نظمت كنيسة العذراء بأرض الجولف يوم لإعداد ” كراتين أطعمة مٌجففة” يتم توزيعها على ساكنى بعض المناطق العشوائية سواء فى القاهرة أو محافظات الصعيد المختلفة من أبناء مصر مسلمين ومسيحيين ، هذا اليوم برغم من أنه يوم خدمة وعمل ، لكن من أتيحت له فرصة المشاركة فيه أكتشف أنه شبيه بالإحتفال أو إن صح التعبير بيوم كرنفالى
وذلك يرجع لجو البهجة والفرح الممزوجة بالمشاعر الروحية ، كما سادت فى نفس الوقت مظاهر العمل الجاد المُنظم والديناميكى الذى يشترك فيه الصغير قبل الكبير بكل حماس وإتقان .. من جانبها حرصت “وطنى ” على التواجد بين شعب الكنيسة فى هذا اليوم لنقل فعالياته للقارىء المهتم بما يتعلق بمثل هذه الخدمات .. حيث تابعت الجريدة والموقع من قبل الفعاليات المُماثلة التى بدأها “معسكر العمل ” بكنيسة العذراء بالفجالة منذ عشرة والمعنى بعمل سراير لأخوة الرب فى مناطق متفرقة ن، بالإضافة لعمل كراتين طعام أيضاً للمحتاجين ، وذلك برعاية قداسة البابا تواضروس الثانى ومنذ أن كان أسقفاً للبحيرة .. وفى يوم “المحبة لا تسقط أبدً ” الذى نظمته كنيسة عذراء أرض الجولف فإن الإستعدادات له بدأت منذ أسابيع سواء بالتخطيط والتنظيم وتوفير جميع المستلزمات المستخدمة فى تجهيز ال 6 ألآف و200 كرتونة ، بالإضافة لحوالى 10 أصناف من المأكولات المجففة التى تحتويها الكرتونة الواحدة ، مابين زيت وسكر ودقيق وشعرية وجبنة وأرز… جدير بالذكر أن الكنيسة بدأت تنظيم هذه الخدمة فى المرة الأولى مع عيد الميلاد الماضى ، حيث قامت بعمل 3 ألاف كرتونة ، مما يؤكد أن الخدمة فى إزدهار وتطور . أما عن تفاصيل فعاليات هذا اليوم فالصور و السطور التالية تحاول الكشف عنها .
فى البداية أوضح أبونا القس يوسف قزمان راعى كنيسة العذراء بأرض الجولف : إن يوم العمل هذه المرة كان المُستهدف منه عمل 6 ألاف كرتونة أطعمة مُجففة ، وبالفعل تم عمل 6200 كرتونة ، فى حين أن المرة الأولى التى تم تنظيمها فى عيد الميلاد السابق فقد تم عمل نصف هذه الكمية أى 3 ألآف كرتونة ، مؤكداً أن الهدف هو القيام بتوزيع هذه الكراتين على أخواتنا فى الوطن مسلمين ومسيحيين ، كمشاركة من شعب الكنيسة ، بالإضافة لكنائس أخرى ، وأضاف : هذه الخدمة الجميلة تم نقلها عن كنيسة العذراء بالفجالة التى أصبح لديها خبرة 10 سنوات فى القيام بهذه الخدمة ، مُشيراً إلى أن شعب كنيسة العذراء بأرض الجولف أصبح يهتم بهذه الخدمة وبالمشاركة فيها بالجهد والمال والوقت والدليل على ذلك عدد من شاركوا فى هذا اليوم سواء من الشباب أو الشابات أو من الكبار والصغار ، فهذه الخدمة تتتميز تجمع شعب الكنيسة من كل الأعمار .. حتى أننا قمنا بعمل خط إنتاج مُصغر للكراتين خاص بالأطفال ، وها هم ينتهون من عمل 1400 كرتونة ، والأهم أنهم أصبحوا يعرفون أن هذا العمل الذى يقومون به سيذهب لإخواتنا فى مصر مِن مَن هم فى إحتياج لمثل هذه الكرتونة .
كما أوضح القس يوسف قزمان أن الكنيسة بالتعاون مع مؤسسة الفتية الثلاثة ومؤسسة القديس يوسف النجار وبالتنسيق مع شيخ جامع القرية التى سيتم توزيع هذه الكراتين بها ، بحيث يذهب جزء للكنيسة وجزء أخر للجامع وبشكل متساوي تقريباً ،وهنا نعتمد على التقارير و رد الفعل فى توجيه مسألة التوزيع و الإستحقاق .. كما نهتم بأن تذهب هذه الكراتين لإماكن محرومة تماماً من مثل هذه الخدمات … مُشيراً إلى أنه يتم إعلان الخدام وشعب الكنيسة قبل يوم العمل بحوالى شهر ونصف سواء فى القداسات أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعى . ومن ثم تتدفق التبرعات بكل حب وإهتمام من قبل شعب الكنيسة إستعداداً لهذا اليوم ، وإقتناعاً منهم بأن المشاركة فى عمل هذه الخدمة بالنسبة لهم ولإولادهم ستضفى عليهم شعوراً كبيراً بالفرحة والسعادة لإشتراكهم بأنفسهم فى هذا العمل ، واليوم رأينا مشاعر حب الخدمة والمشاركة و المساعدة بل التعب من أجل إنجاز هذه الخدمة .. عملاً بشعار اليوم وكما تقول الآية : ” المحبة لا تسقط أبدأ ” وتأكيداً بأن المحبة يتم التعبير عنها بعمل أو سلوك حقيقى وليست بالكلام .
وعن تأثير مثل هذه الخدمات على شركاء الوطن أكد القس يوسف قزمان أنها تجعل المجتمع كله فى حالة محبة ودعم روح الوحدة بل إسترجاع شىء جميل افتقده الوطن منذ سنوات . مُعلناً فى نهاية اليوم أن هذه الخدمة ستتم كل شهرين تقريباً على أن يتم إستهداف 10 ألاف كرتونة فى المرة القادمة ، كما سيتم عمل يوم – قبل بدء العام الجديد من الدراسة – لإعداد شنط مدرسية تحتوى على الأدوات الكتابية من أقلام وكراسات ..وغيرها .
محبة غير مشروطة
وقال القس أنطونيوس منير راعى كنيسة العذراء بأرض الجولف أيضاً : أنا سعيد برؤية أعداد المشاركة الكبيرة من كل آجيال شعب الكنيسة سواء كانوا أطفالاً أو كباراً ، شباب أو شابات ، وبخاصة من لم أراهم منذ فترة طويلة لإنشغالهم .. وأضاف : فكل المشاركين فى هذا اليوم تظهرعليهم مظاهر السعادة نتيجة تذوقهم ثماروفرح الخدمة ولأنها مُوجهة للكل مسلمين ومسيحيين دون تفرقة .. وهم بذلك يؤكدون شعار اليوم ألا وهو : المحبة لاتسقط أبداً .. وهذا شىء جميل لأن العبرة هنا ليست بإستهداف فئة واحدة من هذه الخدمة بل تقديمها لمن يحتاجها دون تفرقة ، وهذه رسالة المسيح ووصيته بمحبة الجميع محبة غير مشروطة ،كما أن مسيحنا يصل للناس عن طريق المحبة .
توطيد أواصر المحبة
من جانبه أوضح المهندس مجدى صبرى أمين خدمة الصعيد بأسرة القديس يوسف النجار أن 1600 كرتونة من التى تم إعدادها ستذهب لثلاث قرى مُتفرقة بمحافظة المنيا وهم ” ادقاء ” و “عزبة حنا أيوب” و” قرية جعاوير” ، إذ سيتم مقابلة عمدة البلد كممثلاً للجانب الحكومى وكذلك شيخ القرية للقيام بمسألة توزيع هذه العطية من خلال كوبونات تم إعدادها لذلك ،.مؤكداً أن صدى هذه الخدمة سيصب فى صالح توطيد أواصر المحبة مع أخواتنا المصريين وإعادة روح المحبة التى كانت سائدة من قبل مرة أخرى .. ففى الشتاء الماضى قيل لى أن أحد المسيحيين فى إحدى القرى الفقيرة التى نستهدفها بالخدمة تمت سرقة بطنيته ، فقام جاره المسلم بقص بطنيته نصفين ليقتسمها مع جاره المسيحى.
وقال مدحت أنيس : شعرنا اليوم بنعمة وبركة كبيرة بسبب المشاركة فى هذا العمل ، مؤكداً أن مثل هذه الخدمات تشعرالإنسان بالساعدة والراحة الداخلية حتى لو كُنا مُجهادين من متاعب العمل اليومية ، مُنوهاً إلى دور الإدارة والتنظيم الكنيسى فى إنجاح هذا اليوم وبفضل جداول العمل الموضوعة بشكل مسبق والتى تشمل كافة التفاصيل سواء أثناء وقت التنفيذ أو فيما يتعلق بترتيبات سفر الشباب للمنيا و الذين سيحضرون توزيع هذه الكراتين .
كما أشاد كل من الدكتور نعيم بطرس ومدام نورين جرانت بمسألة توزيع هذه العطية على المسيحيين والمسلمين بالتساوى دون تفرقة إلا فى موضوع الإحتياج ،كما أشادوا بالدور الذى تقوم به الكنيسة فى رعاية وتشجيع أبناءها للقيام بمثل هذه الخدمات ، مؤكدين أنهما تشجعا للمشاركة بهذه الخدمة فور علمها بتحديد موعدها الذى كان يؤكد عليه الآباء من خلال القداسات ، كما كان الكل يُبلغ من يعرفه .
الفرحة والسلام الداخلى
ومن جانبها قالت مدام وفاء صبرى الخادمة بالكنيسة : دائماً مجتمعين فى حب وخدمة مصر، مُشيرة إلى أن الخدمة ستكون واسعة التأثير فى تعميق مشاعر المحبة والألفة ، لأن الفرحة بهذه العطية ستدخل القرية كلها المستهدف التوزيع بها ، وبالتالى فالقرية كلها مسلميين ومسيحيين ستكون فى حالة عيد ، مؤكدة أن ثمرة هذه الخدمة هى نوال الفرحة والسلام الداخلى لكل واحد شارك فيها.. ولذلك فكلنا فرحنين بسبب الفرح الذى سيصل للمقصودين بهذه الخدمة.
ومن الشباب والشابات الذين شاركوا فى هذا اليوم تحدثت “وطنى” مع جانب منهم ، حيث قالت مارينا أشرف : أنا سعيدة لمشاركتى فى هذه الخدمة التى تؤكد بالفعل أن المحبة لأبد وأن تكون لكل الناس وليس لأشخاص أو فئات بعينهم ، لذلك أقول لكل من لم يُشاركوا اليوم : فاتك فرص جميلة لا تعوض إلا بالمشاركة فى المرة القادمة ، كما سأحاول دعوة أصدقائى- الولاد والبنات – للمشاركة في المرات القادمة بهذه الخدمة .
واتفق فى الرأى كل من الدكتور فادى أشرف والمهندس بولا مجدى فى أنهما فضٌلاً المشاركة فى الخدمة على مواعيد وارتباطات أخرى ، خاصة وأن هذا اليوم تزامن مع الإستعداد لبدء أسبوع الآلام ، وهذا أقل شىء يُمكن أن يُقدمه أبنا المسيح لإخواتهم سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين ، وقال فادى : إن كل واحد بيننا جاء اليوم لتعبئة هذه الكراتين ومن المفترض أنه لا يتم الإلتفات لمسألة ديانة الشخص الذى سيستفيد من هذه الخدمة ، وإنما فقط ما يهمنى ويهم كل واحد أن ثمارهذه الخدمة ستصل لشخص بحتاجها ، فمحبة المسيح هى المحبة لكل الناس .. بينما تمنى بولا أن تتسع هذه الخدمة لمشاركة أعداد أكبر ، مُقترحاً أن يُشارك عددا أكبر من الكنائس للقيام بهذه الخدمة سوياً بإمكانيات مُضاعفة سواء بالنسبة للآلات أو أعداد المشاركين أو فيما يتعلق بالتكلفة ، وهذا يجعل الخدمة أكثر تكاملاً ً.
انتشار الخدمة فى كنائس مصر
وتمنت مارينا اقلاديوس أن تنتشر هذه الخدمة فى كنائس أكثر ، مُشيرة إلى ريادة كنيسة العذراء الفجالة فى هذا العمل من خلال معسكر العمل منذ 10 سنوات ، وهذا يؤكد إمكانية استمرار واتساع هذه الخدمة فى كنائس مصر ، وهذا عملاً بشعارهذا اليوم ” المحبة لا تسقط أبداً ” .. وقالت أعجبنى فكرة عمل خط إنتاج مُنفصل للأطفال ، وهذا يُشعر هذا السن الصغير أحباب المسيح أنهم يُقدمون شىء ملموس لأخوة الرب مسيحيين ومُسلمين ، وهذا شىء جميل للغاية أن يشعروا بذلك منذ صغرهم ، من ناحية أخرى أكدت على مسألة خدمة من هم حُرموا من الخدمات سواء فى عشوائيات القاهرة أو فى قرى الصعيد الفقيرة ، وكذلك أمانة العمل على إيصال هذه الخدمة لمن يستحقها .وأبدت نانسى جمال إعجابها بتكاتف الجميع من كل الأعمار لإنجاز العمل بحب ونشاط ، كما أستحسنت مسألة تواجد الآباء الكهنة وسط الشباب والشابات وكل شعب الكنيسة المشارك فى هذا العمل ، وأعربت نانسى عن سعادتها بأنها شاركت فى هذا اليوم كذلك مشاركتها فى عيد الميلاد بخدمة توزيع لحوم ومأكولات على المحتاجين فى منطقة ” الزرايب ” .. وقالت : ميزة هذه الخدمة أن كل واحد يُشارك بما يستطيع المشاركة به سواء بالوقت أو المال أو الجهد ، فخدمة اليوم حلوة لأنها لاتتوقف على واحد من المشاركة .
ومن المُشاركات أيضاً فى هذا اليوم ميرنا أبادير التى أكدت أن حلاة هذه الخدمة تكمن فى أننا بنعمل شىء سيذهب للمسلمين والمسيحيين أى للمصريين المحتاجين ، وكأننا بذلك نعيد مع بعض ، فكما يُقدم البعض فى رمضان البلح لكل الناس دون تفرقة ، كذلك لأبد أن تكون مسألة توزيع هذه الكراتين على كل الناس المحتاجة دون تفرقة على أساس الدين .. “فالخدمة مش فقط للمسيحيين ، بل لكل الناس” .
وقال أمير أسامة أنا اليوم سعدت بأخذ بنوال بركة الخدمة ، فبالرغم من تعدد أشيء كنت أنوى القيام بها اليوم إلا أننى فضلت أن أشارك أصدقائى وزملائى هذ الخدمة على أولويات أخرى ، فالكل فى هذا اليوم كان بيعمل من قلبه .. فعلاً فالمحبة لا تسقط أبداً .