القى نيافة المطران ثاؤفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان و أمين عام المجمع المقدس في وداع قداسة مثلث الرحمات مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى العالم كلمة بأسم الكنيسة السريانية الارثوذكسية قال فيها:
” جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، 8وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا ” ( 2تيم 7:4-8 )
– هذه آية مقدسة فاه بها مار بولس رسول الأمم ، بل رسول الجهاد ، بعدما جاهد وحمل رسالة الفادى ربنا يسوع المسيح من دمشق حيث دعاه الرب للجهاد الرسولى بظهوره له وهو فى طريقه من أورشليم إلى دمشق . ولما تردد حنانيا التلميذ الطاهر المختار وخادم الأقلية المؤمنة فى دمشق ودعاه يسوع ليذهب ويستقبل شاول الطرسوسى الذى اتعب الكنيسة باضطهاده بالرسل والأباء وهو اليهودى النموسى المتعصب المتزمت ، قال ليسوع : ” يارب كم عذب هذا مختاريك فى أورشليم ، وأنت ترسلنى إليه ” ( أع 15:9 ) . أجابه يسوع : ” هذا إناء لى مختار ، ساريه كم يجب أن يتعذب من أجل اسمى ” ( أع 15:9-16 ) تمت هداية هذا الرجل الذى يدعى ماربولس رسول الأمم ، وصار الجهاد علامة لهذا الرسول ، وآلى على نفسه أن يعيش للمسيح ، وهو الموقع معظم رسائله ” بولس عبد يسوع المسيح ” ( رو 1:1 ) . فتحول الذئب إلى حمل وديع ، وقد كتب عن نفسه : ” أنا تعبت أكثر من سائر أترابى الرسل فى البشارة وتقديم يسوع للأمم ” ( 1كور 10:15 ) . فاعتبرته الكنيسة عامود الدين ، والرسول والمبشر فى آن معاً . وأضحت تعاليمه مهمه ومعتبرة بعد الأناجيل الأربعة المقدسة ، حتى تسنى لكثيرين من الآباء أن يقولوا : ” لولا الأناجيل الأربعة لدعونا المسيحية بالديانة البولسية ” .
واليوم ، تلميذ الرسل الأطهار وخليفة القديس ماربطرس هامة الرسل ، يرقد بيننا بعد جهاد مديد وتعب فائق وتأثير بارز فى حياة الذين بشرهم ، أو تعلموا منه ، أو من تلاميذه ، رسالة الجهاد فى سبيل من هو الطريق والحق والحياة . فها دمشق تنوح ومعرّة صيدنايا تبكى ، والعطشانة غارقة فى الدموع ، وبيروت وجبال لبنان تنظرك وبلاد الرافدين وما بين النهرين لا بل العالم والمشهد مهيب .
– هذا هو البطريرك القديس وحامل ربه ، على غرار أحد أسلافه العظام مار أغناطيوس ثيوفوروس النورانى الأنطاكى الحامل الإله ، يرقد بيننا حاملاً الجعالة التى خصه الله بها ، رابحاً معها الوزنات التى أهلته قبل أن يصور فى البطن ، كى يكون وريث عرش أنطاكية سدة الأحبار ومقر الأبرار بتراثه الخالد وآبائه القديسين ذوى الأمجاد ، والفائحة عطور فضائلهم فى كل الآفاق ، بركة ونعمة ومحبة من السماء . فماذا تركتِ لنا يا انطاكية عاصمة الشرق ومهد مدنيته ، أى فخر من مفاخرك نذكر ؟ وبأى من أحداثك نحدث ؟
– عرفته الكنيسة المقدسة منذ طفولته فى مدينة الموصل الحدباء إحدى حواضر عزنا ومجدنا، ورمقته بعين ساهرة ، وهو الواعد ببراءته أن يكون صفياً فى بيعة الله السريانية . وكرمه الله بأخلاق وسيرة لائقة وفضائل سامقة وبمواهب دافقة ، ليعكسها إيجاباً على الكنيسة وأبنائها ، بل على الوطن والمواطنين ، لا بل على كل الناس ، من أى قوم ولكل أمة ومن انتسب إليها .
– وبعد أن كان سنحريب ، بحسب تسميته فى المعمودية والميرون ، عند انتسابه إلى الحياة الاكليريكية فى الموصل ، تبدل سنحريب إلى زكا ، على اسم مار زكا صاحب الدير الشهير فى الرقة على الفرات . وهكذا عرف وحمل هذا الأسم المقدس طيلت أيام حياته .
– ترعرع فى أحضان الكنيسة والوطن ، والكل ينظرون إليه بمحبة واعجاب ، وقد سمت صفاته وكبر مقامه . توشح بالاسكيم الرهبانى ، ورقى إلى درجة الكهنوت المقدس ، وتعين سكرتيراً بطريركياً فى عهد سلفيه البطريركين أفرام الأول برصوم ويعقوب الثالث ، وعين مراقباً فى المجمع الفاتيكانى الثانى .
– رسمه البطريرك يعقوب الثالث مطراناً لإبراشية الموصل ، ثم ابراشية بغداد والبصرة ، وقد اسندت إليه مسئولية رعاية إبراشيات دير مار متى واستراليا وأوروبا بالوكالة .
– وبالهام من الروح القدس ، وباجماع الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع الأنطاكى السريانى الأرثوذكسى المقدس ، انتخب بطريركياً فى 14 أيلول 1980م ، وكأنى بالأحبار الأجلاء قد عقدوا العزم على توليته السدة الرسولية وهو يأبى إلا أن يتخذ من دستور الكنيسة نبراساً له . فتبوأ سدة مار بطرس رسول الختان فى أنطاكية العظمى ، ليكون البطريرك المئة والأثنين وعشرين ( 122 ) فى عداد بطاركة أنطاكية الشرعيين . وقد علقت الكنيسة المقدسة عليه الأمال ، وحققها الله بشخصه الكبير للكنيسة فى كل أنحاء العالم .
– تعلق به الإكليروس والمؤمنون ومؤسسات الكنيسة الروحية والثقافية والتربوية ، فكان مار زكا المزكى ، لأن الله أحبه وكرمه .
– ضم الكنيسة السريانية إلى الحركة المسكونية بكل اعتزاز ، اقتداء باسلافه الذين مهدوا الطريق أمامه . ونال أسمى المراتب فى هذا المجال بانتخابه رئيساً لمجلس الكنائس العالمى ، ورئيساً لمجلس كنائس الشرق الأوسط . وساهم فى خدمة هاتين المؤسستين الكنسيتين المهمتين جداً ، وكان نجماً بارزاً وعاملاً فاعلاً فى كثير من المؤسسات الكنسية والإدارية والداعى إلى تأسيسها ، مثل مؤسسة ” يرو اورينتى ” التى تجمع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية ، وتشترك فيها كنيستنا فى لجنة الحوار اللاهوتى الرسمى منذ إحدى عشرة سنة ، وكذلك اللجنة الدائمة للكنائس الأرثوذكسية الشرقية المؤسسة عام 1965م فى أديس أبابا ، أثيوبيا ، فى عهد الإمبراطور الطيب الذكر هيلا سيلاسى ، ثم اقتصرت هذه اللجنة على الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الشرق الأوسط : الأقباط والأرمن والسريان . وقد رعى ذلك مع قداسته ، قداسة المثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذى ننتظر من خلفه قداسة سيدنا البابا تواضروس الثانى أن يتابع رسالة سلفه الطيب الذكر . ونلتمس من شريكهم فى الخدمة الرسولية قداسة الكاثوليكوس آرام الأول لبيت كيليكيا الكبير أن يتابع جهوده التى بدأها مع المثلثى الرحمة مار شنودة ومار زكا .
– لم يترك مجالا يخدم فيه الحركة المسكونية إلا وكان رائداً ، فعقد اللقاءات الأخوية والأتفاقات الرعوية مع رؤساء الكنائس الشقيقة ، وبخاصة مع قداسة البابا الطوباوى يوحنا بولس الثانى ، وغبطة المثلث المثلث الرحمات بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم .
– هذا فضلاً عن اللقاءات الأخوية المميزة مع بطاركة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الشقيقة ، ولا غرو فنحن شعب واحد وكنيسة واحدة ، ونصلى ليحقق الله أمنية قداسته وأمنيتنا جميعاً بتسريع الخطى من أجل تحقيق الوحدة الكاملة بين الكنيستين .
– أما على الصعيد الداخلى ، فقد سطر صفحات من نور فى تاريخ الكنيسة السريانية العريقة فى المجد والسودد . بعث الرهبانية ، فوشح بالإسكيم الرهبانى العشرات من الشبان ، وأنشأ رهبانية مار يعقوب البرادعى للعذارى ، وأرسل الرهبان والراهبات والإكليريكيين ليتابعوا دراساتهم اللاهوتية العليا فى كليات شتى فى أنحاء العالم ولا عجب فى ذلك ، فالسريان أباء الرهبنة ومؤسسوها والمنتمون إليها منذ القرن الثالث ، مع مار أنطونيوس الكبير أبى الرهبان، وباخوميوس ، وهيلاريون ، وأوكين ، وملكى القلوزمى ، ومار آفرأم السريانى ، ومار برصوم رئيس النساك ، والمدارس الرهبانية والأديرة التى كانت مباءات علم وفضيلة وتقوى وجهاد فى أبرز الحواضر السريانية ، كانطاكية ونصيبين والرها وقنشرين ودير الزعفران ودير مار كبريال فى طور عبدين ، ودير مار متى فى العراق ، بل مع كل الحواضر التى تميز أهلها وخريجوها بهذه المناقب والفضائل السامية . – اهتم بتنشئة الشباب من خلال تأسيس مدارس الأحد ومراكز التربية الدينية الكنسية فى جميع الإبراشيات ، والعناية بالمعاهد الروحية والاكليريكيات ، وبخاصة اكليريكية مار آفرام السريانى اللاهوتية قلب الكنيسة النابض ، التى بعث مجدها وارتقى بها . فأصبحت كلية لاهوتية . هذا إلى جانب إقامة الدورات اللاهوتية للشبان والشبات ، مما شجع الكثيرين منها على التقديم لخدمة الرب وحمل رسالته المقدسة ، بالأنخراط فى السلك الإكليريكى . – من الناحية الإدارية ، امتدت الإبراشيات فى عهد قداسته تحت كل كوكب ، فرسم خمسة وخمسين مطراناً لرعاية الكنيسة فى مختلف أنحاء العالم . واعتز كونى باكورة رساماته الأسقفية ، وقد كرمنى بهذه الصفة وهذا اللقب ، ولكم تغنى فى ذكر هذه المحطة من حياته الرسولية . كما رسم المئات من الاكليروس : خوارنة وقسوساً وشمامسة وشماسات . وهذا ما جعل عهده عصراً ذهبياً فى تاريخ الكنيسة السريانية ، سجل أرقامناً قياسية بهذه الإنجازات .
– أما عمرانياً ، فحدث ولا حرج ! أنشأ الأديرة والكنائس والمؤسسات والأوقاف فى كل مكان، وقد استحصل على رخصة لجامعة علمية باسم جامعة الأخطل ما بين الحسكة والقامشلى فى الجزيرة السورية بأرض واسعة جداً ، وأعد لإنشاء المركز الثقافى السريانى ، وأنفق على هذه المؤسسات بكل سخاء ، وهو الكريم والسخى والسميدع .
– وها هو مجمع مار آفرام السريانى الشامخ والرابض على تلة معرة صيدنايا ، الحاضرة السريانية الحديثة التى زرعها قداسته وسقاها بسهره الدائم وعنايته الأبوية . ومن يقصدها يدرى ويعلم ما بذله هذا البطريرك المجاهد من جهود جبارة بهمة شماء وغيرة وقادة ، ويعاين بام العين أهمية هذه المؤسسات والأثار التى خلفها . فأى مسك سحيق وأى عطر طيب يفوح من أرجاء هذا الصرح الأشم وسواه من الصروح .
– وطنياً ، يهيم قداسته حباً بالأوطان ، خاصة العراق مسقط رأسه حيث نشأ وترعرع ، وسوريا التى أحبها وعاش فيها وأخلص لها الولاء ، ولبنان الذى فضله ليعيش فيه ويقضى آخر أيامه ، والشرق برمته من محيطه إلى خليجه ، وسائر أنحاء العالم حيث يعيش السريان ، وهو الذى لم يتأخر عن تفقدهم وزيارتهم بمناسبة وغير مناسبة ، ولا سيما بلاد الإنتشار فى الغرب التى امتدت الرسالة إليها ، لتكون توأماً لأرض الأباء والأجداد فى احتضان السريان والمسيحيين المشرقيبن .
– ويسجل له عشقه للعيش المشترك ودأبه على نشره وتحقيقه بين جميع مكونات الأوطان ، لأى دين أو قومية أو جنس انتموا ، انطلاقاً من إيمانه بإنسانية الإنسان وحقوقه وكرامته وحريته فى العبادة والتعليم ، بالاحترام المتبادل والمحبة والألفة التى تجمع أبناء الوطن فى بوتقة واحدة .
– وإن ننس لا ننسى جوهرة أنطاكية ، الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية فى الهند ، فقد رعاها وافتقدها بزياراته الرسولية لها ، وبانتدابه الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات ليتباركوا من جسامين أبائنا القديسين الراقدين هناك . ورسم لها مفرياناً هو صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأول الحاضر معنا ، مع مجمعه المقدس المحلى ، والذى باركنا اليوم ليترأس هذه الترتبة بهذه الصفة التى خولته أن يكون رئيساً محليا لكنيستنا فى الهند ، والشخصية الثانية فى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بعد قداسة البطريرك .
– تميز بحسه الإنسانى المرهف ، فكان البطريرك الإنسان ، يعطف على القريب والغريب ، خاصة فى السنوات والأشهر الأخيرة ، حيث لم يرد سائلاً ولم يهمل محتاجاً إلا وقدم له ما جادت به نفسه الكريمة من عطاء بأريحية وكرم .
– أنه خطيب مفوه وعالم كبير ، فصيح اللسان ، ناصع البيان ، متقد الزكاء . اشتهر بمواعظه النفيسة ، باسلوب شيق سهل المبنى وبليغ المعنى ، رائع الإنشاء ، بديع السبك ، ما جعل منه أميراً للمنابر دون منازع . وقد خلف عشرات المؤلفات ، وفى طياتها مئات المواعظ والمحاضرات فى مناسبات شتى على مدار السنة الطقسية وسواها .
– حاز عشرات الأوسمة والألقاب من جهات رسمية وكنسية محلية واقليمية وعالمية ، وكان محط تقدير جميع من التقاهم . فمن العدل أن يحظى باوفى سهم من التكريم . – فى السنوات الأخيرة من حياته ، اصطبر وصابر على ما عاناه من وهن الجسد وضعف القوى مع المحافظة على الوعى وحكمة الإدارة ، إلى أن حل الخطب الجلل ، فأوقفت المنية لسانه ، غير أنها لن تنال من خلود أسمه ، فهو حى مادامت السريانية تنبض بالحياة . – إننا من أعماق القلب نضرع إلى الله أن يتغمد روحه الطاهرة فى علياء سمائه ، ويضمه إلى اسلافه الميامين ، فيصلى من أجل الكنيسة والعالم ، ويشفع فى كنيسته وبلادنا المتألمة ، ولا سيما سوريا الحبيبة والعراق الجريح وفلسطين الغالية ولبنان المتألم ، بل كل الشرق والعالم . – واليوم ، ” بعد أن تمت أيام خدمته عاد إلى بيته ” فى السماء ( لو 23:1 ) ، فليسمع صوت الفادى العذب الحنون يقول له : ” نعماً أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أميناً فى القليل ، فأنا أقيمك على الكثير ، أدخل إلى فرح سيدك ” ( مت 21:24 ) .
– ألا فارمق يا سيدنا وحبيبنا من عليائك ، أمتك العظيمة وهى تقاسى الشدائد ، وأنر أفئدة أبنائها بضياء علمك الساطع ، فتهتدى بهديك على مر الأيام والأعوام .
– ومن هذا المنبر المقدس ، نتقدم بالتعازى الحارة من أباء مجمعنا الأنطاكى السريانى الأرثوذكسى المقدس ، ومن جميع أبناء كنيستنا السريانية الأرثوذكسية أكليروساً ومؤمنين ، وبخاصة من آل عيواص الكرام وأنسبائهم فى الوطن والمهجر . – وأنتم أيها الأحباء ، يا أبناء البطريرك مار زكا الأول عيواص ، صلوا لأجل هذا الأب القديس لتبقى بركاته معنا ، ويحفظ بلادنا العزيزة ، ويمتعكم الله بشفاعته بالصحة والعمر الطويل ، ويعطيكم من مواهب هذا الجهاد الروحى ما يصلح لأنفسكم وأجسادكم . أنه تعالى نعم السميع والمجيب.
– نشكر جميع الذين يشاركوننا هذه المناسبة الأليمة ، وفى مقدمتهم ممثلى صاحبى الفخامة والسيادة رئيسى الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والسورية والدكتور بشار الأسد ، ورؤساء المجلس النيابى والحكومة فى البلدين ، وكل الجهات الرسمية والمدنية والقيادات العسكرية والأمنية ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية وأصحاب المقامات والفعاليات والأحزاب والمسئولين ووسائل الإعلام كافة ومن يمثلهم .
– رحم الله قداسة بطريركنا وأبانا وراعينا ، ونفعنا ببركة صلواته المستجابة ، وليكن ذكره مؤبداً . والنعمة معكم ، وبارخمور.