تشهد الجامعات المصرية موجة عارمة من الفوضى والإنفلات الأمني لم تشهده طيلة تاريخها، فبعد أن كانت الجامعات منبرا للعلم ونموذجا عالميا يقتدي به في أساليب التدريس … وبعد أن كان يتوافد عليها الطلاب والباحثين من مختلف أنحاء العالم …
أصبحت اليوم ساحة للإشتباكات وحرب الشوارع التي تنتهي … نسمع عن ملوتوف وقنابل مصنعة داخل الجامعات ، وطلاب يهدون أسوار جامعاتهم وأخريات يتسلقن الأسوار لإقتحام الجامعة عنوة ، و كل يوم أحداث لا تنتهي .. لا أدري كيف تحولت جامعاتنا إلى تجمع لممارسة أعمال العنف والشغب والتدمير … وهؤلاء الطلاب الذين لا يجب أن يطلق عليهم طلاب بل هم فوضويون لأنهم يفتعلون الفوضى عن قصد لإهمالهم في دراستهم، ولعدم رغبتهم في التعليم …فالطالب هو من يطلب العلم وليس من يثير الشغب … ما شأن الجامعة بالأحداث السياسية التي تشهدها مصر ؟… وما دخلها فيما يجري من محاكمات لأعضاء تنظيم الإخوان؟… إنهم يرغبون تدمير حضارة مصر وتاريخها العريق بعد أن خرج منها الرواد والمفكرين عبر مختلف العصور … إنهم اليوم يريدون إسقاط العلماء من تاريخ مصر .. إنهم لا ينتمون لهذا الوطن … إنني لا القي باللوم عليهم فقط ، إنما يشترك معهم في هذا العبث العمداء ورؤساء الجامعات الذين لم يتخذوا قرارات رادعة لحماية منابر العلم ، ولا يزالوا واقفين مكتوفي الأيدي ..
رغم علمهم أن هؤلاء الفوضويون لا يرتكبون جرائم الشغب والبلطجة وتخريب المنشآت العامة فحسب ، بل يحرمون زملائهم حقهم في التعليم والأمان … ما ذنب هؤلاء الذين يخرجون من منازلهم في الصباح الباكر ويتحملون عناءا شديدا في المواصلات ليصلوا إلى جامعاتهم فيجدوها خاوية من المحاضرات والأساتذه ؟ وما ذنب الآخرين الذين يكدون نهارا وليلا لجمع مصروفاتهم الدراسية لإكمال تعليمهم .. وهم أيضا يذهبون للجامعة بلا جدوى .. بل الأسوأ من ذلك قد يتعرض أحدهم لمكروه أو إصابة نتيجة أعمال العنف التي يمارسها طلاب الإخوان..
هذا هو واقع جامعاتنا الآن لا علم لا أمان لا استقرار .. لا شيء سوى الفوضى والإنهيار ..
أين رؤساء الجامعات من كل هذا ؟ ألا يكفيكم كل هذا الصمت ؟ ألا يكفيكم كل هذا الركود والبطء والإنتظار والتراخي والتقاعص عن إتخاذ الإجراءات القانوينة اللازمة لحماية طلابكم المسالمين والحفاظ على هيبة ووقار جامعاتكم ؟
إن روح التسامح التي تتشبثون بها الآن لا جدوى منها ، ولن تجنوا من ورائها سوى مزيدا من الدمار والتخريب لجامعاتكم … إذا كنتم تخافون هؤلاء الغوغائيين فأنتم لا تستحقون هذه الكراسي التي جعلت منكم رؤساء لهذه الجامعات…
وإذا كنتم حتى تلك اللحظة غير قادرين على اتخاذ القرار فالأجدر بكم أن تتنحوا عن هذه المهمة وتتركوا غيركم يتخذ القرار … وإذا لم يتوافر لديكم التخطيط المحكم لحماية جامعاتكم فأنتم قادرين على الإستعانة بقيادات الجيش والشرطة لتأمين الجامعات للطلاب .. ويمكنكم تطبيق القوانين الجامعية بالفصل والحرمان من دخول الحرم الجامعي ، حتى يتعظ الآخرين .. أنتم في حاجة ماسة الآن لعودة الحرس الجامعي لتأمين الجامعات ، فإذا كنتم تسمحون بدخول البلطجية ومثيري الشغب داخل الجامعة لتخريبها فالأجدر بكم أن تسمحوا للحرس الجامعي أن يدخل ليحمي ما تبقى من جدران بهذه الجامعات .. أعيدوا النظر في قضية الحرس الجامعي طالما أنكم غير قادرين على مسك زمام الأمور بأيديكم … ليس من العيب أن نطلب مساعدة الأمن في تنظيم عملنا داخل الجامعة ولكن العيب أننا نترك كل شيء للهدم ونعود لنصلح ما تم تخريبه بملايين الجنيهات .. أتمنى أن تفيقوا قبل فوات الأوان … لك الله يا مصر .