أعربت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة وتأجيج التوترات في القدس الشرقية المحتلة، خاصة تزايد دخول المتطرفين والقادة السياسيين الإسرائيليين، بمن بينهم المسؤولون الحكوميون، إلى باحات المسجد الأقصى، مما يثير مشاعر المصلين الفلسطينيين وغيرهم.
وأشارت اللجنة في بيان أصدرته، عن الوضع في القدس، إلى أن التطور الخطير الآخر المثير للقلق هو بدء الكنيست الإسرائيلي مؤخرا نقاشا حول مشروع قانون لفرض ##السيادة الإسرائيلية## على الحرم الشريف. ونبهت الى” أن هذه الأعمال في هذه المنطقة الحساسة للغاية لا تشكل قلقا بالغا للفلسطينيين فحسب، لكنها أيضا تعتبر أعمالا تحريضية خطيرة في المنطقة ككل، وعلاوة على ذلك فإن هذه الأعمال تقوض عملية المفاوضات الحالية وتهدد فرص تحقيق السلام”.
وقالت اللجنة” أن هذه الأعمال الأخيرة تمثل استراتيجية واضحة لتغيير الطابع القانوني والديموغرافي والمادي والثقافي لمدينة القدس الشرقية، وهي أعمال محظورة بشكل واضح بموجب القانون الدولي، كما تم تكثيف عمليات هدم المنازل والطرد والاستيلاء على الأراضي وإلغاء حقوق الإقامة للمقدسيين الفلسطينيين”.
وأوضحت انه في عام 2013، تم هدم 565 مبنى في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 298 فلسطينيا، من بينهم العديد من النساء والأطفال. ويسمح للفلسطينيين بالبناء في 14 في المائة فقط من القدس الشرقية، وأنه منذ عام 1967 تم الاستيلاء على ثلث أراضي الفلسطينيين في القدس الشرقية. في الفترة نفسها، قامت إسرائيل بإلغاء حقوق الإقامة لأكثر من 14.000 فلسطيني.
وعلاوة على ذلك، فإن بناء الجدار ونقاط التفتيش العديدة وفرض نظام تصاريح الدخول الصارم قد عزل القدس الشرقية فعليا عن بقية الضفة الغربية، وقيد حركة الفلسطينيين وقطع أوصال الأرض الفلسطينية، كما أدى إلى زيادة تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية للسكان الفلسطينيين. وذكرت أن إسرائيل تواصل بناء المستوطنات في القدس الشرقية وفي انتهاك للقانون الدولي وفي تحد لدعوات المجتمع الدولي المتكررة لإنهاء هذه الأعمال غير القانونية. حتى بعد استئناف محادثات السلام في يوليو الماضي، أعلنت إسرائيل عن خطط لبناء أكثر من 5000 وحدة إستيطانية جديدة في الأحياء الفلسطينية في المدينة.
وأكدت اللجنة مجددا أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وتنطبق عليها أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، وهو ما أكدته قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة العديدة حيث تنص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة بشكل واضح أنه ##لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها##. ولفتت الى أن مسألة القدس الشرقية هي واحدة من قضايا الوضع النهائي الأساسية، وأن استقلال دولة فلسطين ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة للجميع، هو شرط أساسي لتحقيق سلام عادل ودائم.
ودعت اللجنة، مجلس الأمن الدولي إلى العمل دون تأخير لمواجهة هذه التطورات الخطيرة والتي تعتبر تحديا لقرارات المجلس.كما دعت المجلس لمواصلة رصده للانتهاكات لهذه القرارات والعمل بالتالي على تنفيذها.
وأكدت اللجنة أنها ستواصل القيام بعملها وفقا لولايتها حتى يتم حل قضية فلسطين في جميع جوانبها، ودعت المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لجعل عام 2014، العام الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عاما حاسما في تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني، وإعمال حقوقه الوطنية والتوصل إلى حل سلمي للصراع في جميع جوانبه.