نظمت سفارة هولندا صباح يوم الجمعة 22 نوفمبر جولة بالدراجات في القاهرة شارك فيها أكثر من 700 شخص على رأسهم جيرارد ستيخس؛ سفير هولندا بمصر ،
وهشام زعزوع؛ وزير السياحة، وعدد من الإعلاميين الذين وجهت الدعوة لهم للمشاركة بركوب الدراجات ، ومنهم مشرفة الباب الدبلوماسى ، بهدف جذب الانتباه للدور المحتمل للدراجات كوسيلة للتنقل. وقد نعى جيرارد ستيخس قبيل انطلاق الجولة القتلى الذين سقطوا خلال الأيام الماضية، مقدما تعازيه لذويهم.
وفى حوار خاص لوطنى مع السفير الهولندى جيرارد ستيخس Gerard Steeghs عقب إنتهاء جولتنا معا على الدراجات ، قال : أن هذا اليوم الذى قامت السفارة بتنظيمه أطلقنا عليه “أيام الدراجات البرتقالية ” ، والهدف منه جذب الانتباه لدور الدراجات كوسيلة للتنقل فعالة وصديقة للبيئة ومناسبة جدا خاصة للبلاد التى يغلب عليها الإزدحام كمصر . حيث تسهل الدراجات الوصول بشكل أسرع ، كما أن رياضة الدراجات فى حد ذاتها مفيدة جدا للصحة . ولهذا حاولنا الخروج بكل هذا الحشد بلون موحد ، هو البرتقالى ، بهدف التنبيه لأهمية الدراجات كرياضة ، وكوسيلة مواصلات فعالة وغير مكلفة وسريعة .
– تلك الدعوة كانت للمصريين ، فهل كانت هناك دعوة موازية للحكومة المصرية لتبنى عمل مشروع متكامل لإستخدام الدراجات كوسيلة مواصلات ؟
= أجاب السفير الهولندى : بالفعل ، أقمنا سيمنار العام الماضى وناقشنا فيه مع ممثلى الحكومة ، الطرق التى يمكن بها إستخدام الدراجات والسير بها داخل المدن ، وهذا العام طلبنا محادثة وزير النقل عن الطرق الممكنة لعمل المزيد من البنية التحتية التى يمكن ان تكون صالحة لإستخدام الدراجات وبخاصة بمدينة كبيرة كالقاهرة ، وأيضا تعتبر بادرة جيدة أن يشاركنا اليوم وزير السياحة فى جولة ركوب الدراجات، وهذه خير دعاية للسياحة للقاهرة ، ومصر بشكل عام ، ولتبين ان مصر لا يأتى منها سوى الأخبار السيئة فقط ، بل هى أيضا بها الكثير من الأمور الجيدة والأحداث الطريفة .
– هل معنى هذا أن هناك أمل فى التعاون بين مصر وهولندا لترسيخ التخطيط للدراجات كوسيلة إنتقال بمصر ؟
= السفير : لقد خاطبت اليوم وزير السياحة لإقامة حدث “أيام الدراجات البرتقالية ” بأكثر من محافظة العام القادم ، وليس القاهرة فقط ، ويبقى الأمل أن يساهم هذا فى المزيد من الترويج لإستخدام الدراجات.
– لقد زرت هولندا فبل ثلاث سنوات ، وأعرف أن إستخدام الهولنديين للدراجات فى زيادة مطردة ، فهل هناك برنامج او تخطيط معين او محفزات خاصة تستخدمها الحكومة لتحفيز إستخدام الدراجات؟
= السفير الهولندى : هناك سببين لزيادة إستخدام الدراجات بهولندا ، أولها أن الهولنديون أنفسهم يحبون إستخدام الدراجات، لأن هذا أمر مفيد للصحة ، كما أنهم يحققون بالدراجات سرعة التنقل داخل المدينة أكثر من السيارات ، والسبب الثانى أن الأمر أكثر صعوبة فى إستخدام السيارات عن الدراجات ؛ فتخطيط الطرق عندنا يسمح للسيارات بالسير والدخول فى بعض الشوارع ، وليس كلها كما فى حالة الدراجات، كما أن البنزين يعتبر مرتفع السعر إلى حد ما ، ولهذا تستخدم السيارات الكهربائية ايضا ، ونستطيع القول ان الحكومة تحاول عمل توازن مابين إستخدام السيارات والدراجات بحسب إحتياجات المواطنين .
– هل يمكن ان تشرح بالاكثر المنظومة التى يعتمد عليها إستخدام الدراجات كإحدى الوسائل الأساسية التى يعتمد عليها التنقل بهولندا ؟
= السفير : بالفعل هناك منظومة لإستخدام الدراجات بهولندا ، وبخاصة بأمستردام ، تقوم على أنه يمكن لأى مواطن إستخدام الدراجات ، ثم تركها بأى مكان ، مثلا عند المترو ، ثم بعد استخدامه بمرحلة تالية ، يتم أخذ دراجة من مكان ثالث ، وإستكمال الرحلة ، وهكذا دواليك . ولقد رأيت مثل هذا النظام أيضا فى واشنطن ، ولندن ، وباريس ، حيث توجد محطات للدراجات ، ويمكن لأى مواطن أن يقترض منها دراجة بدون مقابل ، فقط بترك تحقيق شخصية ، حتى يضمنوا عدم سرقة الدراجات ، على أن يعيدها المواطن لأى محطة دراجات أخرى بأى مكان بعد وصوله للمكان الذى يريده . وعادة فإن محافظين المدينة هم الذين يقومون برعاية وإدارة منظومة إستخدام الدراجات، فهم الذين يشترون الدراجات، ويجعلونها متاحة للمواطنين .
– أخيرا ، ماذا تود أن تقول للمصريين فى “أيام الدراجات البرتقالية ” ؟
= أجاب السفير الهولندى : أقول لهم : استمتعوا بإنطلاقكم على دراجاتكم ، و”باليوم البرتقالى للدراجات” ، وأرجوكم عودوا للمشاركة العام القادم ، وخذوا هذا الحدث كإلهام ومحفز لكم على إستخدام الدراجات طوال العام .
– وعلى هامش الحدث كان هناك لقاء مع احد المشاركين الشباب ” محمد منصور ” بكالوريوس حقوق ، الذى تجدث عن أسباب إشتراكه به ، حيث قال : اشتركت بصفتى احد من أعضاء اتحاد جروبات الدراجات الذين التقطوا دعوة السفارة الهولندية للشباب المصرى للمشاركة ، حيث توجد بمصر مجموعة من الجروبات للدراجات بمستويات مختلفة ، طبقا لعدد الكيلومترات التى يمكن ان يقطعها المشارك على الدراجات ، فهناك جروب مثلا أعضاؤه يسافرون المحافظات بالدراجات ، لدرجة ان بعضهم وصل إلى الأقصر وأسوان بالدرجات ، وهذا أعلى مستوى بجروبات الدراجات . ومن أشهر تلك الجروبات ويلارز ، جى بى آى ، جو بايك ، بايك زون ، كايرو ريبيوبليك ايجيبت، بسكيلتا ، فور بايك ، وعندما فتحت السفارة الدعوة للناس للمشاركة بالحدث على الويب الخاص بها ، شاركنا جميعا .
والمشاركة هدفها إرسال رسالة لنوعين من المصريين ، سواء الذين يكسلون ، او الكبار فى السن ، لركوب الدراجات لسعادتهم وصحتهم ، ومعانا بالجروبات كل الأعمار ، من الشباب وحتى ناس أعمارهم 70 عاما . وعن أمنياته بالنسبة لإستخدام الدراجات، قال محمد : نتمنى عمل حارة صغيرة للدراجات بكل شارع ، فالقرن 21 يجب ان يكون فيه تشجيع لإستخدام الدراجات وتوفير الطاقة ، بتهيئة الطرق لإستخدامها أكثر .
– ويضيف محمد : كما أن تستخدم الفتيات والسيدات الدراجات كرياضة مفيدة للصحة ، وكوسيلة نقل ايضا ، دون ان تلقى معاكسات بالشارع ، ولتحقيق هذا يجب العمل على إحياء وزرع منظومة للأخلاق ، من خلال برامج التعليم والميديا وايضا من خلال السينما التى اصبحت تقدم مع الأسف أسوأ نماذج ليقلدها الشباب ، ولا أنسى منها فيلم عبده موتة ، الذى قلع التى شيرت ، ومسك المطواة ، وعاكس البنات ، وقام شاب بمنطقتنا بنفس ما قام به البطل بمجرد خروجه من الفيلم ، وظل يعاكس يالبنات بشكل فج.
جدير بالذكر أن تلك الفعالية تأتي عقب النجاح الذي حققته مثيلتها العام الماضي، بمشاركة تفوق التوقعات زادت عن أكثر من 400 شخص ، والتى نظمتها هولندا بإعتبارها دولة رائدة عالميا في مجال دمج الدراجات في نظام النقل والمواصلات، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية اللازمة للتقليل من الازدحام المروري والتلوث داخل المدن، والترويج لوسائل نقل رخيصة التكلفة.