السما مفتوحة الأبواب…والأرض منزوعة الرحمة تشب فوق جبال المآسي تلقي نظرة ثم تعود بخيبة الأمل…تري الأبواب موصدة…وهي في الأصل لاتري…المسكونة تئن…تلوم السماء…تجاهد من أجل البقاء…تعثر…تسقط في اليأس أحيانا وأحيانا في التذكر والسخط والقسوة…فما رأت الخير حين سعت إليه,وما طالت الأمل حينما اشتاقت إليه…فيبقي المقهورون مقهورين والمحرومون محرومين والمتألمون متألمين…والمتعالون متعالين…ويبقي في كل الأحوال الله كبير.
نعم الله كبير فوق التجارب…فمن ينصت لآلام الناس وهم يتساءلون عن سبب البلاء…من يسمعلماذا يا ربعلي ألسنتهم؟من يلمس حرارة دمعات تقفز من أعينهم يصرخ معهم لماذا يارب؟جاءني أحدهم للمرة الأخيرة بعدما أضناه الطواف علي المستشفيات والتأمين الصحي والأطباء…أنه والد سارة…جاء ممسكا بالكتاب المقدس وظل يتلو علي مسامعي:إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص…ولم تثقل أذنه عن أن تسمع…ثم رفع بصره عن الكتاب وتطلع في وجهي فاجبته:أمين..الله كبير…عاد ليقرأ:بل اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وأغلق الكتاب وتطلع مرة إخري في وجهي…بصوت خافت تقاطعت معه أوجاع صارت مزمنة علي ضناه:ماذا فعلت ابنتي سارة حتي لاينفذها الله؟ماهي خطيتها التي حالت بينها وبين رحمته؟ولم تزل ابنة خمس سنوات حينما بدأت رحلة عذابها…والآن عمرها سبع سنوات ….معرضة للموت خلال شهور قليلة…ألم يكن ذلك هو كلام الكتاب؟
أجبته:نعم..لكن ألم تقرأ فيه سوي هذه الجملة؟ألم تقرأ كلامه حينما قال:من اغتصاب المساكين من صرخة البائسين الآن أقوم يقول الرب للإنسان تدابير القلب وللرب جواب اللسان…سلم ابنتك إلي الله…الله كبير…فهو قادر مثلما سمح بالتجربة أن يجد لها منفذا عبر محبيه الذين يمدون أياديهم للمعوزين فلترمي تكالك عليه…الله كبير.
سارة وسباق الموت
تركني الرجل لاكتب إليكم مرة أخري عن ابنته لكنني اعترف إن الإحباط أصابني..سارة الطفلة ذات السبع سنوات تقف بمفردها تواجه الحياة ولطماتها…بعد أن زلزل القدر الدنيا أسفل قدميها…وفشلت جراحة المثانة التي أجريت لها في قصر العيني منذ شهور في محاولة لتشغيل عضلات المثانة المصابة بشلل..فأصيبت بفشل في إحدي كليتيها وتتعرض الأخري لذات المصير…سارة تسير حاملة كيس البول المتدلي فوق كتفها القسطرة…موصولا ببنطالها….لاتلهو مثل الأطفال…لاتبتسم ابدا..فكل مايدور هي علي علم به…من آن لآخر تسال:هو أنا لو ماسافرتش وعملت العملية زي ماقالوا هاموت؟…سارة مع الموت في سباق…براءتها تنازله…وجنونه يلاحق طفولتها…لكن للأسف لانملك إلا الانتظار الذي طال جدا فمنذ أن نشرنا عنها لم تردنا أية تفاعلات تذكر يمكن أن نتحرك علي أساسها ولم تردنا حتي توصيات من القراء بأطباء يمكنهم المساعدة… سنطرق بابا جديدا هو المستشفيات العسكرية ربما نجد هناك أملا لحالة الطفلة.
كلية أم
في طابور جديد من الانتظار يقف الشاب ذو الـ25عاما لديه طفلتين…الذي كتبنا عنه الأسبوع الماضي…أصيب بفشل كلوي تام…لم ييأس واستمر في غسل الكلي لمدة8شهور…لكن الوضع زاد سوء بعدما اضطر إلي البقاء في المنزل بلا عمل…فغسيل الكلي ثلاث مرات أسبوعيا…أي عمل سيقبل به وهو غير قادر وغير متفرغ…فأما أن يتفرغ للعمل وإعالة بيته أو يتفرغ للغسل الكلوي الذي يدمر حياة البشر كل الحالات التي عاصرناها..هذا الشاب فرصته في الحياة أكبر…إذ تبرعت له والدته بكليتها ويتبقي فقط مبلغ يتراوح مابين 55إلي60ألف جنيه تكلفة العقاقير والزراعة والمستشفي بعد جميع الخصومات, لكن يبدو أن تكرار المآسي صلب قلوب المحبين للخير فما أجابنا احد…يبدو أن الماسي أكبر من الخير…والهموم أكبر من الاستيعاب …والمرضي أكثر من الأصحاء…والفقراء أكثر بكثير من القادرين.
زارني الشاب للمرة الثالثة علي التوالي خلال أسبوعين…يسأل عن مصيره…لم أجد ردا سويالله كبير …كانت تمزقني نظراته وهو يحاول انتزاع أي وعد يبث في نفسه الأمل…وأنا عاجزة إلا عن الانتظار…أرسل الرسائل إلي الخيرين…أو من أتوسم فيهم ذلك…وانتظر الرد فربما يقرأون أو يعبرون عليها دون رؤية أو لايرون…وربما يتفاعلون…هكذا ابلغته…انصرف عني في صمت…الخجل يلفني لكن ماذا بيدي وأنا مثله حبيسة بين جبال الانتظار أرفع هامتي للسماء واتلوها مرات ومراتالله كبير.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
1500 جنيه طالب شفاعة الأنبا إبرآم
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1500 جنيه من يدك وأعطيناك
5000 جنيه من يدك وأعطيناك
2500 جنيه طالبة شفاعة العذراء والأنبا كاراس والأنبا موسي الأسود
450 جنيها علي روح المرحوم سعيد ونس