عقد صباح اليوم الاربعاء 8 يناير الاباء مطارنة الكنيسة المارونية الكاثوليكية اجتماعهم الشهري في بكركي ـ لبنان برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، و بحضور غبطة البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير و الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، كما حضر السفير البابوي في لبنان، إضافة للأسقف المشرف على مرشدية الجيش في إيطاليا.
و فى ختام الاجتماع اصدرت الكنيسة بياناً و نصه كالاتى: “مطلع هذه السنة الجديدة، يشكر الآباء الله على ما أغدق عليهم وعلى الكنيسة والعالم، من نِعم خلال السنة المنصرمة بالرغم من كلّ الصعوبات، ومن واجبهم، في هذه المناسبة الدعوة لوعي الخطر الذي يحدق بلبنان بسبب الإنكشاف الظاهر في تعثر الوصول لحلول للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، ما يستدعي في كل حال العمل الدؤوب على حماية الميثاقية اللبنانية، فالميثاق الوطني قاعدة وجود لبنان الكيان والدولة، وهو الحاضن للجميع على أساس التنوع في الوحدة والتشارك المتوازن في السلطة، والضامن لخير الوطن والمواطنين”.
و أضاف البيان: “إن نشر الرعب عبر السيارات المفخخة، والإنفلات الأمني المتنقل، والتعدّيات المختلفة، وربط ذلك بتفاسير سياسيّة أو مذهبية، يضع على كاهل الجميع مسؤولية الحفاظ على النسيج اللبناني وأمن البلاد، وعدم السماح بتحويل لبنان أرضًا مستباحة، قد تنال من تاريخه الطويل الذي بُنيَ على حضارة العيش معًا، وكلّف اللبنانيين التضحيات الجسام، حتى حقّقوا لهم بلدًا يعيشون فيه بحرية وكرامة، بالتكافل والتضامن”.
هذا وناشد الآباء جميع القوى السياسية القيام بتجديد فعل إيمانهم بلبنان، كياناً وصيغة، وأشاروا إلى أن لبنان بلد من هذا الشرق، وقد اهتدى إلى شعلة الحياة في المنطقة، إذ أوجده أبناؤه كيانًا سياسيًا للدولة بُني على نور الحرية والديمقراطية والعيش معًا على أساس المساواة، فلا بد من أن يحافظ الجميع عليه لما له من دور ورسالة في محيطه ووسط الأسرة الدَولية، كما وناشد المطارنة الموارنة في بيانهم الختامي القادة السياسيين وجميع النواب تحمل مسؤولياتهم، والإسراع في تشكيل حكومة تكون على مستوى التحديات الراهنة، والإعداد الجدي لانتخاب رئيس جديد في موعده الدستوري”.
و أختتم البيان: إن هذه المرحلة تتطلب أعلى مستويات اليقظة والتجرد والحوار والحس الوطني، كما وضم الآباء صوتهم لصوت البابا في رسالته ليوم السلام العالمي: “أوجه نداء قويًا إلى الذين يزرعون العنف والموت بواسطة السلاح: اكتشفوا مجددًا في من تعتبرونه اليوم عدوًا يجب قتله أخًا لكم وامنعوا يدكم عن القتل!