أتم المشير و وزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسي، ووزير الشؤون الخارجية نبيل فهمي أمس 13 فبراير زيارة رسمية لموسكو فى إطار توثيق العلاقات بين البلدين .
وقد استقبل رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين الفريق عبد الفتاح السيسي و نبيل فهمي. وأجرى المسئولون المصريون والروس اجتماعات منفصلة فضلا عن المفاوضات في مبادرة ” 2 +2 ” بالتنسيق مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ووزير الشؤون الخارجية للاتحاد الروسي سيرغي لافروف .
وفي سياق المشاورات ناقش الوزراء تفاصيل آفاق التنمية الشاملة للعلاقات الروسية – المصرية ، بما في ذلك قضايا تسريع أنشطة اللجنة الروسية المصرية المشتركة – للتعاون التجاري و الاقتصادي و اتفقوا على أن اجتماعها المقبل سيعقد في موسكو في 28 مارس 2014 مع التأكيد على ضرورة الإعداد الدقيق لهذا الحدث الثنائي المهم .
وقرروا الاسراع في العمل التحضيري للاتفاقات الحكومية الدولية بشأن التعاون العسكري و العسكري التقني . وأكد الوزراء على تطلعات الجانبين إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الثقافة والعلوم و التعليم. وناقش الوزراء أيضا المشاكل الإقليمية والدولية الحيوية.
وقالوا انهم يؤيدون التطلعات المشروعة لشعوب منطقة الشرق الأوسط من أجل حياة أفضل ، و من أجل إقرارالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل موسع ، مع الأخذ بعين الاعتبار التفرد التاريخي والحضاريى في كل بلد وضرورة مراعاة حقوق الإنسان المعترف بها عالميا .
وأكد الوزراء مجددا على احترامهم لمبدأ سيادة الدولة ، وأدانوا التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأية دولة ، ودعوا إلى حل القضايا العالقة وحالات الأزمات بالوسائل السلمية من خلال حوار شامل واسع ومركز . وأدان الوزراء الإرهاب بجميع أشكاله و مظاهره، بغض النظر عن دوافعه ، و شددوا على أن الإرهاب لا يمكن ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو ثقافة أو جماعة عرقية. واتفق الوزراء حول ضرورة مكافحة الإرهاب والقرصنة و الجريمة المنظمة ، والاتجار بالمخدرات والهجرة غير المشروعة .
وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق ازاء العنف المستمر و عدم الاستقرار في سوريا ، هذا الذى أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى و زيادة أعداد متزايدة من الناس المشردين واللاجئين بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمؤسسات السورية الحيوية. وأكدوا من جديد على الاحترام الكامل لسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية و رفض أي تدخل أجنبي في شؤونها ، وأكدوا على حق الشعب السوري في العيش في حرية واستقرار وأمن وازدهار. وأيد الوزراء التسوية السياسية للصراع ، والتى بدأت في مؤتمر ” جنيف 2 ” الدولي حول سوريا في مونترو في 22 يناير 2014 من خلال المفاوضات السورية المباشرة بين الأطراف السورية التى هدفت إلى التنفيذ الكامل لبيان جنيف في 30 يونيو 2012.
وشددوا على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى حل الأزمة السورية ، وتوفير الفرصة لجميع السوريين للعيش معا في سلام وأمن وفقا لجميع المبادئ الديمقراطية التى تضمن حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية. وأكدوا مجددا تصميمهم على دعم النتائج الناجحة لعملية نزع السلاح الكيميائي الخاص بسوريا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 و قرارات المجلس التنفيذي لـ OPCW . ودعوا أطراف النزاع لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري الذى يعاني ، وذلك وفقا لمبادئ القانون الدولي الإنساني وبناء على البيان الرئاسي لمجلس الأمن فى 2 أكتوبر 2013 .
وفي سياق مناقشة القضايا الاقليمية ، رحب الوزراء باستئناف جهود المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 29 يوليو، 2013، و الدعم المقدم لهذه العملية من قبل وزير الخارجية الامريكية جون كيري. وقد أشاروا أيضا إلى المساهمة القيمة من اللجنة الرباعية . واتفقوا على أن إنهاء الاحتلال على أساس حدود عام 1967 ، بما فيها القدس الشرقية ، و قالوا أن إقامة دولة فلسطينية مجاورة ذات سيادة هو أمر فى غاية الأهمية و سيسهم في أمن المنطقة ، والقضاء على مصدر رئيسي لعدم الاستقرار وخلق بيئة إيجابية للنمو والازدهار و التعاون بين شعوبها. وشددوا على أن حل الصراع العربي الإسرائيلي لا ينبغي أن تحجبه أو تعمل على إهماله أي تطورات إقليمية أخرى .
وأكد الوزراء التزامهم بحل شامل و عادل ودائم لهذا النزاع طبقا للمبادئ المعترف بها فى الإطار القانوني الدولي ، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن 242 و 338 ، و مبادئ مدريد ، وخارطة الطريق ، ومبادرة السلام العربية. ودعوا الأطراف إلى مواصلة المفاوضات بحسن نية و إلى تجنب أي عمل من جانب واحد . وفي هذا السياق، أعربوا عن بالغ قلقهم إزاء الأنشطة الاستيطانية غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة ، بما فيها القدس الشرقية.
وأكد الوزراء مجددا دعمهم لوحدة و سيادة ليبيا و الجهود التي تبذلها القيادة الليبية التى تهدف إلى إقامة دولة مستقرة وديمقراطية من خلال عملية سياسية مستمرة. ورحب الوزراء باعتماد الدستور وتشكيل الحكومة الجديدة في تونس.
وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء محاولات المتطرفين في العراق لزعزعة الاستقرار لما فى ذلك من انعكاسات واسعة على النطاق الإقليمي، بما في ذلك النزاعات المسلحة الجارية في سوريا . وحث الوزراء المجتمع الدولي على تقديم أقصى دعمه للتدابير التي اتخذتها السلطات العراقية في مكافحة الإرهاب و تشجيع القوى السياسية العراقية للبحث عن نتائج مقبولة للطرفين.
وأعرب الوزراء عن دعمهم للعملية السياسية في اليمن على أساس اتفاقات الرياض التى تقوم على التداول السلمي للسلطة . وفي هذا الصدد أكدوا على الأهمية الخاصة للقرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني بشأن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتى يواجهها المجتمع اليمني اليوم.
وشدد الوزراء على الأهمية الشديدة للتنفيذ الكامل للاتفاقيات الأمنية والاقتصادية بين جمهورية السودان و جمهورية جنوب السودان كخطوة رئيسية نحو مستقبل مستقر ومزدهر لكلا البلدين ، فضلا عن ضرورة استمرار العمل الجاد والذى يهدف إلى مساعدة اثنين من الدول في جهودها الرامية للوصول الى حل لجميع القضايا بما في ذلك منطقة “أبيي” المتنازع عليها. وأكدوا أيضا على ضرورة مواصلة الجهود الموحدة لبلوغ السلام والاستقرار على أساس تنفيذ اتفاق سلام دارفور.
وناقش الوزراء أيضا مسألة استخدام المياه في حوض النيل ، وشددوا على أهمية التعاون بين بلدان حوض النيل لتحقيق المصالح التنموية الخاصة بهم ، بالإضافة إلى ضرورة إظهار الاحترام للقانون الدولي الذي يحكم استخدام الأنهار من قبل جميع البلدان بحوض النيل في نفس الوقت.
وشدد الوزراء على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها ، و المقترحة من قبل مصر في ابريل 1990. واتفق الوزراء على أن روسيا ومصر سوف تتعاونان تعاونا وثيقا في تحقيق هذه الأهداف وفى تنسيق جهودهما على الصعيد الثنائي ، وفى إطار الحوار الاستراتيجي الروسى .
وفى إطار اللقاءات الرسمية المشتركة ، قال المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، خلال لقائه التاريخى بالرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” إن منطقة الشرق الأوسط تعاني من تحديات كثيرة ، وان الإرهاب هو أكبر التحديات، التي تواجه مصر، مضيفًا: «نحن نسعى بكل جدية للسيطرة على الموقف ومنعه من التصاعد في مصر، لأن هذا سيؤدي لمخاطر شديدة في المنطقة .
ووجّه السيسي، في كلمة له خلال اللقاء الذى حضره ايضا نظيره الروسي، سيرجي شويجو، التحية للمسؤولين الروس، معربًا عن سعادته بلقائهم وما تم بينهم من مباحثات. وأضاف السيسى : «زيارتنا لروسيا تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة ترتقي بالعلاقات التاريخية، التي جمعت بين روسيا الاتحادية ومصر، ونحن في مصر نكن لكم كل الاحترام والتقدير».