تركز اللقاء الذي عقده مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة،هنا اليوم، مع قيادات 26 حزبا سياسيا ممثلا في المجلس الوطني التأسيسي ( البرلمان ) حول ملفين اساسيين هما الملف الاقتصادي والملف الامني
واوضح نضال الورفلي، الوزير لدى رئيس الحكومة، المكلف بتنسيق ومتابعة الشؤون الإقتصادية،في تصريح له عقب اللقاء أنه جرى خلاله تقييم الوضع العام للبلاد ولاسيما الإقتصادي منه والأمني. مؤكدا وجود اتفاق جماعي يقربضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز الوضع الراهن الذي وصفه ب “الصعب”.
كما أشار إلى تسجيل “تفاعل إيجابي” من قبل الأحزاب الحاضرة “لتثبيت هذا المسارالتشاركي الذي سيكون بصفة دورية، مع الإتفاق على عقد مؤتمر وطني حول الأمن والإرهاب في الفترة القادمة”، دون ذكر تاريخ محدد لذلك. مضيفا أنه، “رغم العمليات الإرهابية التي عرفتها البلاد في الأيام الاخيرة، إلا أن الوضع الامني يسجل تحسنا بصفة ملحوظة”.
من جانبها أكدت الأمينة العامة للحزب الجمهوري، مية الجريبي، أن الحوار مع رئيس الحكومة، كان “عميقا وصريحا، تناول جميع الإستحقاقات التي تنتظر البلاد. كما أثار موضوع التعيينات الحزبية التي كانت على رأس المؤسسات الوطنية وضرورة مراجعتها على أساس الكفاءة والحيادية”، حسب تعبيرها. من جهته أبرز القيادي في حركة النهضة، عامر لعريض، أن الملف الإقتصادي، “نال القسط الأكبر من حوار رئيس الحكومة مع ممثلي الأحزاب السياسية”، مشيرا إلى ضرورة تهيئة كل الأوضاع والظروف ودفعها نحو الإيجابي في البلاد، من أجل تجاوز هذا “المأزق”،على حد قوله. أما الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، فقال عقب اللقاء إن الجبهة “أبلغت رئيس الحكومة بأنه سيقع في الأيام القادمة، تقديم مشروع ميزانية تكميلي، يعوض النقائص التي شابت قانون المالية الأخير”.
واعتبر أن من بين المهام الأساسية للحكومة المؤقتة الحالية، “وضع حد للنزيف الأمني وللتعيينات على أساس الولاء الحزبي” وكذلك التحقيق في حقيقة الجرائم التي راح ضحيتها كل من الناشط السياسي والحقوقي شكري بلعيد في 6 فبراير 2013 ومحمد البراهمي عضو المجلس التأسيسي والمنسق العام للتيار الشعبي في 25 يوليو من نفس العام.
وأضاف الهمامي أنه تم التطرق أيضا، إلى المسار الإنتخابي وكيفية الوصول إلى الإنتخابات” في إطار من الشفافية، يضمن لكل مواطن اختيار ممثله بكل حرية، بعيدا عن العنف”.
يذكر أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين ممثلي الأحزاب ومهدي جمعة الذي مضى اليوم، شهر على توليه منصب رئاسة الحكومة.
وينتظر أن يعقد جمعة، في غضون الأسبوع المقبل، لقاء إعلاميا، وصفه البعض بلقاء “المصارحة” علما وان مهمة حكومته تتمثل اساسا في تسيير ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتنظيم الانتخابات القادمة قبل نهاية العام الحالي.