ضمن أنشطة صالون J-Pop أقامت مؤسسة اليابان الثقافية يوم الخميس ندوة بعنوان “جهود الشعب الياباني للتغلب على تحديات الطاقة بعد حادثة فوكوشيما”، الهدف منها هو نقل التجربة اليابانية “سيتسـودن” للمجتمع المصري كحل لمواجهة الانقطاع المتكرر في الكهرباء في مصــــر وذلك بالاستفادة من الأسلوب الياباني في مواجهة مثب هذه المشكلات
قال المهندس “تويوكازو ناجامونيه” سكرتير ثان والملحـــق الاقتصـــادي بسفارة اليابـان في القاهرة : إنه عقب الزلزال والتسونامي التي ضربت اليابان في مارس 2011 حدث انفجار بمفاعل فوكوشيما النووي الأمر الذي أدى إلى نقص في مصادر الطاقة، ولهذا أطلقت الحكومة اليابانية مبادرة “سيتسـودن”، وتعتمد الفكرة على تنظيم وترشيد استخدامنا لمصادر الطاقة من خلال عدة عناصر وهي: ” تشغيل المكيف على درجة منخفضة “28”، عدم إضاءة الأنوار نهارا ، نزع القابس عن المقبس بمجرد الانتهاء من استعمالها، عدم ارتداء كرافت او جواكت والاكتفاء بالقمصان، عدم ترك باب الثلاجة مفتوح لمدة طويلة، تقليل درجة إشراق الألوان في التلفاز.”
كما أشار ناجامونيه إلى أن تطبيق السيتسودن يحتاج في الأساس إلى روح التعاون ومراعاة الآخرين، وطرح أمثلة قائلا: “عندما حدث الزلزال، سقطت الكثير من المنازل ولم يجد الكثيرين أماكن للنوم فصاروا ينامون على سلالم محطات المترو ولكنهم ناموا بالقرب من إفريز السلالم حتى لا يعيقوا مرور مستخدمي المترو ، ونذكر هنا إن اليابانيين كانوا في حالة سيئة ؛ فهم تعرضوا لكارثة لم يتعرضوا لها من قبل، أيضا مستخدمي القطارات وعربات المترو كانوا يقومون بتخصيص بوابات للدخول للعربة وبوابات للخروج منها وذلك من دون أي إرشاد من الحكومة ، بل أن الشعب رأى إن بتطبيق ذلك الأسلوب حياتهم ستتحسن، ولهذا نجح أسلوب السيتسودن في اليابان حيث يعمل الجميع دائما بروح الفريق الواحد في الكل والكل في واحد”.
وألمح ” ناجامونيه” إلى أنه عندما أطلقت حكومة اليابان مبادرة سيتسودن لم ترغم أحد على تطبيقه بل طبقه الشعب إحساسا منه بالمسئولية. كما تطرق إلى أن استخدام أسلوب سيتسودن وفر الطاقة المستخدم في اليابان بشكل عام بنسبة 10% وفي طوكيو بنسبة 14 % ، مشيرا إلى أنه بتطبيق ذلك النظام في مصر قد نتمكن من حل مشكلة انقطاع الكهرباء كما قد نتمكن من توفير مليارات لاستخدامها في أمور أخرى ، وستحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الكهرباء بل وتصديرها أيضا وأوضح إن بتوفير الطاقة في مصر بأسلوب سيتسودن سيتوفر غذاء لكل الشعب لمدة خمسة أشهر .
وأضاف: ” استطاعت اليابان خلال 4 اشهر (الفترة من وقوع الكارثة في مارس وحتى بداية الصيف في شهر أغسطس) التغلب على الكارثة ؛ فسيتسودن ليست خطة تحتاج الى وقت بل ستظهر نتائجها بمجرد تطبيقها، ولا تحتاج إلى مجهود أو تكاليف ضخمة ، فهر لا تحتاج الى تغيير سيارتك لتكون صديقة للبيئة او تغير مصابيح المنزل إلى مصابيح موفرة للطاقة فقط يقومون بتنفيذ عناصر السيتسودن.”
واوضح “ناجومونيه” إلى إنه بتطبيق نظام السيتسودن احتلت اليابان المركز الأول في قائمة الدول المرشدة للطاقة يليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، مضيفا:” لو فكرنا بشكل إيجابي سنجد إن مصر أمامها فرصة لترشيد الطاقة في مجالات عدة ، وهنا أسألكم سؤال واحد هل ستتعرض مصر هذا الضيف لانقطاع الكهرباء؟ والإجابة هنا تعتمد عليكم.”
وأكد ” ناجامونيه” أن حكومة اليابان لم تقم بشئ بل اقترحت الفكرة فقط ، وحتى لم تطلب أي نسبة تريد لتوفير الطاقة، وتركت الأمر للشعب ، والشعب الياباني من قام بالتنفيذ إحساسا منه بالمسئولية.
وأوضح ناجامونيه أن اليابان عقب كارثة فوكوشيما أصبحت تلجأ إلى التنويع في مصادر الطاقة ، وحاليا هناك ابحاث لاستنباط الطاقة من مصادر جديدة مثل توليد الطاقة من دلو ماء واحدة وتوليد الطاقة من خلال خلايا شمسية يتم وضعها في الكواكب الأخرى بالفضاء وإرسالها للأرض عبر موجات ميكرو لكنها لازالت أبحاث واعتقد أننا لن نرى ذلك في حياتنا .
وردا على تعقيب إحدى الحضور حول مشاكل ترشيد الطاقة في الحكومة المصرية مثل إضاءة أعمدة الشوارع نهارا بسبب عطل الخلايا الشمسية، أفاد إن اليابان يمكنها الحوار مع الحكومة المصرية والاستفسار عن مشاكلها في مجال الطاقة واقتراح المساعدة.
ومن جانب آخر أشار ناجامونيه إلى أن مصر قامت بمساعدة اليابان بتأسيس طواحين هواء في منطقتي خليج الزيت والزعفران كما تم وضع خلايا شمسية ضخمة في كل من الكريمات والغردقة، بالإضافة على ذلك فإن هيئة المساعدات اليابانية “جيكا” تدرس توليد الكهرباء من خلال نهر النيل.
فيما اقترح دكتور ياسر كمال رئيس شبكة ثورة مصر الإعلامية ورئيس جمعية ثورة مصر للتنمية وحقوق الإنسان بالتوسط بين مؤسسة اليابان الثقافية ووزارة الكهرباء لتنفيذ حركة السيتسودين.
يذكر أن ناجامونيه حصل على درجة الماجستير عام 2006 من معهد طوكيو للتكنولوجيا – كلية الهندسـة والذي تخرج فيها عام 2004. ويعمل منذ 2006 بوكالة الطاقة والموارد الطبيعيـة، قسم صون الطاقة وموارد الطاقة المتجددة في وزارة الاقتصاد والطاقة والصناعة اليابانية METI، ثم عمل كمدير عام لقسم السياسات الخدميــــة في ذات الوكالة. اتجــه بعدها لدراسة القوانين الخاصة بمجاله وأصبح “متخصص قانوني” يعمل في قسم الشئون العامة بوزارة الاقتصاد والطاقة والصناعة حتى عام 2012، وانتقل بعدها– وحتى الآن – للعمل كملحق اقتصادي في سفارة اليابان في مصر.