الزمان: الثامن من يونية 2014
المكان: المحكمة الدستورية العليا
الحدث: تنصيب عبد الفتاح السيسى .. رئيسا لمصر
الحدث الموازي: مرحلة تاريخية جديدة
عندما حانت الساعة التاسعة من مساء اليوم الأحد الثامن من يونية 2014 بدقات القاهرة التاريخية عاصمة مصر العربية, تم تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد بقصر القبة, بعد أدائه لليمين الدستورية بمقر المحكمة الدستورية العليا بالمعادي أمام أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة, وقام عدلي منصور بصفته السياسية كرئيس مؤقت بتسليم مهام المنصب للرئيس المنتخب في احتفالية كبري بحضور عدد كبير من ملوك ورؤساء الدول العربية والأجنبية لتبدأ مصر مرحلة جديدة في تاريخها الحديث.
وقد جاءت ردود الفعل الدولية حول فوز السيسى ايجابية ، فالرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” يرى في قائد الجيش الفريق أول “عبدالفتاح السيسي” الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والقادر على قيادة مصر واعادة العلاقات مع روسيا، والخروج بالبلاد من الهيمنة الأمريكية.
أيضا قال وزير الشئون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسى “لوران فابيوس ” إن فرنسا تعرب عن تمنياتها بالتوفيق والنجاح للمشيرعبد الفتاح السيسى فى مهامه الرفيعة الجديدة بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية بمصر.
وأكد فابيوس أن بلاده اطلعت على عملية الاقتراع التى جرت على مدار ثلاثة أيام بمصر فى مناخ وصفه بالهادئ.. مشددا على أن فرنسا تشجع مصر على مواصلة عملية الانتقال السياسى نحو مؤسسات مدنية تحترم دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات العامة.
أيضا أكد الرئيس الأمريكى “باراك أوباما” أن العلاقات تقوم على المصلحة المشتركة مع مصر ،و لم ينقطع أى تواصل مع الحكومة المصرية
الرئيس ..والعقيدة الفكرية
“..إن ما حصلتم عليه اليوم في تلك اللحظة الدقيقة والفارقة من عمر الوطن من استحقاق رئاسي كثاني استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوي الوطنية المصرية جاء كنتيجة مستحقة لما قدمتموه من تضحيات علي مدار ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونية, استهدفتم فيها تحقيق العيش الكريم والحرية والكرامة…”
هكذا تكلم الرئيس السيسي فور إعلان فوزه مخاطبا الشعب المصري والقارئ لهذا الخطاب الذي لم يستغرق سوي دقائق معدودات, ولحواراته أيضا في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية يقف علي عدة حقائق:
أولا: حان وقت العمل هذا ما ردده أكثر من مرة فلم يطرح آمالا وردية بعيدة المنال, بل جعل الشعب جزءا لا يتجزأ من تحقيق الأمل المنشود, وفي استخدامه “.نحن” قرب المسافة بين الشعب وبين الحاكم.. فليس هناك مكان للتعالي أو التميز.. إنها لحمة واحدة.
ثانيا: هذه اللحمة نلمسها عن قرب من كون السيسي منقذا للشعب المصري من وباء يدعي ”حكم الإخوان”, السيسي هو البطل المظفر الذي وقف ضد الريح في مواجهة العالم الخارجي من أجل انتمائه لهذا الشعب, فهو الذي سبق وقال ما نصه: ”أي مروءة ممكن نعيش بها كضباط في الجيش لما نشعر أن الشعب المصري كله مروع و خايف, إحنا نروح نموت أحسن..” حدث هذا يوم السبت 24 يونية عام 2013, وقد كررها بعد ذلك فى حوارات عديدة.. علي ما كان هذا الفعل النبيل قد يكلفه من مخاطر تحدق به لا محالة.. وقاه ووقانا الله منها.
ثالثا :الرئيس السيسي يحمل عبق التاريخ, فهو الذي نشأ في حي الجمالية بالقاهرة, هذا الحي الذي أنجب الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ.. هذا الحي الذي يحمل عبق التاريخ والذكريات الحلوة.. حيث يعيش شعب مصر متحابا.. اليهودي والمسيحي والمسلم.. هنا ولد السيسي وتربي سنواته الأولي بين المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي..هنا ولد السيسي وتربي سنواته الأولي, , وتفتح عقله وفؤاده علي الحب الكبير… ذكريات الرجل الذي قال لزوجته: ”إذا نجحت في الثانوية العامة والتحقت بالكلية الحربية سأتقدم للزواج منك..”. وقد كان.. وعندما انتقل ليبدأ الحياة مع أسرته الجديدة في حي مدينة نصر الهادئ, اصطحب معه عبق كل هذه الحياة المصرية الحلوة.
رابعا: عندما سئل السيسي عما إذا كان سيؤسس حزبا سياسيا حال كونه أصبح حاكما للبلاد, أكد أنه لن يؤسس أي تيار أو حزب سياسي بل انتماؤه دائما للظهير الشعبي, وهذا يصل بنا إلي نتيجة مفادها عدم انتمائه لجماعة أو فئة محددة بل انتمائه للشعب المصري..
خامسا :كيف يتألم جزء من نسيج الوطن؟! هذا ما قاله المشير معبرا عن مشاكل وهموم الأقباط, الذين لم يلقوا بالا للجان والبعثات الغربية الخاصة بتقصي الحقائق عن الملف القبطي… ولم لا؟ وعلي رأس الكنيسة البابا تواضروس الثاني, الذي لم يتقدم بأية شكوي (علي حد قول السيسي نصا), بل قال يوما بعد يوم حرق الكنائس في فترة حكم الإخوان وما بعدها: ” كلنا فداء لمصر…”
سادسا: أيضا يطرح حوار السيسي نقطة غاية في الخطورة, ألا وهي الخطاب الديني وضرورة تطويره لتصل في النهاية إلي المفهوم الصحيح للدين الذي لا ينفصل بحال من الأحوال عن طبيعة المجتمع المصري بمسلميه ومسيحييه بل وربما اليهود أيضا, وفي هذا دلالة مهمة جدا خاصة بعد انقضاء حكم الإخوان وما عانيناه في العام الماضي من أفعال عديدة ترتكب باسم الدين والدين منها براء.. وهنا ينبغي أن نعود بالذاكرة إلي حقبة التسعينيات من القرن الماضي ومذابح الإرهاب الأسود التي نالت من السياحة والكنائس وذوي الفكر الحر.. إلا أنها لم ولن تنل أبدا من وحدة وأصالة الشعب المصري..
تاريخ من النضال
عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي (19نوفمبر 1954), ومسقط رأسه الجمالية, محافظة القاهرة, سياسي مصري وقائد عسكري سابق, كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12أغسطس 2012 حتي استقالته في 26مارس 2014 للترشح للرئاسة, وقد سبقه محمد حسين طنطاوي وخلفه صدقي صبحي, وقد شغل هذا المنصب في عهد حكومات هشام قنديل, حازم الببلاوي, إبراهيم محلب, والنائب الأول لرئيس وزراء مصر (16يوليو 2013- 26 مارس 2014).
تخرج في الكلية الحربية عام 1977, وعمل في سلاح المشاة (1أبريل 1977- 26مارس 2014), وعين قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية, الفرقة ال23 مشاة ميكانيكية, فبراير 2008- يناير 2010 سبقه حسن الرويني خلفه نبيل فهمي.
تولي منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع (3يناير 2010- 12أغسطس 2012) سبقه مراد موافي وخلفه محمود حجازي.
في 3يوليو 2013 سقط نظام الرئيس السابق محمد مرسي عقب مظاهرات 30يونية الماضي التي طالبت برحيله, وتم إعلان عدة إجراءات صحبت ذلك عرفت بخارطة الطريق التي أيدها المتظاهرون تأييدا لمطالب شعبية.
بدأ عبد الفتاح السيسى رئيس مصر حياته العسكرية عام 1970 كطالب في المدرسة الثانوية الجوية وتخرج من الكلية الحربية المصرية عام 1977 حاصلا على درجة البكالوريوس.
حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987.
ثم درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بنفس التخصص.حصل أيضا على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003.وعلى زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.
قام خلال فترة حكم المجلس العسكري بعدة أدواروكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة
وخلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في 12 أغسطس 2012، أصدر الرئيس آنذاك محمد مرسي قرارا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان وقتها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع.
أما خلال فترة حكم الرئيس عدلي منصور
ففي 27 يناير 2014 تمت ترقيته لرتبة مشير بقرار من الرئيس عدلي منصور, وكان قد سبقه اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن فيه أنه يوافق على “التكليف الشعبي” لوزير الدفاع وقتها عبدالفتاح السيسي بالترشح للرئاسة. في 26 مارس 2014 أعلن رسميا استقالته من منصبه وترشيح نفسه لإنتخابات رئاسة الجمهورية 2014 وذلك بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حضره الرئيس عدلي منصور، وتمت أثناءه ترقية الفريق صدقي صبحي الى فريق أول وتم تعيينه وزيرا للدفاع خليفة للسيسي في اليوم التالي
وعن ترشحه لرئاسة الجمهورية
ففي 26 مارس 2014 أعلن عبد الفتاح السيسي عن استقالته من منصبه كوزير للدفاع والترشح رسميًا في انتخابات رئاسة الجمهورية 2014 ، وتقدم في أبريل بأوراق ترشيحه رسميًا و الذي تضمن نحو 188 ألف توكيل من المواطنين، وبعد غلق باب الترشح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن وقوع المنافسة بين السيسي وحمدين صباحي فقط في الانتخابات التي قد أجريت يومي 26 و27 مايو الماضى
ومن الوظائف التى شغلها فى حياته المهنية:
رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع.
قائد كتيبة مشاة ميكانيكية.
ملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية.
قائد لواء مشاة ميكانيكية.
قائد فرقة مشاة ميكانيكية (الفرقة الثانية).
رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية.
قائد المنطقة الشمالية العسكرية.
مدير المخابرات الحربية والاستطلاع.
القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع.
وعن حياته الشخصية فهو متزوج وله 4 أبناء بينهم ابنة واحدة.
من المعارك والحروب التى خاضها : حرب الخليج الثانية و الإرهاب في سيناء
جدير بالذكر أن رئيس مصر حصل على عدة تكريمات حيث نال عددا من الأوسمة والأنواط والميداليات :
ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998.
نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005.
نوط الخدمة الممتازة 2007.
ميدالية 25 يناير 2012.
نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي 2012.
هذا هو المشير عبد الفتاح السيسي رئيس مصر المنتخب بأغلبية ساحقة من الشعب الصرى ، وهذا قبس من فكره وتاريخ نضاله الوطنى .. تحيا مصر حرة مستقلة …