◄ حملت رفات مارمرقس فى الطائرة من روما للقاهرة
◄ البابا شنودة أعظم معلم والأنبا غريغوريوس أعظم عالم والأب متى المسكين اعظم راهب!
◄ المسيح كان قروياً ولم يذهب للمدينة إلا فى الأعياد
◄ موقف الحياد جعلنا محل إقبال من كل الأساقفة
فى البداية يرجع الفضل لتحقيقى هذا الانفراد لصديقى فنان الايقونة المبدع منير غبريال .فهو الذى رتب لى الميعاد وساعدنى فى الالحاح مع الارشى لكى يوافق على اجراء الحديث .وهذه فرصة جيدة لكى اشكر الفنان منير .وقد تم اجراء هذا الحوار فى بيت الشمامسة بالجيزة فى عام 2009 ونشر باللغة الانجليزية فى ملحق وطنى الدولى ..
هذا ليس حواراً بالمعنى التقليدى وذلك ببساطة لأن الأرشيدياكون “رمسيس نجيب” ليس شخصاً تقليدياً… فهم واحد من كبار الخدام فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية… ويخدم فى مجال إعداد الشمامسة وخدمة القرى منذ خمسينيات القرن الماضى… ويرأس بيت الشمامسة القبطى بالجيزة… وكلمة شماس تعنى “خادم”… كما يدرس مادة خدمة القرية بمعهد الرعاية وعلى الرغم من تجاوزه الثمانين من عمره إلا أنه شعلة من النشاط والحيوية والعمل… وهو حوار معه وليس عنه فالرجل يرفض تماماً الحديث عن نفسه ولكن يتحدث فى موضوعات مهمة من خلال كونه أباً لعدد كبير من الأساقفة والكهنة والعلماء أيضاً لذلك كان معه هذا الحوار:
◄ ما هو موقع رتبة “الأرشيدياكون” فى الكنيسة؟
الكهنوت مثلث متساوى الأضلاع وهذا المثلث يتكون من ضلع الأسقفية ويشمل (الأسقف – المطران – البطريرك)، وضلع القسيسية ويشمل (القس – القمص – الخورى أبسكوبوس أى مساعد الأسقف) وضلع الشموسية ويشمل (الأبسلتس أى المرتل والأناغسطيس أى القارئ المفسر والياكون أى الشماس وأبيذياكون المساعد والأرشيدياكون أى رئيس الشمامسة)… وقد افتقرت الكنيسة فى عصور الاضطهاد وأصبح الشمامسة متطوعون للخدمة ونحن نطالب قداسة البابا شنودة بعودة الدرجة إلى رتبته، ففى الماضى كان الأساقفة يرسمون من الشمامسة المتبتلين والكهنة المتبتلين.
◄ كيف بدأت رحلتك مع الخدمة والتكريس؟
أولاً كلمة تكريس تعنى تفرغاً وقد بدأت الخدمة للشباب فى سن مبكرة وأذكر أنه من الدروس الأولى التى تعلمتها فى الخدمة هو أن أحفظ أسماء المخدومين فيقول “ديل كارينجى” اسم الرجل أحب الاسماء إلى قلبه.. ومن عيوب القائد الآن فى مجال الخدمة عدم حفظ أسماء مخدوميهم وأذكر قصة الرعاة الأربعة الذين دخلوا قرية واختلطت أغنامهم ببعض ماذا يفعل الراعى إنه صعد فوق ربوة عالية ويناديها بصوت مميز فتذهب أغنامه إليه دون اختلاط!.
◄ وما هى قصة البيت الشمامسة القبطى بالجيزة؟
وضع حجر أساس هذا البيت فى عام 1955 وسكنت أول مجموعة به عام 1960 وفى عام 1965 أنشئ الدور الثانى وفى أوائل السبعينيات تم البناء.. وكان فى البداية اسمه “بيت الشباب الجامعى” وفكرة إنشاء البيت جاءت من خدمة المغتربين للدراسة بجامعة القاهرة فكان هناك خمس شقق لكل شقة فى أحد الأحياء بها مجموعة من المغتربين وهذا البيت جاء من قلب الخادم القدير الأب القمص صليب سوريال صاحب كتاب “نظم الخدمة” أو الكتاب الأحمر نسبة إلى غلافه وكان هذا الكتاب بمثابة دستور للخدمة والعمل الروحى وفى عام 1975 وله بيت آخر للشمامسة بمدينة 6 أكتوبر للمغتربين هناك حيث كان وقتها بسبب –خلو المدينة من السكان- منتشر الفساد والدعارة والإدمان، لذلك كان لابد من وجود حصن للمغتربين من الطلبة وبالفعل تم بناؤه فى 9 أشهر.
◄ وما هى رسالة بيت الشمامسة؟
رسالة بيت الشمامسة هى إعداد خدمة الشماس الذى دوره لا أن يقرأ الكتب فقط فى الكنيسة بل ويفسرها. وكذلك إعداد وتخرج خدام القرى فخدمة القرية هى إحدى السمات الأساسية لبيت الشمامسة ومع الوقت تم تكوين قادة محليين فى القرى والبيت يخرج إنساناً كاملاً… طالباً جامعياً ناجحاً ومتخرج بأعلى التقديرات وفى نفس الوقت ناجح روحياً وذو علاقة قوية بالله. ولذلك هذا البيت تخرج منه عدد كبير من الأساقفة والكهنة الذين يخدمون الكنيسة بالروح والحق وأيضاً عدد كبير من العلماء منهم أذكر الدكتور جورج بشرى حنا الثانى فى العالم فى جراحة المناظير والدكتور رفيق يوسف المستشار الاقتصادى الكبير وغيرهم الكثير.
◄ وماذا عن إصدارات البيت؟
اتخذت أسلوباً بسيطاً فى الاصدارات التى ينشرا “بيت الشمامسة” وهى أن تضع للقارئ المعلومة من خلال قصة تدخل “قلبه” وبهذا المنهج تجد سلسلة “فضائل فى حياة القديسين” التى منها كتب “المحبة والعفة” وهناك أسلوب التساؤلات الشبابية فالقارئ اليوم يحتاج إلى “سندوتش” ومن خلال خدمة الشباب طوال هذه السنوات تكررت عندى الأسئلة التى يطرحونها فالموضوعات تدرس عشرات المرات، مما يعطى خبرة كبيرة فى مجال الأمور الاجتماعية… ويظهر ذلك فى كتب “طهارتى-الاختلاط”… وإلى جانب ذلك هناك كتب عامة مثل: “معاملات المسيح مع الخطاة”… والمهم فى الكاتب أن يحترم بالأساس ثقافة الاختلاف.. وأذكر عبارة جميلة تقول: “كان عندى 5 أولاد ربيتهم بالأحرى تربيت على أيديهم، وهذا هو الأب والخادم والقسيس الناجح فالذى يعلمه هو نفسه يتعلمه.
◄ يرفع بيع الشمامسة دائماً شعار الحياد عند طرح بعض المشاكل والأمور الكنسية الداخلية فماذا يعنى الحياد؟
هذا هو موقفنا نحن نحب الكل وأثناء الكلام والحوارات والصراعات نقول هذه الجملة “البابا شنودة أعظم معلم، أنبا غريغوريوس أعظم عالم، الأب متى المسكين أعظم راهب” فمن ينكران البابا شنودةكم علم وحاضر ووعظ بانتظام ودقة ومن ينكر علم الأنبا غريغوريوس الذى كانت رسالة الدكتوراة التى حصل عليها عن “الحروف اليونانية فى القداس القبطى” وانظر إلى كتاباته وعلمه فى مجالات عديدة لا علاقة لها بتخصصه، والأب متى المسكين راهب عظيم حفر بيده مغارته فى وادى الريان وطبق فكر الراهبان الأوائل. لقد أخذنا موقف الحياد مع دراسة جميع الحلقات الدراسية من كل الاتجاهات ولا نقبل أن نقع تحت طائلة أحد. فأعلم الشماس أن “الجيزة محايدة” وكان أبونا صليب سوريال يقول أنا “لا شنودى ولا صموئيلى ولا متاوى” وبذلك نأخذ الجوانب المضيئة من الكل ولو أخذت كل كنائس الكرازة بهذا المنهج لم نكن نرى الاختلافات “وأنا لبولس وأنا لأبولوس” أى ليس هناك شيع… فحب الكل خذ من كل واحد الحاجة الحلوة إللى فيه ومنطق الحياد جعلنا محل إقبال من كل الأساقفة كمدرسة تعد الخدام.
◄ ماذا تذكر عن نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات؟
بالنسبة للذكرى فلابد من الاهتمام بالتاريخ الشخصى والدروس المستفادة من حياة الشخص فأنا أمره التأبين وأكره تأبين الأحياء، وأهم ما كان يفعله نيافة الأنبا صموئيل هو شعار “عينى على الهدف” فلأجل تحقيق حياتك وأيديولوجيتك فإن الصعوبات تزيدك إصراراً على تحقيق الهدف الأساسى وهو خلاص الإنسان وربطه بالمسيح. وقد علمنا الخادم الراحل القدير “يس حنا” شعار “ضع يدك فى يد كل متحد معك فى الهدف”.
◄ وماذا عن خدمة القرية؟
منذ أيام الرائد حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد وتمتاز الجيزة بخدمة القرى والآن يتم تدريس خدمة القرية بمعهد الرعاية ويقوم بذلك نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومرسى مطروح والخمس مدن الغربية واشترك معه فى التدريس حيث قرأت الكثير عن كتب علم الاجتماع الريفى ووضعت منهجاً علمياً ودراسة تطبيقه.
والقرية من الناحية الروحية نجد أنه بدراسة الكتاب المقدس أن السيد المسيح كان “قروياً” لم يدخل المدينة إلا فى الأعياد ولكن الجانب الأعظم من خدمته كان فى الكور المحيطة ةالعزب والقرية أنجبت معظم رجالات مصر… وأعظم البطاركة فلاحين وفى الكنيسة اليونانية 80% من البطاركة من قرى.. وقداسة البابا شنودة يقو أبى فلاح بسيط إذن أن القرية لم تعد قرية فقد انقسمت إلى نصف قرية ونصف مدينة وللأسف أخذت القرية كل مساوئ المدينة وتركت معظم إيجابياتها فأذكر أن هناك مثلاً كان يقال إن الفلاح الفقرى إللى تشوفه الشمس وهو نايم!! وهذا الآن العادى بسبب الدش!.
◄ وما هى صفات الخادم بالقرية؟
صفات الخادم العامة أى أنه إنسان روحى يعيش حياة الكنيسة ومنهج الكنيسة الأرثوذكسية. هو الخبرة أى الممارسة أولاً ثم تأتى بعد ذلك المعرفة فقد سألوا القديس كبريانوس من هو اللاهوتى فى رأيك؟ فقال أنه “الشهيد” فقالوا له كيف؟ قال لأنه اختبر المحبة لله فقدم حياته. ومشكلتنا الآن ازدياد المعرفة من الكتب أصبح الاختبار الروحى قليلاً فتجد من يحث الناس على المحبة وهو فى شجار مع أهل بيته.
◄ من هو الأسقف الناجح فى رأيك؟
الذى لا يعمل بمفرده بل يعمل مع الآخرين وبالآخرين.
◄ما نصيحتك للطلبة فى بيت الشمامسة… مع بداية العام الدراسى؟
لا يجب أن تهمش العقل والتأكيد على الآية التى تقول “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك” أى أن الذى يلغى العقل لا يحب الله وأقدم له تشبيهاً أقول فيه أن المكتب هو المذبح والكتاب ذبيحة والقسيس هو العقل، فالسطحية والسذاجة ليست من المسيحية.
◄إذن ما رأيك فى سيل الكتب المنهمر والمملوءة بقصص إعجازية ساذجة؟
نطالب البابا فى عصر العلم والمعرفة أن تكون هناك هيئة أو لجنة من الإكليريكية أو غيرها تكون مهمتها مراجعة الكتب وتقييمها.
فالبابا مازال أسقف التعليم بالكنيسة والقديس أغسطينوس يقول “أؤمن كى أتعقل”.
◄ ما هو أكثر يوم “مفرح” فى حياتك؟
عندما شاركت فى رحلة إحضار رفات القديس مرقس الرسول مبشر مصر بالمسيحية حيث تم اختيار “5” من كل إيبارشية وطلعت مع كوتة الأنبا صموئيل حيث كانت الرحلة إلى روما 5 أيام بـ185 جنيهاً وكنت الوحيد فى الوفد الذى أحمل “تونية الشماس” الجلباب الأبيض وهذا جعلنى أحمل الرفات داخل الطائرة من روما إلى مطار القاهرة حيث سلمتها لقداسة البابا كيرلس السادس