احتلت عناصر من تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” المدعو ب (داعش) و الذى يفوق تنظيم القاعدة فى دمويته .. كنيسة “شهداء الأرمن” في مدينة الرقة السورية و اقامت فيها “مكتبا دعويا” لهم بعد أن نهبتها قبل أسابيع
كما اقام فيها عشرات من عناصر “الهيئة الشرعية” للتنظيم ..بعد إزالة كافة المظاهر المسيحية فيها وتنظيم نشاطات دعوية إسلامية بداخلها.
علق الصحفي البريطاني روبرت فيسك على ما جرى قائلا إنه “بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان على المذبحة الجماعية التي نصبها الأتراك للمسيحيين الأرمن عام 1915، فإن أولئك الناس يواجهون مذبحة جديدة في سوريا ، بالإضافة إلى تدنيس مقدساتهم”.
تناقلت وكالات الانباء العالمية و المواقع الاخبارية ما صرخ به الصحفى الشهير فيسك في مقال له بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية عقب وقوع الحادث امس.. و الذى اشار فيه إلى أنه قبل أكثر من 30 عاما تم دفن رفات ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن أعلى أحد التلال المطلة على نهر الخابور في سوريا، حيث كان يُقدر عدد ضحايا المذبحة، التي وُصفت بـ “بأول هولوكوست في القرن الـ20″، بمليون ونصف مليون مسيحي قُتلوا على يد الأتراك العثمانيين.
وأوضح أنه بسبب تغيير مسار النهر، قامت عائلات الأرمن الفارة من تركيا بنقل هذه الرفات إلى سرداب في الكنيسة الأرمنية الكبيرة في دير الزور، التي تحيي ذكرى الضحايا، ليظل العار يلاحق الدولة التركية الحديثة التي تصر على نفي المحرقة.
وقال “في ظل صمت إعلامي تام، أصبح المجتمع المسيحي الأرمني في سوريا ميدان قتل في حرب جديدة”، مشيرا إلى أنه فوق عظام ضحايا المحرقة الأولى يجري صراع جديد يهدد أبناء الناجين الذين فروا إلى سوريا، لكنهم يجدون أنفسهم مضطرين مرة أخرى للفرار من الأراضي التي لجأوا إليها متجهين حاليا إلى لبنان وأوروبا وأمريكا.
وأشار إلى أنه رغم أن مطران دمشق، أرماش نالبانديان، أبلغه خلال لقائهما يوم الجمعة الماضي أن ضريح ضحايا مذبحة 1915 لم يُمس، إلا أن كنيسة دير الزور قد تضررت بالفعل، وهي الكنيسة التي تُعد شاهدا على ذكرى “هولوكوست الأرمن”، على حد وصفه.
وأوضح أنه في حلب جرى تخريب كنيسة أرمنية على يد متمردي الجيش السوري الحر، المدعومين بالمال والسلاح من واشنطن ودول الخليج، والذي يتعامل معهم الغرب على أنهم متمردون “صالحين”. وفي الرقة، التي تسيطر عليها المعارضة السورية بالكامل، قام مقاتلون سلفيون بإشعال النيران في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية للشهداء.
وقال “إن مئات المقاتلين الأتراك، الذين ينحدرون من نفس الأتراك الذين حاولوا تدمير الجنس الأرمني عام 1915، ينضمون لعناصر القاعدة في هجماتهم على الكنيسة الأرمنية في سوريا، وتقوم الميليشيات المسلحة بانتزاع الصلبان أعلى الكنائس واستبدالها بعلم جماعة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة”.
وأكد أن “هذا ليس كل شئ”، مشيرا إلى أنه في 11 نوفمبر الماضي، وبينما كان العالم يحيي ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى حيث لم يُمنح الأرمن حقهم، سقطت قذيفة هاون خارج المدرسة الوطنية المقدسة للمترجمين الأرمن في دمشق، كما سقطت قذيفتان أخريان على حافلتي مدرسة، حيث قُتل طفلان من الأرمن، وهما فانيسا بدروس وهوفانيس أتوكانيان.
وأوضح أنه بعد الحادث بيوم تمت مداهمة حافلة تقل أرمن في طريقهم من بيروت إلى حلب، ونهبهم تحت تهديد السلاح، معتبرا أن “مسيحيي سوريا، على غرار العديد من المسيحيين الآخرين، لا يدعمون التمرد ضد نظام الأسد، رغم أنه لا يمكن وصفهم بمؤيدي الأسد”.
وأشار إلى أن الأرمن سوف يحيون بعد عامين من الآن الذكرى الـ 100 على محرقتهم، كما ستحيي الدولة التركية، التي تدعم الصراع في سوريا، ذكرى انتصارها في جاليبولي، المعركة التي أنقذ فيها مصطفى كمال أتاتورك بلاده من احتلال الحلفاء، مؤكدا أن الأرمن خاضوا معركة جاليبولي في صفوف الجيش التركي.
الجدير بالذكر أنه فى 30 اكتوبر الماضى قام إسلاميون متشددون ينتمون الى داعش بإضرام النيران في كنيسة الصليب المقدس الأرمنية في بلدة تل أبيض شمال شرق سوريا.
هذا ويعود التواجد الأرمني في بلدة تل أبيض السورية إلى العام 1915 حيث وفد إليها أعداد كبيرة منهم بعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها أرمن الأناضول مطلع القرن الماضي على أيدي السلطات العثمانية آنذاك. أما الكنيسة الأرمنية فقد بنيت سنة 1932 وأعيدت الخدمة لها في سبتمبر/ أيلول من عام 1975 على يد المطران ديفيد ساركسيان. وأعيد ترميمها مرة أخرى سنة 1996 كما تم بناء مدرسة أرمينية في البلدة ذاتها
الجدير بالذكر ان الأحداث المآساوية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عامين ونصف ادت إلى مقتل قرابة 115.000 سوري ببنهم 46 من أصول أرمنية بين مدنيين وعسكريين.
كما يتعرض مسيحيو سوريا لاعتداءات مستمرة،وتتعرض الكنائس والأديرة السورية للعديد من أعمال العنف، وذلك منذ بدء المظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، كما تم اختطاف المطرانين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس يازجي، مطران حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس، يوم 22 أبريل الماضي بالقرب من مدينة حلب السورية، بعد أن قام مسلحون مجهولون بوقف سيارتهما وقتل سائقهما.