حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا من التدخل عسكريا في أوكرانيا، مؤكدا أن أي تدخل من هذا القبيل سيكون له “ثمن”، مبديا “القلق الكبير” لبلاده إزاء هذا الوضع “المتذبذب”. وقال أوباما من قاعة الصحافة في البيت الأبيض: “نحن قلقون جدا إزاء معلومات حول تحركات قوات قامت بها روسيا الاتحادية في أوكرانيا”
لكن الرئيس الأمريكي لم يؤكد تصريحات الرئيس الأوكراني بالوكالة إلكسندر تورشينوف الذي ندد بما وصفه بـ “اعتداء” روسي، وقال إن 2000 عسكري روسي تم نقلهم جوا إلى موقع قرب سيمفيريبول عاصمة جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في جنوب أوكرانيا.
وأضاف أوباما: “إن الولايات المتحدة ستكون متضامنة مع المجتمع الدولي للتأكيد على أن أي تدخل عسكري في أوكرانيا سيكون له ثمن”.
وأكد الرئيس الأمريكي أن إدارته ستجري اتصالات مع حكومة موسكو، وأقر بوجود مصالح روسية في أوكرانيا. لكنه اعتبر أن انتهاك سيادة هذا البلد ووحدته الترابية سيكون أمرا “مزعزعا للاستقرار بشكل عميق”.
وأشار أيضا إلى أن تدخلا عسكريا روسيا في أوكرانيا بعد أقل من أسبوع من عزل الرئيس المقرب من روسيا فيكتور ساكونوفيتش من قبل البرلمان “سيشكل تدخلا في شؤون يتعين أن يقررها الأوكرانيون”.
وبعد أن لاحظ أن الوضع يبقى “متذبذبا جدا”، كشف أوباما أن نائبه جو بايدن تحدث للتو مع رئيس الوزراء الأوكراني الجديد أرسيني ياتسينيوك “ليؤكد له في هذه اللحظة الصعبة، أن الولايات المتحدة تدعم جهوده وسيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية ومستقبلها الديمقراطي”.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قد قال ، إن التحركات الروسية “تهديد خطير محتمل” لسيادة واستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا.
وأضاف، أنه تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لحثه على خطوات لتهدئة الوضع، واستدعى السفير الروسي للتعبير عن مخاوف بريطانيا.
وأضاف في بيان: “أشعر بقلق شديد إزاء تصاعد التوتر في أوكرانيا وقرار البرلمان الروسي التفويض بعمل عسكري على أراضيها ضد رغبات الحكومة الأوكرانية”. وقال هيج: “نستنكر أي عمل عدائي ضد أوكرانيا”. ونصح كل البريطانيين بمغادرة شبه جزيرة القرم على الفور وبكل السبل العملية.
في السياق التصعيدي ذاته من الجانب الروسي, وافق مجلس الاتحاد الروسي على دخول قوات روسية في أراضي أوكرانيا، بعد أن قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم أمس، طلبا إلى مجلس حكام المناطق الروسية (مجلس الشيوخ) في البرلمان، يطلب منه الموافقة على استخدام قوات روسية في أوكرانيا.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله في الطلب: “فيما يتعلق بالوضع الاستثنائي في أوكرانيا والتهديد الذي يطول حياة المواطنين الروس، أتقدم إلى مجلس حكام المناطق الروسية بطلب لاستخدام قوات الاتحاد الروسي المسلحة على الأراضي الأوكرانية إلى حين عودة الوضع السياسي في هذا البلد إلى طبيعته”.
فيما أكد رئيس الوزراء الأوكراني، رفض بلاده الرد عسكريا على “الاستفزاز” الروسي في القرم. ودعا الرئيس الأوكراني بالوكالة، أولكسندر تورتشينوف، بوتين إلى “وقف اعتدائه المكشوف على الفور وسحب جنوده من القرم”.
وقال تورتشينوف في مقابلة تليفزيونية: “أتوجه شخصيا إلى الرئيس بوتين طالبا منه وقف اعتدائه المكشوف على الفور وسحب جنوده من القرم”. وتابع تورتشينوف: “لقد أرسلت روسيا قوات إلى القرم ولم تستول على البرلمان وحكومة القرم فحسب، بل تسعى أيضا إلى السيطرة على وسائل الاتصالات، لا بد لها من أن توقف فورا هذا الاستفزاز وأن تستدعي العسكريين من القرم والعمل حصرا في إطار الاتفاقات الموقعة”.