– رغم أهمية البرامج الانتخابية للمرشحين إلا أن العبرة بالتنفيذ
– لدينا تجربة سابقة أوضحت أن الناخب يعطى صوته لتحيزه لشخص
– ما يميز المشير اهتمامه بالأمن القومى و عدم انجرافه لمغازلة التيار الاسلامى
– حمدين صباحى يحاكى تجربة ” عبد الناصر ” بعد ثورة 52 رغم اختلاف الاوضاع
فى ظل الدعاية الاعلامية لمرشحى الرئاسة علقت سحر الجعارة – الكاتبة الصحفية فى تصريح خاص لـ ” وطنى نت ” : ان الاعلام محايد بنسبة كبيرة فى عرض حملات الدعاية الخاصة بالمرشحين للرأى العام مع طرح برامجهم و ان كان المرشح ” حمدين صباحى ” الافر حظا فى الظهور الاعلامى بكونه قادر على القيام بجولات داخل المحافظات و اقامة فاعليات و عقد لقاءات , و هو ما لا يتسنى للمشير عبد الفتاح السيسى بكونه شخصية مستهدفة بعد 30 يونيه و لاسيما تعرضه لمحاولتين اغتيالتين , و لعل هذا ما اتضح فى حواره مع قناة ” اون تى فى ” و ” سى بى سى ” و الذى تم فيه تركيب خلفية الاستوديو لصعوبة تنقله على القنوات الفضائية ايضا التليفزيون المصرى اتاح الفرصة لنشر بيان ترشح المشير السيسى و بنفس الحيادية تم عرض تقرير حول المرشح حمدين صباحى . و ربما حيادية الاعلام فى جولة الدعاية للانتخابات الرئاسية تأتى من منطلق ان المرشحين صالحين لخدمة الوطن و من ثم تتعامل مع الوضع بهذا الاساس بما يمكن اختلاف الصورة فى المرحلة القادمة , فاتصور ان هناك برامج معدة تطرح المرشحين من خلالها للرأى العام و هنا سيصبح بامكان حمدين صباحى التواجد بنفسه بينما اتصور انه سينوب عن المشير السيسى ممثلين داخل حملته بامكانهم التعريف ببرنامجه الانتخابى .
و بالنسبة لحرص حملة المشير عبد الفتاح السيسى على فرض قيود فى تعاملها مع وسائل الاعلام و الصحفيين بطريقة مباشرة و اعتمادها على نشر ما يتعلق بنشاط المرشح على الموقع الرسمى للحملة , اشارت سحر الى انه اتصور ان لقاءات المشير السيسى مع الطوائف الاجتماعية و القبائل السيناوية باكملها تتم تحت احتياطات أمنية مشددة الامر الذى يصعب معها تواجد وسائل الاعلام للتغطية و لكنه التقى بمعظم ممثلى الاعلام و جارى ترتيب لقاء مع رؤساء التحرير .. فبطبيعة محدودية تحركه قد يعطى انطباعا للتعتيم و هو على خلاف الحقيقة فالامر يصعب اعداد مؤتمر جماهيرى يجمع فيه وسائل الاعلام و على اى حال كل ماهو متاح يطرح لوسائل الاعلام من قبل حملته الانتخابية كما لنه ليس بحاجة لمراسل صحفى لنشر كل ما يتعلق بحملته فى فترة الدعاية الانتخابية فيكفيه ما سطره الكتاب الصحفيين و اصحاب الاقلام النزيهة التى اعطته ما يستحق طوال عام باكمله لتناول مواقفه و شخصيته بالتحليل و التقييم و التعليق فقط ما نحتاجه اكثر عن برنامجه , و لعلى اتصور انه رغم اهمية البرامج الانتخابية للمرشحين الا ان العبرة بالتنفيذ حتى لا تصبح مجرد وعودا انتخابية وردية لا أكثر لنستيقظ على واقع مأساوى و هو ما نتلمسه فى شخص المشير السيسى بكونه تحدث فى حواره التليفزيونى عن الكليات أكثر عنه التفاصيل التى تختبر على ارض الواقع و لدينا تجربة سابقة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية اعطت انطباعا ان الناخبين لا يعطوا اصواتهم على اساس برامج بقدر ما هو تحيز لشخص بعينه . و اعلم جيدا ان مشروع حمدين صباحى الانتخابى قائم على العدالة الاجتماعية و لعلنا جميعا منذ 25 يناير نحيا على ذلك الامل ليصبح اولوية الرئيس القادم أى كان شخصه و ان لم يحققه يصبح اولى مراحل فشله , و هو ما ادركه ان مفهوم العدالة الاجتماعية لا تغيب عن برنامج المشير السيسى كما لحمدين صباحى و انما العبرة بالتنفيذ .
و عن اهم ما يميز الخطاب الاعلامى لكل مرشح رئاسى أكدت سحر اهم ما يميز المشير السيسى هو اهتمامه بالامن القومى المصرى و عدم انجرافه لمغازلة تيار الاخوان المسلمين أو الجماعة الارهابية أو السلفية مع ثقته الشديدة فى الشعب المصرى لتحقيق ما يأملونه و كما لمسنا فى حواره صدق حظر تأسيس احزاب على اساس دينى فى المقابل نجد المرشح حمدين صباحى بحكم نشأته كرجل ناصرى قومى يسارى يهتم أكثر بالطبقات الفقيرة و ما ارتبط به بفكر العدالة الاجتماعية ليحاكى تجربة ” عبد الناصر ” و لكن الواقع مختلف فليس لثورة يوليو 1952 ان تعود من جديد لتوزع الافدنة على صغار الفلاحين , و على اى حال الشعب المصرى يفاضل هذه المرة بين مرشحين افاضل ليس لوجود اى علامات استفهام بشأنهم أو ” نقط سوداء ” فى تاريخهم و هذا ما يصعب المهمة بالاكثر و ان كانت ثورة 30 يونيه غيرت مقاييس المرحلة القادمة ليشعر الشعب ان اهمية القائد فى تغيير واقعهم السيىء كما انه اصبح فى حضن المؤسسة العسكرية .. لم اكن على خلاف مع حمدين صباحى فى برنامجه و لكن هناك شبه استحالة فى محاكاة خطاب ما بعد ثورة 1952 كما انه على مستوى القومية العربية , ففكرة العروبة فى حد ذاتها فى مأزق بسبب قطر لتعطى انطباعا ان معظم مرتكزاته تبدو غارقة فى الرومانسية و ليس اقرب لارض الواقع .