وقت عصيب تمر به الإسكندرية المدينة العريقة تحصد اليوم ثمار عقود طالت من الفساد والجهل وسوء الإدارة وإساءة التخطيط، مدينة الأسكندرية التي يزيد عمرها عن ألفي وثلاثمائة عام لاتجد من يدافع عنها وعن تاريخها ومستقبلها ،وتترك الآن لجرافات الجهل والجشع.
الآن، في اللحظات التي تكتب فيها هذه الكلمات، تقوم فيها هذه الجرافات بهدم آخر جدران أحد أهم المباني التاريخية في الإسكندرية.. فيلا أجيون وبحسب ماأكدته مبادرة”إنقذوا الأسكندرية”المعنية بالحفاظ على تراث الأسكندرية المعمارى من قيام ملاك “فيلا أجيون” بهدم الفيلا بالكامل أمس الثلاثاء 5يونيو2014.
وقد إهتمت مبادرة “إنقذوا الأسكندرية”بالتوعية والتعريف بتاريخ فيلا أجيون ورصدت أكثر من مرة محاولات هدمها، كما قامت المبادرة بتنظيم وقفة احتجاجية أمامها فى محاولة للبحث عن إجابة:من سينتصر..نحن أم جرافات الجهل والجشع؟! كما تم التنبيه مؤخرا للأحكام القضائية التي صدرت بخصوصها..لكنها الآن تهدم. بالقانون.
يقول الدكتور محمد عادل دسوقي، وهو معماري سكندري تخرج من جامعة الإسكندرية،وعضو مؤسس بمبادرة”إنقذوا الأسكندرية”:”ما تتعرض له الإسكندرية من تشويه خطير ومتعمد لعمرانها وهويتها سيتطلب منّا عشرات من السنين من العمل الجماعي إذا رغبنا في علاجه… فما بالك إذا لم تتواجد هذه الرغبة أصلا؟
ويضيف محذرا:”الأمر جد خطير . فإما أن ننتبه و نتكاتف و نتحرك أو فلنعتبرها بحق.. آخر أيام الإسكندرية.”
جدير بالذكر أن فيلا جوستاف أجيون هي فيلا من تصميم المعماري الفرنسي أوجوست بيريه (1874 – 1954)، أحد أهم وأشهر معماري العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني. بسبب القيمة العالية لبيريه أدرجت اليونسكو أبنية قام بتصميمها في قائمة التراث العالمي، لتصبح تراثا للإنسانية جمعاء لا لشعب من الشعوب، ويزورها اليوم الآلاف في كل عام. في الوقت الذي يتم فيه هدم ما بناه في الإسكندرية.