أشادت صحيفة الراية القطرية، في افتتاحيتها اليوم، بالعلاقات القطرية التونسية. وقالت إنها تحولت من علاقات تعاون ثنائي قوي إلى شراكة استراتيجية، وذلك بفضل الرغبة المشتركة لدى قيادتي البلدين في تعزيزها وترسيخها، خاصة بعدما أصبحت دولة قطر الشريك والداعم الأساسي لتونس منذ ثورة 14 يناير وحتى اليوم.
وأضافت الصحيفة أن هذه العلاقات اكتسبت أهميتها، وأنها ظلت تتوسع يوما بعد يوم، وتجاوزت الجانب الرسمي لتشمل التعاون في أنشطة المجتمع المدني، خاصة على صعيد العمل الخيري، حيث تعمل المنظمات والهيئات الخيرية القطرية على تقديم الدعم والمساعدة النوعية للشعب التونسي.
وأكدت الراية أن العلاقات ترسخت بفضل حرص القيادتين في قطر وتونس على جعلها نموذجا للتعاون والشراكة الاستراتيجية في المنطقة، ليس في الجانب الاقتصادي، وإنما في الجانب السياسي، خاصة أن دولة قطر من أوائل الدول التي دعمت الثورة التونسية، وظلت تتابع تجربة تونس في الانتقال الديمقراطي بعد نجاح الثورة، وتأكيد وقوفها إلى جانب تجربتها، وإلى جانب الدولة التونسية وهيئات المجتمع المدني عبر تبادل الزيارات واللقاءات التي مهدت للثقة المتبادلة والرغبة المشتركة لتحويل العلاقات إلى شراكة استراتيجية متكاملة. و
رأت الصحيفة أن تونس تعد حاليا نموذجا في مجال الانتقال الديمقراطي السلمي بالمنطقة، “ومن هذا المنطلق عملت دولة قطر منذ الثورة على دعم اقتصادها، وساعدت في استقراره، وظلت تقوم بمساندتها سياسيا واقتصاديا بتوجيهات مباشرة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الذي أكد حرصه على تدعيم هذه العلاقات وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات عبر إقامة المشاريع الاستثمارية القطرية في تونس والتي تنوعت وشملت مختلف المجالات منها السياحية والعقارية، وكذلك في القطاع المصرفي بإدخال مشروعات استثمارية واعدة وقابلة للتطور”.
وخلصت الراية إلى القول “إن مواقف دولة قطر الإيجابية تجاه تونس لم تقف عند التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، بل إن قطر قدمت الدعم لتونس في مجال ملف استرداد الأموال المنهوبة، حيث إن دولة قطر وعن طريق حرص الشيخ تميم ظلت تلعب دورا كبيرا في قضية مساعدة تونس على استرداد الأموال المنهوبة، كما أن الدكتور علي بن فطيس المري النائب العام بوصفه المحامي الخاص لدى الأمم المتحدة المكلف باسترداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي في هذا المجال ظل يبذل جهودا لمساعدة تونس في استرداد الأموال التي نهبها نظام زين العابدين بن علي، ومنها الحصول على دفعة من الأموال المنهوبة بمبلغ تجاوز 28 مليون دولار من حساب زوجة الرئيس المخلوع”.