مصر لم تكن أبدا دولة هامشية ولم تكن أبدا دولة مهزومة ، وكان لها دور فى تطور العالم الاسلامى والعربى والشرق الأوسط
فى إطار فعاليات معرض الكتاب التقى جمهور المعرض بالسيد عمرو موسى فى اللقاء الفكرى بالقاعة الرئيسية ، بحضور د.صابر عرب وزير الثقافة وأدار اللقاء
د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب وقال: يشرف معرض الكتاب أن يكون ضيف اللقاء الفكرى السيد عمرو موسى ، المرحلة التى كان فيها أمينا عاما للجامعة العربية وكان يمثل “ضهرا” للجامعة ويفعل حق الفعل ولا يكتفى فقط بالأقوال وانما الأعمال ، ومرحلة رئاسته للجنة التى صاغت الدستور الذى أعاد وبحق للمواطن المصرى كرامته وقد يكون بيننا من لا يوافق على مادة او مادتين فى الدستور وهذا طبيعى وليس عيب فإذا وافقنا عليه بنسبة 100% فهناك من يختلف معه بنفس النسبة .
وقال د.صابر عرب : لعب عمرو موسى دورا مهما فى حياتنا السياسية ووضع عنوانا كبيرا جدا فى تاريخ مصر فإذا كانت مصر نجحت فى دستور 23 فدستور 14 هو دستور ناجح جدا فلأول مرة يذهب 20 مليون مصرى للتصويت على الدستور راغبون فى أن تتبوأ مصر مكانتها ، السيد عمرو موسى بهذا الدستور وبالدور الوطنى وإدارته للحوارات داخل لجنة الخمسين وخارجها أيضا لعب دورا تاريخيا مهما، وكان المصريون يتابعون جلسات الدستور برغبة كبيرة فى المعرفة .
ومن جانبه وجه عمرو موسى الشكر لوزير الثقافة والدكتور مجاهد دعوته للمشاركة فى النشاط الثقافى فى المعرض معربا عن سعادته بوجوده فى معرض الكتاب وقال : سعيد أن احضر لمعرض الكتاب بعد سنوات طويلة لم أشارك فيها فى هذا الحدث الثقافى المهم وإقامة المعرض هو دليل على صمود وتحدى وإرادة الشعب المصرى فى مقاومة السلبيات التى تفرض علينا ، وهناك أحداث متلاحقة فى إطار إعادة بناء مصر وهى فى حاجة لإعادة بنائها بعد الخلل الكبير الذى حدث فى مسارها وهذا الخلل دعا إلى عمل مشترك ورسم خارطة تحقق الأهداف التى وضعتها ثورة 25 يناير وأكدت عليها ثورة 30 يونيو .وأضاف : مصر لم تكن أبدا دولة هامشية ولم تكن أبدا دولة مهزومة ، وكان لها دور فى تطور العالم الاسلامى والعربى والشرق الأوسط ، ومن ثم عمل الكثيرون على تراجع دورها على الساحة الدولية . وكان قبول مصر لهذا التحدى الضخم الذى فرض علينا هو أن نرسم خارطة الطريق وان نتوافق عليها ، وفى الشهور القليلة القادمة سنواجه تحديات كبرى . والآن أصبح لمصر دستور وقاعدة دستورية وإطار دستورى يحترمه الجميع وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية
وعن الحريات التى يكفلها الدستور قال موسى :الحريات فصل مبدع فى الدستور حرية الاعتقاد مطلقة ،حرية الإبداع والفن والأدب مكفولة وحرية الفكر مكفولة فهذا الدستور وضع فى مواده ضمان لتلك الحريات ضمانا قاطعا ، والدستور نص على حقوق الملكية الفكرية ، وبالإضافة إلى هذه الحقوق والحريات التى نص عليها الدستور نجد أن التعليم بصفة خاصة حصل على اهتمام كبير ،أيضا أعطى البحث العلمى مكانته . التعليم على ما هو عليه اليوم غير منتج وغير قادر على إنتاج سلعة تستطيع أن تنافس فى العالم ، وأكد موسى على أن إجادة اللغة العربية أساس من أساسيات الثقافة ويجب أن يكون الاهتمام باللغة العربية عنصر اساسى فى الثقافة والاهتمام أن يتحدث الإنسان لغته بطريقة سليمة ويجب ان يكون تعلمها شيئا نفخر به. فقد أصبحت الحقوق الثقافية منصوصا عليها فى الدستور ولدينا أزمة كبيرة فى الثقافة ولابد هنا أن أعود إلى تكوين الشخصية المصرية الذى يجب أن يعتمد على المقومات قوية وهى الثقافة .والدستور نص أن التعليم إلزاميا إلى نهاية المرحلة الثانوية ، سيلعب هذا الدستور دورا كبيرا جدا فى مستقبل مصر ومستقبل المنطقة والعالم العربى .
وتابع موسى : تحدث الدستور عن المشاكل الرئيسية كالفقر والأمية الفقر اثر فى المجتمع المصرى ونسبة الفقر تقرب إلى 50 % ونسبة الأمية تزيد على 30% فهل من المعقول أن مصرا التى قامت فى بداية القرن 19 بكل الزخم الذى حدث من بناء وتطوير وسبقت الأمم والدول بما فيها الدول المتقدمة اليوم عليها يكون بها هذه النسبة من الأمية والفقر. وامامنا تحدى ضخم جدا تنموى وثقافى وانسانى .
وعن بيان السيد الرئيس أمس وقراره ان الانتخابات الرئاسية أولا ثم البرلمانية مباشرة وبدء الترشيحات لرئاسة الجمهورية قال موسى : سنبدأ مرحلة جديدة مشيرا إلى أن التحدى الحقيقى سيكون فى اللامركزية فى الحكم والمحافظات سيكون لها ميزة الاستقلال . تشكيل جديد للمجالس وتأهيل جديد للمرأة وتمكين للشباب ورعاية للمعوقين . التحدى أن تكون مصر أو لا تكون وهذا لم نشعر به طوال 200سنة .
الظروف القائمة صعبة وأضيف إليها العنف والإرهاب وترويع المواطنين ومحاولات إعاقة المسيرة ،وعدد ضحايا الإهمال موازى لعدد ضحايا الإرهاب فالإهمال هو الإرهاب والعكس . ولكن مصر محروسة بقبول أبنائها لهذه التحديات وهذا ما يدعونى للتفاؤل رغم صعوبة لمرحلة القادمة التى تتطلب تضحيات حقيقية وعمل جاد وتكاتف . جودة المنتج نص عليها الدستور الجودة فى التعليم والثقافة والجودة فى العمل لدفع مسيرتنا للأمام.
وعلق مجاهد على كلمة عمرو موسى وقال : اعتقد أن جملة مصر محروسة بابنائها هى مفتاح المرحلة القادمة ،وأكد أيضا على ضرورة الاهتمام بلغتنا العربية فيجب أن نحافظ على ثقافتنا وهويتنا ،وأضاف :الثقافى والسياسى أمر واحد وإذا أردنا أن نبنى أمة بناء سليم علينا بالثقافة والتعليم.
وحول تفعيل دور الشباب فى المشاركة السياسية ، والتطبيق الفعلى للحريات على ارض الواقع ومادة المحاكمات العسكرية.والاهتمام بالبحث العلمى والفلاحين دارت مداخلات الجمهور وأسئلتهم.
وأجاب عمرو موسى : أن الشباب اخذ جانبا كبيرا من الدستور فعندما نتحدث عن التعليم نتحدث عن الشباب وكذلك التعليم التقنى والتدريب تمكين للشباب والمجالس والترشح لها تمكين للشباب .
وعن تطبيق الدستور قال الحكم القادم والبرلمان سيكون ملتزما به . وعن المحاكمات العسكرية قال موسى:الدستور لم يترك الأمر لتعريف فضفاض فنص المادة يقول فى بدايته “لا يجوز محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية” محددا الحالات التى يمثل فيها امام المحكمة العسكرية وهى الاعتداء المباشر على المنشآت العسكرية ، الآليات ، الاعتداء على الجنود والضباط فى أثناء قيامهم بأعمالهم وهذا أول تحديد فى الدساتير لمن يمثل أمام المحاكم العسكرية .
أما عن الرئاسة فالترشح لها سيفتح خلال أيام وعلينا أن نختار الأفضل لقيادة البلاد وكذلك فى المجالس النيابية واحذروا من أن يجرب فينا احد آخر فلا مجال لذلك الآن والبلد لا تحتمل انتبهوا جيدا واختاروا الأفضل
وعقب د.صابر : الدستور يحقق وفرة فى التعليم والاقتصاد وكافة المجالات ولكنه يرتبط بالأفراد وان يعمل كل فرد عمله ، فكلنا امام تحد واضح ونريد التقدم بالدولة ولإعمال الدستور لابد أن تمارس كل مؤسسة دورها ،وكل فرد يؤدى دوره فيجب ان نعمل ،ونمارس أيضا دورنا فى النقد والمعارضة ، وأضاف : مصر دولة عجيبة فعندما يتاح لها فرصة العمل تحقق نتائج غير متوقعة ،وهناك من يريد جر العربة للخلف مصر لن تغرق وكل هذا مرتبط بالناس والمجتمع.