انتهز فرصة حلول موسم الصوم الكبير لأهنئكم واتمناه لكم زمناً متميزاً للصلاة ولمراجعة الذات والتوبة وعمل الاحسان لنشترك في سرّ فصح المسيح. لذلك أطلب منكم أن يكون هذا الصيام لهذا العام من أجل مستقبل بلدنا والمنطقة ومن أجل بقاء المسيحيين وتواصلهم.
إزاء استمرار الصراعات وأعمال العنف في مدن عديدة في بلادنا ومنطقتنا وتهجير العديد من العائلات من مدنها وبيوتها، أود أن تخصصوا هذا الزمن القوي للصوم والصلاة من أجل تحقيق مصالحة حقيقية بين كافة الفرقاء السياسيين، وتجديد الثقة ببعضهم البعض، للخروج من هذه المرحلة المقلقة، والعمل لإرساء قواعد سليمة للتلاقي، وفتح صفحة جديدة مع الانتخابات المقبلة، واتخاذ خطوات جديّة ليقف البلد على رجليه، ويتقدم في تحقيق السلام والأمان لخير المواطنين كافة وليستعيد حضوره في المنطقة والعالم.
كما أدعوكم للصوم والصلاة من أجل بقاء المسيحيين في وطنهم العراق وعدم الهجرة. هويّتنا المسيحيّة متجذرة في عمق تاريخ العراق وجغرافيّته منذ ألفي سنة. فيه جذورنا وينابيعنا الصافيّة، فإذا هاجرناه انقطعنا عن أصولنا! التمسك بالأرض أمانة إيمانية ووطنية تتطلب الثبات والصمود والتواصل. فلا تسمعوا إلى من يُرغبكم أو يرهبكم. لا تنخدعوا بهم، إنهم لا يريدون خيركم. نحن هنا بمشيئة الله وسنبقى هنا بمعونته نمد الجسور ونسهم مع إخوتنا العرب والكورد والتركمان والشبك، المسلمين والمندائين والايزيديين بتقدمه وازدهاره ليعود بلد خيرات وأمجاد.
رسالة الصوم دعوة لإشاعة ثقافة المحبة والتسامح والسلام والعيش المشترك بعزّة وكرامة.
• لنصم الأسبوع الأول والوسط والأخير بالانقطاع عن الزفرين وحتى الظهر ولنشترك في القداس اليومي قدر الإمكان ولنساعد إخوتنا الفقراء من خلال بركة الزكاة.
• لنشترك في درب الصليب بكثير من الرجاء.
• لنستفد من هذه الفرصة للاقتراب من سرّ التوبة.