اختتم المؤتمر الخامس للتضامن القبطى جلساته لليوم الثانى على التوالى فى واشنطن العاصمة الامريكية .. بعد أن عقد جلسات اليوم الاول فى الكونجرس الامريكى .. كان محور الجلسة الاولى عن معاناة مسيحيي سوريا و العراق و لبنان .. أما الجلسة الثانية فتناولت الاقليات بشكل عام .. و الجلسة الثالثة كانت نقاشا مفتوحا.
مظلوم مروجى ممثل مجلس الشعب الكلدانى السريانى الاشورى فى كندا و هو عراقى الجنسية يقول :” فى العراق حدث ما لم يحدث فى التاريخ كله ففى عشرة ايام كان عدد النازحين من الموصل و تكريت ما بين 50 إلى 75 ألف شخص .. و لم يقف الى جوارهم إلا الاكراد و نطلب من الامم المتحدة حماية اهلنا فى سهل نيينوى و ارسال مساعدات سريعة لاقليم كردستان الذى يحميهم و فتح الابواب امامهم و تأمين حياتهم”.
أما الكاتب الصحفى وليم ويصا فعبر عن قلقه الشديد ازاء تردى الاوضاع تجاه حقوق الاقباط فى مصر .. و غياب دولة القانون و سيادة ما يطلق عليه الصلح العرفى و الذى اسماه وليم ” الذل العرفى ” .. فى اشارة منه إلى انهيار دولة القانون و تفشى ثقافة الانتقام من اصحاب الهويات الدينية المنظور لها أنها الاقلية ..
وعن التهجير قال ويصا موضحا :” وصل التهجير فى مصر إلى حد ظاهرة التى بدأت تزحف على القاهرة العاصمة .. فتتم جلسات الصلح العرفية بمباركة امنية ( يقصد المطرية) ..و لنا مثالا فى واقعة الشاب القبطى الذى قتل شاب مسلم .. لماذا لم تتم محاكمة الشاب القبطى.. و يتم تطبيق القانون على الجميع ؟ .. و ينال القصاص المناسب ان اخطأ .. لكن أن يتم التعتيم على الموضوع و تصمت الاجهزة تماما .. ثم يطلبون منه مائة ناقة و تقديم الاكفان و ترك منازلهم هم و ذويهم فهو امر يندرج تحت عنوان لا مسمى له إلا غياب الدولة “..
وأوضح أن الازمة الكبرى أن “الاعلام الغربى يتعمد الصمت ..و كذلك الانظمة الغربية .. فامريكا و فرنسا يخشون الحديث عن حقوق الاقباط فى مصر حتى لا يتهمهم البعض أنهم موالون لاصحاب نفس ديانتهم” .
وليد فارس استاذ جامعى لبنانى امريكى و يشغل منصب مستشار الكونجرس لقضايا الارهاب فقال :” يوجد لوبى اسلامى – غير معتدل – شديد التكتل فى واشنطن يؤثر على صنع القرار .. و الازمة أن الشعب يحاول الحل منفردا منفصلا عن الحكومات ..كل مجموعة ترى مشكلتها هى الاكبر و الكل يعمل فى مجموعات كجزر معزولة عن بعضها البعض .. لكن أن انضم هؤلاء لبعضهم البعض سيكون الوضع مختلفا .. لأن الواقع أن المشكلة الاكبر و المشتركة و سبب جميع المشكلات الاخرى الفرعية هى وضع المسيحيين فى الشرق الاوسط .”
اما عن الحلول فيرى وليد فارس أن هناك مستوويين من الحلول موضحا :” هناك حلا على مستوى التعاون بين الانظمة و المستوى الثانى على مستوى التعاون بين منظمات المجتمع المدنى عليها ان تتكون لوبى يرفع صوته بالمطالب و الحقوق و يعلن عن آلامه و متاعبه .. و يصل بها الى الامم المتحدة .. عبر القنوات المرسومة فى لوائح و قواعد الامم المتحدة ,.. و هو امر يحتاج إلى تكاتف و استمرارية يجب ألا تتوقف” .
و عن مستقبل الشرق الاوسط تحدث الدكتور عصام عبدالله أستاذ الفلسفة قائلا :” المجتمع الدولي يتلاعب بأقدار المنطقة وشعوبها! حتى اسرائيل صارت لا تثق فى السياسات الامريكية بل تراها مضرة لها ..
الصراع الدائر فى منطقة الشرق الاوسط لن يفضى إلا إلى تدميرها ما لم توجد ارادة حقيقية لوقف نزيف الدماء .. فضلا عن أن ارادة الانظمة ان يستمر الوضع هكذا و الشعوب هى التى تدفع الثمن .. فمحاولات اقامة دولة الخلافة التى تتم بقوة على الاراضى العراقة و السورية الان و ما يجرى فى مصر – رغم انحساره عما كان عليه قبل عام – إلا أنه ينبىء أن الشرق الاوسط لن يعود فى القريب المنظور .. و انه افتقد لعوامل ارساء الديمقراطية المنشودة و التى طالما تغنت امريكا بدعمها فى الدول العربية .. الان الشرق الاوسط لا يصلح للحداثة الشرق الاوسط لا مستقبل له .
من ناحية اخرى صرح القس دوماديوس القمص صرابامون راعى كنيسة مارمرقس واشنطن على هامش فعاليات المؤتمر قائلا :” نحن فى اشد الاحتياج للالمام بما يحدث فى المنطقة .. فهناك مشاكل تواجه كافة الاقليات فى العالم و ليس المسيحيين فقط و علينا ان نخدم كل العالم .. فالكتاب المقدس يقول ” انادى للمأسورين ابشر المساكين ” و ايماننا لن يكتمل إلا بالوقوف مع المحتاحين و الضعفاء فى كل العالم و خاصة المنطقة التى ننتمى اليها الشرق الاوسط .. ففيها مظالم وصلت الذروة .. و علينا ان نساعد الناس بشكل عملى و ليس نظرى .. فالمؤتمرات خطوات لفتح الاتجاهات السليمة لكن لا تكفى .. لابد من مساعدات عملية ترسمها الخطوات النظرية و تنظمها ايضا .. امامنا 3 خطوات على 3 مستويات مزيد من التناغم بين المجتمع القبطى و المصرى بشكل عام و تكوين لوبى مصرى ..
المستوى الاول خلق مزيدا من التناغم بين المجتمع القبطى و المصرى بشكل عام و تكوين لوبى مصرى بين كنائس المهجر و كنائس مصر للتوحيد الهدف .
المستوى الثانى الاقليات المضطهدة فى شعوب المنطقة عليها ان تدخل فى تكتلات قوية متفاهمة تساند كل الضعفاء بغض النظر عن الدين و اللون و العرق
المستوى الثالث من خلال التعاون الدولى بين المنظمات للوصول الى الامم المتحدة و رفع مطالب الاقليات .
فى النهاية اعتقد ان امكانياتنا البشرية و تصوراتنا و امالنا ضعيفة لكن مع الارادة لا يوجد يأس.