صحيفة الجلوب اند ميل Globe and Mail الكندية كتبت تقول إن الربيع العربي الذي انطلق مطلع العام 2011 تحول إلى شتاء سياسي في معظم الدول المعنية.
ولكن تونس هي الاستثناء الوحيد والسعيد. فالمجلس التأسيسي صادق على الدستور الجديد للبلاد في ظل توافق سياسي واسع النطاق. والربيع العربي انطلق من تونس و قد أشعل شرارته انتحار بائع خضار. وتطورت الأمور وأدت لإطاحة الرئيس زين العابدين بن علي.
وتتابع الجلوب اند ميل، فتشير إلى وصول حزب النهضة إلى السلطة والى وجود تيار راديكالي بداخله حاول التضييق على العلمانيين. ولكنه اخذ العبرة من تجربة الاخوان المسلمين في مصر التي تصفها الصحيفة بالكارثية.
وتنقل عن زعيم النهضة راشد الغنوشي قوله “إن ما حصل في مصر اشبه بزلزال” وكان له تأثير في القرار المتعلق بالحد من موقع الإسلام في الدستور.
والدستور ينص على أن الإسلام هو دين الدولة ولكنه لا يأتي على ذكر الشريعة تقول الجلوب اند ميل. وتضيف بأن غالبية التونسيين راضون عن هذه الصيغة الكلامية. وراشد الغنوشي نفسه أقر بأن البلاد منقسمة ايديولوجيا لدرجة لا يمكن أن تكون معها محض إسلامية او محض علمانية.
وترى الصحيفة أنه كان يستحيل التوصل إلى التسوية تلك لولا موجة الغضب التي اجتاحت تونس على أثر اغتيال قياديين اثنين من المعارضة العلمانية العام الماضي. وتونس ستعاني موجة من الضغوط والتوترات. لكن التوقعات مشرقة حاليا في هذا البلد الذي انطلق منه الربيع العربي تختم الجلوب اند ميل.