ومياه المنيا : انقطاع التيار الكهربائي هو السبب
سيطرت حالة من الغضب علي أهالي قرية “دير البرشا” الواقعة شرق النيل بمركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، بسبب انقطاع المياه عن منازل القرية، فترات تتراوح ما بين 16 إلي 20 ساعة يوميا، وأكد الأهالي أن المشكلة جديدة علي القرية لم تظهر إلا منذ عدة أسابيع، وتفاقمت بشكل كارثي خلال الأسبوعين الماضيين.
وأكد عدد من أهالي القرية أن المشكلة مفتعلة، ملمحين لمجاملة مسئولي المياه بمركز ملوي للقرى المجاورة لقرية”دير البرشا”، مع بدء موسم العطش الصيفي، وأشار عدد منهم لتقدمهم بشكاوي وتوجه وفود منهم لمسئولي المياه بمركز ملوي دون جدوى، بينما أكد رئيس مجلس إدارة شركة المياه بالمنيا أن المشكلة سببها قصور في الكهرباء، وهو ما تضطر معه محطات المياه لتوزيع مياهها بالمناوبة بين القري لتوفر المياه للجميع في وقت تذبذب التيار الكهربائي
وقال جورج وليم ، 42 سنة مدرس من أهالي قرية “دير البرشا”، أن القرية يقطنها ما يقرب من 30 ألف نسمة، وأن المعاناة تشمل منازل القرية بأكملها دون استثناء، مؤكدا أن مشكلة انقطاع المياه لم تظهر في أعوام سابقة ولا حتي في مواسم الصيف، لافتا إلي أن بعض موظفي المياه اعترفوا لوفد من أهالي القرية أنهم يقومون بتحويل المياه لقري مجاورة لتحسين مستوي المياه لدي تلك القري.
وأضاف وليم أن المشكلة بدأت قبل ثلاثة أسابيع بضعف شديد بتيار المياه، وقبل نحو عشرة أيام فوجئ أهالي القرية بانقطاعها تماما خلال ساعات النهار، دون وجود أعطال أو أعمال صيانة، ولا تعود المياه إلا مع حلول منتصف الليل كقطرات ضعيفة تقوي كتيار عادي في الرابعة صباحا.
وأكد وليم أن الأزمة اضطرت أهالي القرية للجوء للطلمبات الحبشية والآبار الارتوازية الموجودة بالحقول، لتخزين المياه ونقلها عبر الجراكن لاستخدامها في المتطلبات الحياتية اليومية وهو ما ترتب عليه إصابة العشرات بالنزلات المعوية والاشتباه بالتيفود .
وشدد وليم علي أن مياه الطلمبات والآبار الارتوازية مختلطة بمياه الصرف لعدم وجود نظام صرف صحي بالقرية، لذا تعتمد المنازل في الصرف علي “طرانشات” وبيارات المنازل التي تصرف المخلفات والصرف الصحي جوفا بأعماق التربة لتختلط بمخزون المياه الجوفية الذي أجبرت تدابير هيئة المياه الأهالي علي اللجوء له بما يهدد صحة الآلاف من سكان القرية .
وقال سعيد وليم ، 41 سنة صياد، أن المياه تنقطع تماما عن منازل القرية في السادسة صباحا، ولا تعود قبل الرابعة من صباح اليوم التالي، وهو ما أجبر الأهالي علي تسخير جهودهم لتخزين المياه خلال الساعتيت التي ينتظم بهما تيار المياه، وهو ما زاد من تفاقم الأزمة لقيام جميع المنازل بالتخزين الاضطراري في وقت واحد مما يفشل عملية التخزين ويجبر مواطني القرية علي الشرب من الطلمبات المميتة للأهالي ، مشيرا لكون مياه الطلمبات عسرة وذات رائحة نفاذة ومنفرة ومع ذلك يشرب منها الأطفال تجنبا للموت عطشا .
وكشف وليم أن القرية حرمت من الخبز بسبب أزمة المياه، بعد أن عجز بعض مخابز القرية عن تخزين المياه ورفض القائمين عليها عجن الدقيق بالمياه الجوفية خوفا علي صحة الأهالي .
وقال فالح صالح موسي، 40 سنة سائق ، أن ضعف تيار الكهرباء يبطئ من ماكينات الرفع بمحطة المياه، التي تلجأ لماكينات رفع تعمل بالسولار ، وبسبب ذلك تعود المياه ساعات محدودة في الفجر بشكل ضعيف جدا لدرجة أن المنازل المبنية حديثا والتي يرتفع مستواها عن سطح الشارع لا تصلها المياه ولا حتى في الفجر .
من جانبه قال الدكتور إبراهيم خالد، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا :
إن هناك قصورا في الكهرباء مما يترتب عليه فصل التيار عن نسبة كبيرة من محطات المياه، خاصة الموجودة بالريف وهذا الفصل ليس نابع من شركة الكهرباء بالمنيا إنما فصل مركزي اضطراري .
وأضاف خالد أن محطات المياه بالقرى تغذي كل منها عدة قري في آن واحد، وأنه ومع عودة التيار الكهربائي، وإعادة تشغيل المحطة تتوزع كميات المياه المتواجد بالمناوبة بين القرى التي تغذيها كل محطة.
وأوضح خالد أن هذه الطريقة متبعة للتهوين من الأزمة لحين إيجاد حل يسمح بانتظام الكهرباء، لافتا أن هناك توجها لشراء مولدات للمحطات التي تعاني من تكرار فصل التيار الكهربائي .
وكشف أن هناك محطة جديدة بقرية معصرة ملوي ستفتتح قريبا، لتحل أزمة كل هذه القرى قريبا وتوفر مزيدا من المياه النقية بضغط مناسب يصل لقري مركز ملوي .