تقول صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إنه بعد استمرار الهدوء لنحو ثلاثة أشهر، غرقت “بانجي” مجددًا في العنف، فقد تظاهر الآلاف من الأشخاص في وسط المدينة مرددين هتافات معادية للرئيسة “كاثرين سامبا- بانزا”، كما تظاهرت مجموعات أخرى، بالقرب من المطار، ضد الجنود البورونديين المشاركين في القوة الإفريقية لحفظ السلام
ومنذ عدة أيام، قطعت قوات “مناهضي بالاكا” المسيحية، بالاشتراك مع بعض المواطنين الغاضبين، الشوارع الرئيسية للمدينة متهمة “المسلمين” بإثارة الذعر.
وترى الصحيفة أن الهجوم على كنيسة “نوتردام دي فاتيما” أثار موجة جديدة من الكراهية.
ووفقًا لشهود عيان، فإن مسلحين هاجموا الكنيسة متسببين في مقتل نحو 15 شخصا من بينهم الكاهن “بول أميل نزالي” وإصابة العشرات، إلا أن المسئولين عن الحادث لا يزالون مجهولين حتى الآن، ولكن العديد من الناس يعتقدون أنهم من المسلمين المتطرفين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الأجواء من الانتقام تقوض كل احتمالات المصالحة، وبالتالي السلام، وفي محاولة لاستعادة السيطرة، ألقت “سامبا- بانزا” خطابًا في الإذاعة، وصفت فيه الهجوم على الكنيسة بـ “العمل الإرهابي” وطالبت المتظاهرين بـ “إزالة المتاريس” التي تغلق الشوارع.
ويقول أحد السياسيين من إفريقيا الوسطى “لا يوجد شيء عفوي هنا، فالمتطرفون من كلا الجانبين يعملون على تقويض العودة إلى الوضع الطبيعي، وهذا أمر مقلق”.
ومن جانبه قال عثمان أباكار، المتحدث باسم الجالية المسلمة في بانغي، لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء “على مدار ستة أشهر كنّا نحن من تعرّضنا للعنف وتدمير مساجدنا ، منددا بالهجوم على كنيسة فاطيما، غير أنه قال إن المسلمين المحليين ليسوا مسؤولين عن الهجوم الذى راح ضحيته حوالى 15 شخصاً.
وقال جوناس بيكس، أحد قساوسة الكنيسة، لهيئة الإذاعة البريطانية إن قوات حفظ السلام وصلت متأخرة جداً لوقف أعمال القتل ، وطلبت قوات حفظ السلام الفرنسية والأفريقية، لكنّ الجنود البورونديين (ضمن قوات حفظ السلام) وصلوا متأخرين جدًا. وكل ما تبقى لهم ليفعلوه هو جمع الجثث والجرحى ونقلهم إلى الكنيسة”.
ومن الجدير بالذكر ان هناك معارك ضارية تدور بين متمردي السيليكا وأغلبهم من المسلمين وبين مقاتلين من أغلبية مسيحية. ويوجد للاتحاد الأفريقي وفرنسا والاتحاد الأوروبي حوالي 7 آلاف جندي يكافحون لإنهاء الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى.