أبدى 8 من بين كل 10 شباب ببلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفاؤلهم بما ستكون عليه الأمور خلال العام الجديد، وذلك وفقا لدراسة استطلاعية تحمل عنوان آفاق جديدة : شباب عرب وعلى تواصل، من خلال الإنترنت بناء على طلب من شركة “أوريدو” للتعرف على أسباب استخدام الشباب في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للإنترنت تطلعاتهم في ذلك الشأن
وذكر بيان صحفي صادر عن “أوريدو” أن الدراسة، التي نُشرت نتائجها اليوم، استطلعت آراء أكثر من 10500 من الشباب في 17 دولة بالمنطقة، ومن أبرز نتائجها أن 9 من بين كل 10 شباب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرى أن الإنترنت والتقنية الرقمية النقالة تسهمان في تمكين الشباب من تحقيق تطلعاتهم الشخصية في الحصول على الوظائف، واقتناص فرص الأعمال الريادية، وتحسين أوضاعهم التعليمية والمالية والصحية.
كما يعتقد 91% من الشباب الذين استطلعت آراؤهم أن التقنية تُعد أساس المجتمعات الحديثة والتقدمية والفعالة، بيد أن شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم يستفيدوا بعد من كونها أداة اقتصادية توفر الكثير من الإمكانات، وأعرب 81% من الشباب العرب عن تفاؤلهم بالمستقبل رغم العقبات الاقتصادية والتعليمية الصعبة الماثلة أمامهم فيما قال 45% منهم إنهم يعملون بوظائف لا تتناسب مع طموحاتهم. في حين، أعرب أكثر من 80% من الشباب عن ايمانه بأن الإنترنت تمكنهم من مواصلة تعليمهم إلى مستويات أعلى مما يمكنهم تحقيق ذلك في بلادهم.
من جهته، قال الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة “أوريدو” تعقيبا على تقرير نتائج هذه الدراسة: “اعتمد شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التقنية الحديثة كوسيلة لتغيير حياتهم، ولعل من أبرز ما رصدته هذه الدراسة هو مستوى التفاؤل لدى الشباب رغم الصعوبات والعقبات الماثلة أمامهم، واعتماد هذه الشريحة السكانية المهمة على التقنية الحديثة لاقتناص الفرص التي تمكنهم من تطوير أنفسهم.
ويتعين على المؤسسات والهيئات الحكومية والشركات والهيئات عامة أن توفر الرعاية ميزات الابتكار والإبداع هذه وإيجاد السبل الكفيلة بتنميتها بين شباب المنطقة لتمكينهم من الإسهام في تنمية مجتمعاتهم”.
وقدم نتائج الدراسة هذا الأسبوع ضمن سلسلة محاضرات في جامعة كارنيجي ميلون أمام حشد من المهتمين من الباحثين وأساتذة الجامعة والطلاب وأفراد المجتمع. وأظهرت الدراسة أن شباب العصر الرقمي الراهن باتوا يعتمدون على تقنيات المعلومات والاتصالات لاقتناص الفرص المجزية وتعميق فهم الآخر وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
ومن أبرز ما أظهرته الدراسة الاستطلاعية في هذا السياق أن 91% من الشباب يتفقون على أن “التقنية تُعد أساس المجتمعات الحديثة والتقدمية والفعالة”، مثلما يتفق 89% منهم على أن “التقنية تفتح قنوات الاتصالات مع الآخرين مما يؤدي لتعزيز العلاقات الطيبة وفهم الآخرين بشكل أفضل.
وفي الوقت الذي أظهر فيه التقرير تفاوتا نسبيا متوقعا بين البلدان المختلفة، إلا أنه بين أن هناك تشابها لافتا في آراء الذكور والإناث الذين استطلعت آراؤهم، في مؤشر على تعميق التوافق بين الجنسين بشأن أهمية التقنية. ورغم أن الذكور يمثلون ثلثي مستخدمي الإنترنت ببلدان المنطقة، يتفق 72% من الذكور و77% من الإناث على أهمية تكافؤ فرص الأعمال للجنسين، في مؤشر على توافق الجنسين بشأن الدور المتوقع للمرأة في عالم الأعمال.
ووفقا للتقرير الصادر حول الدراسة، فإنه في اليوم الواحد يستغل الشباب ما معدله 18% من وقتهم على الإنترنت في التواصل مع آخرين، و16% منه للتعلم والتدريب، و15% منه في الأنشطة المتصلة بوظائفهم، و12% منه بحثا عن وظائف وغيرها من الفرص المهنية، كذلك أظهر التقرير أن الشباب العرب يضعون الأولوية للسرعة عند إبداء رأيهم بخدمة الإنترنت، دون الاهتمام بالقيود التي قد تحد من النفاذ إلى مواقع معينة، مثلما يأخذون في الحسبان الخدمات الجديدة وخدمة العملاء، إذ قال 70% من المشاركين بالدراسة الاستطلاعية إن سرعة الإنترنت تمثل المعيار الأول الذي يأخذونه في الاعتبار عند اختيار مقدم خدمة الإنترنت.
واتفق الشباب المشاركون بالدراسة على الأهمية البالغة للإنترنت في البحث عن وظائف تتناسب مع طموحاتهم. وقال 91% منهم إن الإنترنت يمكن أن تدعم طموحاتهم للانطلاق بأفكار مبتكرة في عالم الأعمال، فيما أعرب 83% منهم عن رغبتهم بإطلاق شركاتهم الخاصة، وقال 66% منهم إن الإنترنت قد تساعدهم في تأمين التمويل اللازم لأفكارهم في عالم الأعمال.
ولكن الأمر لم يكن خاليا من التحديات، لاسيما العقبات القانونية التي تعترض تأسيس الشركات في بعض البلدان، إذ قال قرابة 6 من بين كل 10 مشاركين بالدراسة الاستطلاعية إن ثمة قيود قانونية تحول دون تأسيس شركات خاصة بهم وقد يكون من الصعب التغلب عليها.