عن المركز القومي للترجمة ،صدرت الطبعة العربية من كتاب (عصر الهجرة) من تأليف” ستيفن كاستلز، ومارك ميللر” ،ومن ترجمة منى الدروبي .
يعتبر الكتاب بمثابة عرض سهل المنال عن الهجرات العالمية واثارها على المجتمع ،وقد روعي فى هذا الكتاب أن يجمع بين المعرفة النظرية وبين اخر ما وصل اليه العلم من معلومات عن تدفقات الهجرة وأثارها على الدول والسكان في كل انحاء العالم
يذكر المؤلف ،أن سبب تأليف هذا الكتاب هو توفير تفهمًا للأليات والديناميكيات العالمية التى نشأت نتيجة للهجرة ،أيضًا التداعيات التى ظهرت بالنسبة للمهاجرين وغير المهاجرين في كل مكان في العالم،حيث أن الهدف الرئيسى من الكتاب هو التركيز على التحديات التى تواجه المجتمعات المستقبلة للمهاجرين ،ثم يأتى الهدف الثانى الا وهو شرح كيف ان المستوطنين الجدد اصطحبوا معهم المزيد من الاختلاف والتنوع العرقي إلى هذه المجتمعات الجديدة ،وكيف أرتبط هذا بتطورات اجتماعية وثقافية وسياسية، ثم يأتي بعد ذلك الربط بين الموضوعين من خلال دراسة التفاعلات المعقدة بين الهجرة والتنوع العرقى المتزايد.
بحسب المؤلف،فإن التحركات العالمية للسكان تعيد صياغة الدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم في أشكال تؤثر على العلاقات الثنائية والإقليمية وعلى الأمن والهوية الوطنية والسيادة،فلقد هاجر الناس دائمًا سعيا وراء فرص جديدة أو للفرار من الصراع والاعتقال ،ولكن الهجرة الدولية وصلت اليوم الى مستويات عالمية جديدة .فالهجرة باعتبارها قوة ديناميكية دافعة ومهمة داخل العولمة أصبحت جزءا أساسيًا في التغيير الاقتصادي والاجتماعي،كما أنها تساهم في التحولات السياسية للنظام السياسى الدولى، ومع ذلك فان ما تفعله الدول ذات السيادة في مجال سياسات الهجرة ،لا يزال موضوعاً مهما ،وتبقى نظرية الحدود المفتوحة مرواغة ومضللة ،حتى داخل اطر التكامل الإقليمى باستثناء المواطنين الأوروبيين الذين يمكنهم التجول بحرية داخل الاتحاد الأوروبى.
يقع الكتاب في 693 صفحة من القطع الكبير،ويتكون من 13 فصلاً بالإضافة الى قائمة بالجداول والخرائط ،حيث يتحدث الكاتب في مقدمة الكتاب عن أهداف الكتاب و تحديات الهجرة العالمية ،نظريات الهجرة،العولمة والتنمية والهجرة،ثم يناقش الهجرة الدولية قبل عام 1945 والهجرة إلى أوروبا و شمال امريكا في نفس العام،ثم يتناول الهجرة إلى منطقة اّسيا والمحيط الهادى ،الهجرة في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وامريكا اللاتينية،ثم يتطرق المؤلف الى سعى الدول الى السيطرة على الهجرة،وتأثير الهجرة على الأمن،وتفاعل الأقليات العرقية الجديدة والمجتمع،ثم يصل بنا في الجزء الأخير إلى استنتاجات من خلاصة ما قدمة بين ثنايا هذا الكتاب .
بحسب المؤلف،فانه في بداية الألفية الجديدة أعادت كما يبدو ،حادثة واحدة؛ تشكيل الملامح العالمية للهجرة الدولية ،ألا وهي الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 ،ومع ذلك ،لا بد من ابداء الحجة بأن هذا الحدث لم يأت بتغيرات جوهرية في العمليات المعقدة التى تحدد عصر الهجرة الحديث،حيث اظهرت تلك الحادثة بانه لا بد من ادراك كيف ان حركة انتقال الناس دوليًا قلبت وبدلت المعضلات الأمنية في دول العالم الكثر قوة،وكيف أن الحكومات في جميع انحاء العالم تناضل لتتكيف مع الظروف المتغيرة؛فالمفاهيم الأمنية التى عفا عليها الزمن لا تستطيع ان تتعامل الان مع هذه الفترة من الزمن التى يميزها زيادة التحرك السكانى.
المؤلفان :”ستيفن كاستلز” هو أستاذ جامعى متخصص في دراسات الهجرة واللاجئين في معهد دراسات الهجرة الدولية بجامعة أكسفورد.
أما “مارك ميللر”، فهو استاذ في العلوم السايسية بجامعة “ديلاور”.
مترجمة الكتاب ،منى برهان الدروبى،ولدت في حمص بسوريا،انتقلت للإقامة في القاهرة،حاصلة على ليسانس اداب اللغة الانجليزية من جامعة عين شمس،لها عدد كبير من الكتب المترجمة نذكر منها،(الحافة الليلكية)،(اسمى بيكاسو)،(صوت البوم)،(هناك ما هو أسوأ).