يبدأ وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان ، زيارة تاريخية إلى مصر يوم الأربعاء 13 نوفمبر ، يعقد خلالها أول اجتماع في تاريخ العلاقات الروسية المصرية.
حيث تشهد العلاقات بين البلدين انطلاق مرحلة جديدة لها بعد أشهر قليلة من حلول الذكرى الـ 70 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة.
وتأتى زيارة لافروف وشويجو كأول زيارة على هذا المستوى العالي لمسؤولين روس في فترة ما بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. ويأتي ذلك بعد أن زار وزير الخارجية المصري نبيل فهمي موسكو في منتصف سبتمبر الماضي، وناقش مع لافروف الوضع في سورية والتسوية الشرق أوسطية، والعلاقات الثنائية. كما زار روسيا مؤخرا وفد “الدبلوماسيين الشعبيين” الذي يضم عددا من رجال السياسة والثقافة والعلوم المصريين.
وقد أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن الوزراء سيناقشون مسائل جدول الاعمال الدولي والاقليمي بالاضافة الى تعزيز التعاون الروسي المصري في مختلف المجالات. وستكون على جدول الأعمال موضوعات متعلقة بالاقتصاد والتعاون العسكري التقني بين البلدين.
ويثير موضوع التعاون العسكري بين البلدين اهتماما خاصا، حيث أعلنت الولايات المتحدة منذ فترة عن تعليق تقديم المساعدات العسكرية لمصر على خلفية الأحداث الاخيرة في البلاد. ولم تكشف الجهات الرسمية عن تفاصيل ما سيناقشه وزيرا الدفاع سيرجي شويجو والفريق عبدالفتاح السيسي، لكن مصادر في شركة “روس أوبورون أكسبورت” الحكومية الروسية التي تقوم بتصدير الأسلحة، أكدت أن روسيا تهتم ببيع السلاح لمصر. وتناقلت وسائل إعلام روسية تقارير تتحدث عن أن شويجو والسيسي سيناقشان توريد أسلحة روسية الى مصر بقيمة أكثر من 4 مليارات دولار.
وستتناول المباحثات الرباعية للوزراء العلاقات الثنائية في المجال السياسي. وكانت موسكو قد اتخذت موقفا داعما للمرحلة الانتقالية والحوار السياسي بين كافة القوى في مصر. ودعت الخارجية الروسية الأطراف المصرية عدة مرات الى ضبط النفس وتفادي العنف. وأعربت عن ثقتها بقدرة المصريين على تسوية كافة الخلافات السياسية بأنفسهم على أساس الحوار الوطني وبعيدا عن العنف.
وتتسم موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين بأهمية بالغة ، حيث تصدر روسيا الحبوب الى مصر، كما كانت المنتجعات المصرية تجتذب ملايين السياح الروس سنويا قبل أن يتأثر قطاع السياحة بالتوترات السياسية والأمنية. أما الملفات السياسية الدولية والإقليمية، فستتصدرها الأزمة السورية على الأرجح.
حيث تتقارب مواقف روسيا ومصر من هذه الأزمة، و تجمع موسكو والقاهرة على عدم وجود حل عسكري في سورية، وضرورة تسوية النزاع سياسيا. وكان وزير الخارجية الروسي قد أكد لنظيره المصري خلال لقائهما الأخير في موسكو اهتمام روسيا بأن تلعب مصر دورا مهما في جامعة الدول العربية لكي تتبع الأخيرة “نهجا متوازنا” إزاء الأحداث في المنطقة.
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة أقيمت في عهد الاتحاد السوفيتي في عام 1943، وبلغت ذروتها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الانتاجية والبنى التحتية، وبينها السد العالي في اسوان ومعمل الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية اسوان – الاسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت روسيا القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات باسلحة سوفيتية.