أشعر بسعادة كبيرة لأنى لم أكن المتفائل الوحيد بالعام الجديد، عام 2014، فها هو أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد يكتب فى الأهرام فى السادس والعشرين من ديسمبر الماضى تحت عنوان مصر 2014 يقول:
“تقول كل المؤشرات والدلائل والأخبار، إن عام 2014 سوف يكون، بأذن الله، الأفضل لمصر من سنواتها الثلاث الأخيرة التى عانت خلالها من الفوضى والعنف والإرهاب ووقف الحال، رغم الآمال الكبار التى حملتها رياح التغيير الثورى فى انتفاضتى يناير 2011 ويونيو 2013، ولعله يكون مدخلها الصحيح إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والبناء وصولا إلى الدولة المدنية القانونية التى رسم الدستور الجديد قسماتها وملامحها.. ولأن أغلب التوقعات تؤكد أن المصريين سوف يخرجون بأغلبية كبيرة يمكن أن تتجاوز 70% ليقولو نعم لدستور جديد نجحوا فى التوافق على جميع بنوده..”
هكذا يتحدث نقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ مكرم محمد أحمد، والواقع أن الذى يقرأ مشهد إنتهاء العام الماضى 2013 يستطيع أن يكون متفائلا جدا بالعام الجديد فالعام الجديد 2014 عام إنتهاء المعاناة والحرق والموت والدمار والتخريب بعد الإعلان أن جماعة الإخوان المسلمون هى جماعة إرهابية، ومن هنا فسيطبق القانون عليها لحماية الشعب من تطرفهم وسيئاتهم وفقدهم للوعى والعقل وكل عناصر الإنسانية.
سيبدأ العام الجديد بالإستفتاء على وثيقة الدستور التى هى وثيقة لعبور مصر إلى الحرية والسلام والمواطنةٍ الحقيقية الصحيحة التى تحترم عقائد كل إنسان وإنسانيته إنها وثيقة حرية الإنسان التى يتمتع بها كل إنسان حر فى العالم المتقدم المتحرر.
سنذهب جميعا، كل الشعب المصرى، صباح يومى 14و15 لنقول نعم للحرية والعدالة ومصر الجديدة العظيمة التى يتشرف كل من ينتمى لها ويحمل جنسيتها، ستعيد بكلمة نعم عظمة مصر القديمة وحضارتها الضاربة فى القدم والتى كانت أول حضارة عرفها الإنسان، وعرفته الدين والقيم الروحية والأخلاقية والعلم والبناء والفن والموسيقى.
العام الجديد 2014 عام الأمل والسلام مشحون بجدول أعمال كثيرة علينا إنجازه بنجاح وتفوق وشعور بالمسئولية لأننا نبنى بلدنا من جديد بعد أن تعرضت لمحنة صعبة وحكم إرهابى عصابى عبارة عن مجموعة من الإرهابيين الخارجين عن القانون، وفاقدى العقل حكموا مصر فى غيبة من الزمن، لكن وعى الشعب المصرى لم يتحمل هذا الحكم الفاسد فقام بثورة قوية فى الثلاثين من يونيو الماضي لكى ينهى هذا الحكم ويطالب بحقوقة العادلة الضرورية فى العيش والحرية والعدالة والسلام.
2014 عام الأمل والسلام ولن ينتهى بالاستفتاء وحسب بل هناك انتخابات رئيس الجمهورية ثم مجلس الشعب، وهذا يزيد من مسئوليات شعب مصر العظيم هذا العام لكى يتفق على انتخاب رئيس جمهورية تتوافر فيه شروط رجل الدولة: الأمانة والصدق وشجاعة إتخاذ القرار وسرعته وحب الشعب وعدم الانحياز لمصلحته فى كل شئ والزهد فى المال والجاه والقدرة على الإدارة الناجحة.
الدقة فى الاختيار ضرورة تفرضها مصلحة الشعب أولا، ثم يجب ألا يتنازل الشعب عن حقه فى الاختيار ليقول كلمته ويدلى برأيه فى الانتخاب.
نفس الوضع والاهتمام والدقة وحسن الاختيار وضرورة المشاركة فى استفتاء مجلس الشعب وأعضائه الذين سيشرعون لنا القانون ويراقبون الحكومة فى عملها.
2014 عام الأمل والسلام، يقول الكاتب الكبير الأستاذ نبيل ذكى فى جريدة الأخبار( الأثنين 30 ديسمبر): “سيكون العام الجديد هو عام الدستور الذى يؤسس للدولة المدينة الديمقراطية الحديثة ويليق بالألفية وبثورتى 25 يناير و30 يونيو وثمرة تضحيات الشهداء وكفاح الأجيال، وسيكون عام أستكمال خريطة المستقبل بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإنجاز التحول الديمقراطى. سيكون عام تصفية الارهاب واستئصال جذوره واقتلاع أوكار ومعاقل الارهابيين وفرض الأمن وسيادة القانون، وإعادة بناء الكنائس والمؤسسات والكليات والمعاهد وجميع المنشآت التى كانت هدفا للتخريب والاعتداء..”
2014 عام الأمل والسلام والخير والحب الذى يربط بين الشعب المصرى ليجعله كتيبة واحدة قوية ضد الارهاب والفساد والظلم والطغيان.. كتيبة واحدة قوية للعمل والإنتاج والنهضة الاقتصادية.. تنتظر إعادة عجلة العمل لمئات المصانع المتوقفة، واصلاح الأرض البور حتى تنبت وتزرع الخير لأبناء مصر، ننتظر أن تعود القرية الصغيرة إلى مؤسسة انتاجية تكفى نفسها واحتياجها وتصدر للمدينة بعض حاجياتها.. ننتظر من كل شاب وشابة العمل الجاد كل فى موقعه، والعمل أى عمل مهما كان بسيطا متواضعا فله ثماره ونتائجه المهمة للمجتمع كله..
2014 عام الأمل والسلام والتفاؤل والخير إن شاء الله.. كل عام وأنتم بخير.