الكنيسة محاباة مطلوبة للغلابة و المظلومين .. هذه المحاباه لمسناها مع السيد المسيح حينما كان محبا للعشارين و الخطاة , ترك ال 99 كى يبحث عن الضال هذه محاباه مقبولة . اما المحاباة المرفوضة التى تجنح نحو الاغنياء أو محاباة لمخدوم على حساب آخر , هنا على المخدوم ان يتوب سريعا بكونه بحاجة للشفاء . ايضا محاباة الرؤساء كالتقرب من كهنة أو أمين اسرة أو امين قطاع طمعا فى مكانة بعينها لينطبق عليه قول بولس الرسول ” ارضى جميع الناس فلست عبدا للمسيح “
كما أوضح نيافة الانبا انجيلوس ان الوصية السابعة ممثلة فى ” بساطة الروح ” و هنا على الخادم ان يصلى قبل الخدمة لكى يمسح كلماته بمسحة الروح القدس كما يجب ان يكون كلامه مختبرا كما جاء فى رسالة بولس الرسول الى أهل رومية الاصحاح 15 : 18 ” لانى لا أجسر أن اتكلم عن شىء مما لم يفعله المسيح بواسطتى لاجل اطاعة الامم بالقول و الفعل “
اما الوصية الثامنة : ” المشاركة الروحية ” هنا الخدمة ليست تعليم أو وعظ فقط و انما خدمة على مثال ابونا بيشوى كامل و ابونا ميخائيل ابراهيم يأخذ الخاطىء من الظلمة للنور و من الموت الى الحياة , فالخادم لا ينجح فى رفع المخدوم من منطقة اليأس الا اذا كان مسند بالايمان و الحب ليدخل معه الى العمق ليأخذه بالرجاء كى يصعد به و هنا ضرورة ان يشعر الخادم بالمخدوم .
و عن الوصية التاسعة قال الانبا انجيلوس انها ” الاحساس الدائم بالضعف ” ليشعر انه انسان دائما تحت الضعف , فالخادم الذى يظهر بمظهر الضعف و يعطى المجد لربنا هنا يجعل من مخدوميه يضعونه فى صورته الحقيقية و يقدرون ضعفاته , و من ثم ينسب كل نجاح فى الخدمة لعمل الله و من ثم تعود الكرامة لصاحبها الوحيد .
و اخيرا الوصية العاشرة : ” الاتحاد مع باقى الخدام ” كما فى ( يو 13 : 35 ) حينما قال السيد المسيح لتلاميذه ” بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذى ان كان لكم حب بعضا لبعض ” بسبب مشاحنات داخلية ” الشعب ضائع ” لذا ليرى الناس المحبة فيكم من قلب طاهر بشدة .